«المومياوات الذهبية » فى الواحات البحرية.. في انتظار الأمل (صور)

كتب: أكرم عبد الرحيم الجمعة 16-10-2020 23:26

يعد وادي «المومياوات الذهبية» الذي تم اكتشافه في عام 1996ميلادية بالواحات البحرية ومساحته 36 كم2 أكبر جبانة في مصر ترجع إلى العصر اليونانى الرومانى نحو 250 مومياء معظمها لطبقة أرستقراطية عاشت في الواحات البحرية خلال العصر اليونانى الرومانى

«الممياوات» التي تم اكتشافها ذات أقنعة وصدور مذهبة ومزخرفة بالنقوش الهيروغليفية ورسومات دينية ويظهر هذا الكشف أهمية الواحات البحرية في تاريخ مصر القديم وقد اكتشفها عالم المصريات الدكتور زاهى حواس سنة 2000م

وساعدت الأشعة فوق البنفسجية (أشعةx) في الحصول على بعض المعلومات الهامة كـ العمر والجنس وسبب الوفاة.. وكشفت عن السبب الرئيسى لوفاة معظم المومياوات هو إنتشار مرض الكوليرا أو الطاعون مما أدى إلى وفاة سريعة

ويقول الدكتور محمد عبدالرحمن عالم المصريات، أن وادى المومياوات الذهبية التي تم اكتشافها كانت بحالة جيدة ويقع على بعد 6 كيلو مترات من مدينة الباويطي عاصمة الواحات البحرية

وأشار إلى أن مرحلة التنقيب والحفر تمت بواسطة الدكتور زاهي حواس في عام 1999م، وأسفرت الحفائر عن اكتشاف 5 مقابر عثر بها على 105 مومياء ذهبية، تم نقل 6 مومياوات إلى المخزن المتحفي بالواحات البحرية، أما باقي المومياوات لاتزال في أماكنها، محيث أن جميع المقابر التي تم الكشف عنها ذات سلالم وبها مصاطب للدفن فيما عدا مقبرة واحدة

ولفت إلى أن طريقة الدفن كانت هي التحنيط ووضع المومياء إما في لفائف من الكارتوناج أو الكتان لتغطيتها، وهذه اللفائف تحتوي على مناظر للمعبودات المصرية، ثم على تلك اللفائف يُوضع القناع الذي اختلف ما بين الأقنعة الذهبية أو الجصية بحسب المستوى المعيشي والاجتماعي للمتوفي.

ويذكر الدكتور أيمن محمود أستاذ الأثار بجامعة القاهرة أن المومياوات الذهبية ترجع إلى الطبقة الأرستقراطية التي عاشت في الواحات المصرية، وعلى الرغم أنه لم يتم العثور داخل هذه المقابر على كتابات أو نصوص توضح أسماء هذه المومياوات، لكن المتعلقات التي تم العثور عليها كانت تضم كنوزاً من الحلى والجواهر .

وتوضح أسماء الغالبية العظمى من هذه المومياوات، فإن العديد من المتعلقات الخاصة التي عثر عليها داخل هذه المقابر المنقورة في الصخر، التي كانت تضم كنوزاً من الحلي والمجوهرات وقطعاً من العملات الذهبية، إلا أنها كشفت بوضوح كبير هوية أصحابها .

وكما أنه لم يتم العثور داخل المقابر على أي من الكتابات أو الرسومات أو النصوص أو الأسماء لهؤلاء المومياوات ولكن تم العثور على العديد من المتعلقات الخاصة بهذا الشعب الرومانى من كنوز وحلى ومجهورات والأهم من ذلك العديد من قطع العملات الرومانية التي تم من خلالها تحديد العصر والتاريخ والاسرار المخفية من مئات وآلاف السنين وترجع إلى القرن الثالث ق.م.

ولفت إلى أن الموميمات خضعت للفحوصات باستخدام الأشعة فوق البنفسجية، لتحديد أعمارها وغيرها من الأمور الفنية، والتى كشفت أن السبب الرئيسي لوفيات معظمها كان من إصابتها بمرض الكوليرا أو الطاعون وكشفت أيضا عن تعرض معظم المومياوات المكتشفة للتحلل بل والتفحم في معظم الأحوال، فلم يتبق منها بحالة جيدة سوى عشر مومياوات، متاح عرضها للزائرين.

وتتباين المقابر المكتشفة من حيث المساحة والنقوش الموجودة بداخلها، ما يعكس حالة التفاوت الطبقي التي كانت سائدة في ذلك الزمان، بين النبلاء وعامة الشعب، ولعل من أشهر المقابر المميزة، تلك التي يتم النزول إليها بواسطة درج هابط، يفضي في النهاية إلى ساحة تضم عدداً من المومياوات على يمين ويسار الزائر، فوق مصاطب يبلغ ارتفاع الواحدة منها نحو 40 سنتيمتراً، ويبدو أنها كانت مقبرة جماعية لعدد من النبلاء، إذ تضم المقبرة وحدها 52 مومياء متنوعة ما بين رجال ونساء وأطفال، وقد أدت الانهيارات التي أصابت الجبل الجيري الذي توجد به المقبرة إلى إصابة بعض المومياوات التي عثر عليها على أرضية المقبرة.

وتتميز المومياوات بأن الجزء الوحيد المنقوش في أغطيتها هو الجزء العلوي للجسد، بداية من الصدر متصلاً بالقناع المذهب والمصنوع دائماً من الجبس المطلي بالذهب، فضلاً على باروكة الرأس التي تزين بغصن أو فرع من النبات كتاجٍ للزينة .

وقالت الدكتورة فاطمة محمود مفتشة آثار أنه تم الكشف عن وادي المومياوات الذهبية ومقابر العمال بالصدفة أثناء عمل الدكتور زاهي حواس بها حيث كان الشيخ عبدالموجود حارس معبد«الإسكندر الأكبر» يجهز للعودة إلى منزله بعد انتهاء عمله، ولاحظ أن حماره يجري مذعورا بالقرب من مكان بعينه، وعندما ذهب ليستطلع الأمر وجد أن قدم الحمار قد سقطت في حفرة في الأرض وعندما نظر داخلها وجد وجوها من الذهب تنظر إليه مبتسمة، وكانت تلك هي بداية الكشف عن وادي المومياوات الذهبية بالواحات البحرية.

[image:6:center]