منذ عام 1967 وعلى مدى أربعين عاما ظل الشاعر فاورق شوشة يقدم برنامجه الإذاعي الأشهر «لغتنا الجميلة» والذي عٌني بمناقشة قضايا اللغة العربية وكان يقدم فيه نماذج شعرية من الشعر القديم أو الحديث يلقيها بصوته وبأداء متميز كما لاننسي برنامجه التليفزيوني «أمسية ثقافية» والذي بدأ تقديمه في 1977واستضاف فيه عددامن رموز الثقافة والأدب العربي ومنهم نجيب محفوظ وشعراء مثل أمل دنقل والأبنودي.
ولد فاروق شوشة في قرية الشعراء بمحافظة دمياط بشمال مصر في العام 1936 وأتم حفظ القرآن الكريم ليكمل دراسته ويتخرج من كلية دار العلوم في العام 1956 ومن كلية التربية في 1957 وعمل معلما لمدة عام قبل أن يبدأ مسيرة إذاعية وأدبية طويلة، وكان قد التحق بالإذاعة المصرية في1958 وتدرج في المناصب حتى أصبح رئيسا لها في 1994 كما حظي بعضوية مجمع اللغة العربية في القاهرة وعمل في عدد من اللجان الثقافية ورأس بعضها كلجنتي النصوص في الاذاعة والتليفزيون ولجنة المؤلفين والملحنين وكان قد أصدر ديوانه الشعري الأول «إلى مسافره» في 1966 وامتدت مسيرته الشعرية على مدى نصف قرن ترك فيها نحو 14 ديوانا شعريا آخرها «الجميلة تنزل إلى النهر» في 2002 ومن دواوينه الأخري «العيون المحترقة» و«سيدة الماء» و«في انتظار ما لايجيء» و«يقول الدم العربي» و«هئت لك» ومجموعة شعرية للاطفال هي «حبيبة والقمر».
كما قدم عددًا من القصائد أبرزها«بغداد يا بغداد»و«لحظة بقاء» و«رسالة إلى أبي»، ومن كتبه الأخري«أحلى 20قصيدةحب في الشعر العربي» و«لغتنا الجميلة و«مشكلات العصر» و«العلاج بالشعر» وترك سيرته الشعرية بعنوان «عذابات العمر الجميل» إضافة إلى قصيدة «الشهداء» التي أهداها لشهداء ثورة 25 يناير وكانت قصيدته «خدم.. خدم» التي ألقاها شوشة ضمن فعاليات معرض الشارقة للكتاب في دورته الـ34، قد أثارت جدلًا واسعًا حيث شن فيها هجومًا حادا على المثقفين، مضيفًا «أنهم أصبحوا أحد أسباب نكبتنا وخدم للمسؤولين».
ولقد حاز شوشة عددا من الجوائز الشعرية من بينها جائزة الدولة في الشعر في العام 1986 وجائزة كفافيس العالمية في 1991 وجائزة الدولة التقديرية في الآداب في 1997، ومنح قبيل وفاته «زي النهارده» في 14أكتوبر 2016 جائزة النيل وهي أعلى وسام يتم منحة للأدباء في مصر.