في ٢ نوفمبر ١٩٥٤ خرجت «الأهرام» وعلى صفحتها الأولى عناوين تتضمن عن حادث إطلاق النار على الرئيس عبدالناصر وهو يلقى خطابا في ميدان المنشية بالإسكندرية «زي النهارده» في ٢٦ أكتوبر ١٩٥٤ والذى اتهمت جماعة الإخوان المسلمين وحوكمت مجموعة منهم وأعدم البعض تقول العناوين: «محاكمة خاصة برياسة جمال سالم وأنورالسادات والشافعى. تنظر في الأفعال التي تعتبرها خيانة للوطن أو ضد سلامته.. التنظيم السرى يأتمر بأمر المرشد ولايمكن لأى عضو أن يقوم بعمل بدون تكليف منه»وكانت هناك صورة لناصريتسلم المسدس الذي استخدم في الحادث من عامل البناء الصعيدى ويدعى خديو آدم ويقول عنوان الخبر:«عامل يعثرعلى المسدس الذي استخدمه الجانى.حضرمن الإسكندريةعلى الأقدام لتقديمه للرئيس والرئيس يشكره ويمنحه ١٠٠ جنيه مكافأة».
وكان الدكتور عماد أبوغازى قد كتب يقول: «إن العلاقة بين ناصر والإخوان كانت تسير من سيئ إلى أسوأ وصولا إلى القطيعة النهائية مع حادث المنشية واعتقل الجانى وهو محمود عبداللطيف»، وهو سمكرى بإمبابة، وهو إخوانى والذى حرضه هو المحامى هنداوى دوير عضو الجماعة، وقالت التحقيقات إن مرشد الجماعة حسن الهضيبى كان يعلم بالخطة وباركها ومازال الحادث مثار جدل بين مصدق ومكذب، ويرى الإخوان أنه مفبرك من النظام للتخلص منهم.
ووفق رأي الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عين شمس، إن الحادث حقيقى، وتورط الإخوان فيه مؤكد، وقد اعترف بعض كوادرهم لاحقا، وقال إن الإخوان لم يتعلموا من تجاربهم السابقة، وإنهم عادة ما يلجأون إلى العنف حين يخسروا أي شىء، ويكررون أخطاءهم المتمثلة في أعمال العنف ضد القوى السياسية منذ اغتيالهم رئيس الوزراء النقراشى باشا حتى صارت هذه الجماعة موصومة بالإرهاب.
ومما يذكر أن أم كلثوم بأغنية بعد هذا الحادث من كلمات بيرم التونسي ولحان رياض السنباطي في أول حفل بعد نجاة ناصر من حادث المنشية وبعد توليه رئاسة الجمهورية. ويقول مطلعها: «أجمل أعيادنا المصرية بنجاتك يوم المنشية».