كشفت إحصاءات حديثة من شبكة كاسبرسكى الأمنية، أن مصر سجلت رابع أعلى زيادة ملحوظة فى الهجمات المالية الرقمية التى تُشن ببرمجيات خبيثة خلال النصف الأول من العام الجارى، وذلك بنسبة 38.7% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى.
وأكّد ماهر يموت الباحث الأمنى الأول لدى كاسبرسكى، أن المنشآت والأفراد فى منطقة الشرق الأوسط عُرضة لأشكال مختلفة من التهديدات الرقمية، لافتا إلى أن التحوّل الذى يشهده العالم نحو الأوضاع الجديدة استدعت التكيّف مع كلّ من العمل والتعلّم من المنزل، تواكبه مجموعة من التهديدات الرقمية.
ولفت «يموت» خلال الحلقة النقاشية التى عقدتها الشركة عبر الإنترنت لاستعراض أحدث مؤشرات التهديدات الإلكترونية فى المنطقة، إلى أن مجرمى الإنترنت يستهدفون المستخدمين الذين ينمّ سلوكهم عن استخفاف أو شعور بالاطمئنان المبالغ فيه، وخصوصا أن الخدمات المصرفية المقدمة عبر الهاتف المحمول والإنترنت أصبحت الحالة الطبيعية فى ضوء جائحة كورونا المستمرة.
وكشفت دراسة استطلاعية أجرتها كاسبرسكى عن أن 26% من المستخدمين فى مصر واجهوا محاولة احتيال مصرفى واحدة على الأقل فى النصف الأول من العام 2020. وأظهرت الدراسة أن محاولات الاحتيال المصرفى حدثت فى معظمها (71%) عبر الهاتف، وأنها تركزت خلال ساعات العمل بين الساعة الحادية عشرة صباحًا والسادسة مساءً، بين الإثنين والخميس، أما أبرز الحيل التى لجأ إليها المحتالون فكانت إعلام المستخدم بإغلاق بطاقته المصرفية (37%)، أو عرض الحصول على قرض شخصى (57%)، أو الحاجة إلى تأكيد بياناته الشخصية (46%). وحاول المحتالون الحصول على رمز الاستخدام لمرة واحدة من الرسائل النصية القصيرة أو رمز التعريف الشخصى للبطاقة فى نحو ثلث الحالات (29%)، وفى 19% من الحالات حاولوا إقناع المستخدم بتحويل الأموال إلى حساب زعموا أنه آمن.
وقال أمين حاسبينى رئيس مركز أبحاث الشرق الأوسط فى فريق البحث والتحليل العالمى التابع لكاسبرسكى، إن عمليات الاحتيال المالى تواصل النمو، مشيرًا إلى ارتفاع الهجمات بالبرمجيات المالية الخبيثة فى النصف الأول من العام 2020 فى مصر بنسبة 39%. وأضاف: «ما زال الكثير من المستخدمين لا يعرفون كيفية تمييز محاولات الاحتيال ما يؤدى بهم إلى خسارة المال نتيجة تلك المحاولات».
وأوصت كاسبرسكى باتباع تدابير الأمن الأساسية الكفيلة بإبقاء المستخدمين فى مأمن من المحتالين، وتوخى الحذر من أية مكالمات من أشخاص يدعون أنهم موظفون فى بنك يتعامل معه المستخدم، فضلا عن تجنب النقر على أية روابط مشبوهة واردة فى رسائل نصية قصيرة أو فى رسائل واردة على تطبيقات التراسل الفورى، والامتناع عن إطلاع أى شخص على رمز CVV الخاص بالبطاقة المصرفية، أو رمز الاستخدام لمرة واحدة الوارد فى رسالة نصية من البنك، أو الإشعارات الفورية.
كما أوصت بالمسارعة إلى إنهاء المكالمة إذا انتاب المتلقى شعور بالشك وعدم الاطمئنان، والمبادرة إلى الاتصال بالبنك على الرقم الموضح على ظهر البطاقة المصرفية، وتثبيت حل أمنى مناسب على الهاتف المحمول، نظرًا لأن أفضل وسيلة لحماية خصوصية المستخدم وبياناته الرقمية على الهاتف المحمول تكمن فى حماية هاتفه.