شكري: مصر تعمل في ليبيا من أجل استقرارها ودول أخرى تسعى للتوسع والأطماع

>> الوزيرة الاسبانية: بحث مع الرئيس السيسي تطوير العلاقات بين مصر واسبانيا وسنعقد مؤتمرا اقتصادي بين البلدين العام المقبل
كتب: يوسف العومي السبت 17-10-2020 15:32

أكد سامح شكري، وزير الخارجية، أن مصر منذ اندلاع الأزمة في ليبيا تبذل جهودا من منطلق مدركاتها السياسية والأمنية، تجاه هذه الازمة، فضلاً عن حجم الروابط الاجتماعية والاقتصادية بين الشعبين المصري والليبي الشقيق، وتمثل ليبيا عمقاً استراتيجي للأمن القومي المصري، وبالتالي فإن الوضع المتأزم هناك قد أثر على استقرار مصر وأمنها وحاولت بعض التنظيمات التي تدعمها بعض الدول اختراق الحدود المصرية.

وقال خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع أرانشا جونزاليز لايا، وزيرة الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية، عقب جلسة المباحثات التي تمت بينهم اليوم بالقاهرة، أن هناك دولا عززت بعض أطراف الصراع، ودولا أخرى تتدخل في الشأن الليبي بغرض تحقيق أطماع توسعية، لذا فإن مصر تبذل قصاري جهدها وتستضيف بعض من جولات الحوار والمباحثات الليبية وتعمل تحت مظلة الأمم المتحدة، لضمان أمن واستقرار دولة ليبيا الشقيقة، ومن خلال أبنائها أنفسهم دون فرض حلول وإملاءات خارجية.

وأضاف شكري أن الرئيس عبدالفتاح السيسي حرص على استقبال الضيفة الإسبانية التي تزور القاهرة للمرة الأولي، وعقد معها جلسة مباحثات موسعة تناولت مجمل العلاقات المصرية الإسبانية التي تتصف بالقوة والمتانة والتاريخية، وتناولت المباحثات ضرورة توسيع هذه العلاقات في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، وكذلك تم التطرق إلى ضرورة تحقيق الأمن والأستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وفيما يتعلق بالمباحثات التي جرت بينه وبين الضيفة الاسبانية قال، لقد تحدثنا عن القضية الفلسطينية، وضرورة التوصل إلى حل عادل لهذه القضية من خلال حل الدولتين وأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، وتطرقت المباحثات إلى الوضع في سوريا وليبيا وشرق المتوسط وأهمية تضافر الجهود بين مصر والاتحاد الأوروبي واسبانيا لتحقيق الاستقرار في هذه المناطق والتصدي لسياسة التوسع والهيمنة التي تمارسها بعض الدول في المنطقة.

من جانبها، قالت الوزير الإسبانية، إن هذه الزيارة هي الأولى لها لمصر، لكن مصر تسكن قلبها نظراً لنها في الأصل عالمة آثار ومصر بالنسبة لها هي الفردوس، الذي تأمل أن تأتي مرة أخرى لزيارته كسائحة وباحثة أثرية، مشيرة إلى ان المباحثات التي تمت خلال استقبال الرئيس السيسي لها كانت بناءه وتناولت كافة اوجه التعاون الحالية والمستقبلية وبخاصة في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار، لذا فانها أقترحت أن يقام العام المقبل مؤتمر مصري اسباني يناقش التعاون والتبادل التجاري والاقتصادي والاستثماري بين البلدين .

وعن مباحثاتها مع الوزير سامح شكري قالت أنها تناولت سبل العمل المشترك في مكافحة الإرهاب والتجارة في البشر ومكافحة الشبكات التي تمارس هذا النشاط الاجرامي، وتناولنا الدور المصري المهم الخاص بدور المراة وحرية الأديان والبيئة، مشيرة إلى أنها ستكرم هذه الليلة سيدة مصرية قامت بدور عظيم في خدمة قضايا المرأة هي السيدة نهاد أبوالقمصان.

وأضافت أن المباحثات تناولت ضرورة تطوير العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبي لكي تصبح علاقات استراتيجية، وبخاصة أن مصر من الدول المتوسطية ولها جوار مع غالبية دول الاتحاد الأوروبي، وكذلك تطرقت المباحثات للأزمة الليبية والدور المصري المحوري في هذه القضية والذي يتوافق مع الرؤية الاتحاد الأوربي .

وقالت بحثت مع وزير الخارجية ضرورة توصل البلدان الثلاث مصر والسودان واثيوبيا إلى تفهمات حول أزمة سد النهضة، وان تتوصل الأطراف كافة إلى اتفاق يراعي مصالح الجميع والمصالح المشروعة للشعب المصري في الحصول على المياة والمصالح الخاصة بالشعب الاثيوبي في الحصول على الكهرباء.

وردا على سؤال حول أسباب زيارتها للبنان، قالت أن ألتقيت الرئيس اللبناني ورئيس مجلس النواب وبحثت معهم ضرورة التوصل بشكل عاجل لتشكيل حكومة توافقية، لدفع البلاد االي الأمام من المأزق الاقتصادي الذي تمر به بسبب سياسة الاغلاق الناتج عن كورونا وحوادث الانفجارات التي تعرضت لها اليلاد في الفترة الأخيرة.

يذكر وزيرة الخارجية الإسبانية قد وصلت للقاهرة مساء الجمعة، قادمة على رأس وفد من بيروت في زيارة لمصر تستغرق يومين، تبحث خلالها علاقات التعاون وآخر التطورات والإقليمية والدولية، وكذلك التوتر في شرق البحر المتوسط، والملفات ذات الاهتمام المشترك.