التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الإثنين، وزير الري لجمهورية جنوب السودان، مناوا بيتر، والوفد المرافق له، وحضر اللقاء الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري.
واستهل رئيس الوزراء اللقاء بالإشادة بما يربط مصر وجنوب السودان من علاقات تاريخية متميزة، توطدت أواصرها على مدار السنوات الماضية، ولاسيّما في ضوء ما يوليه الرئيس عبدالفتاح السيسي من اهتمام بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في كل المجالات التي تمثل أولوية للأشقاء في جنوب السودان.
وقال المستشار نادر سعد، المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء، إن وزير الري بجنوب السودان نقل لرئيس الوزراء شكر وتقدير قيادة وحكومة بلاده لموقف مصر المساند للشعب الجنوب السوداني خلال أزمة الفيضانات والسيول، وجسر المساعدات الجوي المصري الذي نقَل مساعدات إنسانية مهمة في ذلك التوقيت الحيوي، مؤكدًا أن موقف مصر لم يكن جديدًا ولا مستغربًا، في ضوء العلاقات الأخوية التي تربط الشعبين في مصر وجنوب السودان.
وأشار وزير الري بجنوب السودان إلى أن قيادات الصف الأول في بلاده هم من خريجي الجامعات المصرية، ومن ثم هناك حرص على استمرار تعزيز التعاون مع مصر، والاستفادة من خبرات مصر وكوادرها المتميزة في بناء القدرات في جنوب السودان، وإقامة مشروعات استثمارية مصرية في مجالات الزراعة والري والكهرباء، وغيرها من مجالات البنية التحتية.
وأعرب الوزير عن أملهم في الإسراع بافتتاح فرع لأحد البنوك المصرية في جنوب السودان، وليكن فرعًا للبنك الأهلي المصري.
وأضاف المتحدث الرسمي لمجلس الوزراء أن وزير الري بجنوب السودان أشاد بقيام مصر بإنشاء مدارس صناعية في جنوب السودان، وهي المدارس التي بدأ يتخرج فيها كوادر مهنية مدربة تلبي احتياجات سوق العمل، كما وجه الوزير الشكر لوزارة التعليم العالي المصرية على قرار زيادة عدد المنح الدراسية للطلبة من جنوب السودان للدراسة في الجامعات المصرية، معربًا عن تطلعهم لقيام مصر بتقديم الدعم الممكن للطلبة الآخرين من جنوب السودان أيضًا والمقيمين في مصر ويدرسون على نفقتهم الخاصة، ولاسيما أن الظروف المتعلقة بفيروس كورونا أثرت على مصادر دخلهم.
وفي مجال الري، استعرض وزير ري جنوب السودان، جوانب التعاون المتنامي مع مصر في هذا المجال، مشيدًا بما يقدمه خبراء الري المصريون من خبرات لأشقائهم في جنوب السودان، ولا سيما في مجال تطهير المجاري المائية والبحيرات، وبناء قدرات وزارة الري في جنوب السودان.
وقال المستشار نادر سعد، إن وزير الري في جنوب السودان قدم خلال اللقاء التهنئة للحكومة المصرية على ما تشهده من إنجازات تنموية متسارعة، مشيدًا بما شاهده خلال زيارته للعاصمة الإدارية الجديدة، ومشروعات محور قناة السويس. وأعرب الوزير عن تطلع جنوب السودان للاستفادة من خبرات مصر المتميزة في مجال بناء المدن الجديدة في أزمنة قياسية، مضيفًا أنهم سوف يقومون بإعداد زيارة لوفد من وزارة الإسكان في جنوب السودان إلى مصر، للتعرف عن قرب على هذه التجربة الرائدة في مجال مشروعات الإسكان، ونقلها إلى جنوب السودان.
واختتم الوزير حديثه بالإعراب عن تطلع جنوب السودان لتشكيل لجنة عليا مشتركة مع مصر، وأن يتم عقد أول اجتماعات هذه اللجنة قريبًا.
من جانبه، عقّب رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، بأن مصر لن تألو جهدًا عن تقديم كل الدعم للأشقاء في جنوب السودان في المجالات التي ذكرها الوزير، وفي مقدمتها دعم الطلبة من جنوب السودان في مصر، خاصة أن الرئيس السيسي يوجه دومًا بدعم الطلبة من الدول الشقيقة، كما أكد مدبولي أن مصر مستعدة لإقامة مشروعات استثمارية في جنوب السودان في المجالات ذات الأولوية لأشقائنا.
وفيما يخص اللجنة العليا المشتركة، فقد وجه رئيس الوزراء، بالتنسيق مع وزارة الخارجية لسرعة تشكيل اللجنة، وعقد أول اجتماعاتها في القاهرة قبل نهاية العام الجاري، كما كلف بمخاطبة محافظ البنك المركزي بشأن طلب الأشقاء في جنوب السودان افتتاح فرع للبنك الأهلي المصري هناك.