يشير تحليل المشاعر التي يتم التعبير عنها على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة قد تكون سباقا أقرب بكثير مما يعتقد العديد من المعلقين ومنظمي استطلاعات الرأي. وهذا هو الاستنتاج الذي توصلت إليه شركة «Expert.ai» وهي تستخدم تقنية من تقنيات الذكاء الاصطناعي تسمى «تحليل المشاعر» لفهم المشاعر التي يتم التعبير عنها في منشورات وسائل التواصل الاجتماعي.
ويضع تحليل الشركة المرشح الديمقراطي بايدن على الرئيس دونالد ترامب، بنسبة 50.2٪ إلى 47.3٪، وهو هامش أضعف بكثير من التقدم المكون من رقمين الذي حققه بايدن على ترامب في معظم استطلاعات الرأي الوطنية.
وبناءً على هذه الاستطلاعات يتوقع العديد من المحللين والمعلقين السياسيين أن يفوز بايدن بأغلبية ساحقة تاريخية. لكن تحليل «Expert.ai» القائم على الذكاء الاصطناعي يشير إلى أن السباق قد يكون أكثر صرامة مما يتوقعه هؤلاء الخبراء البشريون.
كان نموذج التنبؤ السياسي الخاص بـ Expert.ai ناجحًا في التنبؤ بأن المملكة المتحدة ستصوت لمغادرة الاتحاد الأوروبي في عام 2016. وقد أظهر البحث الأكاديمي أن تحليلًا مشابهًا لمشاعر وسائل التواصل الاجتماعي كان من شأنه توقع فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016 بشكل أفضل من بيانات الاقتراع.
وكان الرئيس ترامب محل تركيز نشاط وسائل التواصل الاجتماعي أكثر بكثير من بايدن، حيث كان يمثل ما يقرب من 60 ٪ من جميع المشاركات التي حللتها «Expert.ai»، مقارنة بأقل من 17 ٪ لبايدن. لكن بايدن احتل مرتبة أعلى من حيث المشاعر الإيجابية مثل «النجاح» و«الأمل»، بينما سجل ترامب درجة أعلى في المشاعر السلبية مثل «الخوف» و«الكراهية». والعاطفة الإيجابية الوحيدة التي حصل عليها ترامب أفضل من بايدن هي «العمل».
ووفقا لموقع «Fortune» قال والت مايو، الرئيس التنفيذي لشركة «Expert.ai»: إن قدرة الشركة على تحليل مئات الآلاف من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الفعلي تمنحها «نظرة ثاقبة لما يناقشه الناخبون وكيف تتطور مواقفهم مع اقترابنا من الانتخابات». وأضاف أن التحليل ساعد الشركة في استخلاص «القضايا الأكثر أهمية للناخبين والعواطف في منشورات التواصل الاجتماعي التي قد تدفع عملية صنع القرار في الاقتراع».
وحلل نظام «Expert.ai» 500000 منشور على تويتر وتعليقات أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي التي تم إجراؤها. ويستخدم النظام معالجة اللغة الطبيعية، وهو شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي، يمكنه فهم جوانب اللغة لتصنيف المشاعر التي يتم التعبير عنها في منشورات وسائل التواصل الاجتماعي هذه وفقًا لـ 84 تسمية عاطفية مختلفة.
ومن ثم يتم إعطاء هذه الملصقات مرتبة من حيث شدتها، على مقياس من 1 إلى 100، ويتم ضربها في عدد مرات الحدوث لكل مرشح. وتصنف المشاعر أيضًا على أنها إما «إيجابية» أو «سلبية» وتُستخدم لإنشاء مؤشر يمكنه مقارنة المرشحَين ببعضهما البعض.