نشرت حملة الرئيس دونالد ترامب إعلانًا سياسيًا على الإنترنت ويستخدم صورة لنائبه ورئيس البنتاغون وكبير مستشاريه العسكريين يشاهدون الغارة على زعيم داعش أبوبكر البغدادي من غرفة العمليات في 29 أكتوبر 2019. وجاء في الإعلان: «الرئيس ترامب يريد منك أن تطلب حق الاقتراع». ويؤدي النقر على الإعلان، الذي يتضمن شعار «مدفوع من دونالد جيه ترامب»، إلى صفحة تسجيل الناخبين في حملة ترامب.
ووفقا لصحيفة «بوليتيكو» قال مسؤول دفاعي إن الحملة لم تسعى للحصول على موافقة من رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي لاستخدام صورته في الإعلان. واضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته للتحدث عن موضوع حساس: «هذه الصورة، مثل العديد من الصور الأخرى، لم تُستخدم بمعرفة ميلي أو بموافقته».
ولدى الجيش الأمريكي قواعد صارمة ضد أفراد الخدمة النظاميين المشاركين في الحملات السياسية، والإعلان هو أحدث مثال على قيام الرئيس أو من حوله بسحب الضابط الأعلى رتبة في البلاد ومسؤولي وزارة الدفاع الآخرين إلى المجال السياسي.
وبحسب «بوليتيكو»: «كسياسة طويلة الأمد، لا يجوز لأعضاء الخدمة العسكرية والموظفين الفيدراليين الذين يتصرفون بصفتهم الرسمية الانخراط في الأنشطة التي تربط وزارة الدفاع بأي حملة سياسية أو انتخابات حزبية أو مرشح أو قضية».
وينص موقع وزارة الدفاع على الإنترنت في منشور من مارس 2019. يُحظر على أعضاء الخدمة الفعلية المشاركة في جمع التبرعات، والتحدث قبل التجمعات الحزبية وارتداء الزي العسكري في أحداث الحملة.
وقد شدد ميلي نفسه في الأسابيع الأخيرة على الطبيعة غير السياسية للجيش، حيث يستعد السياسيون لاحتمال إجراء انتخابات متنازع عليها وكما يشير ترامب مرارًا وتكرارًا إلى أنه قد لا يقبل النتائج إذا لم يتم إعلان فوزه. قال ميلي للإذاعة الوطنية العامة في مقابلة نادرة أن الجيش لا يلعب أي دور في السياسة الداخلية.
وأوضح ميلي: «نحن، الجيش الأمريكي، أقسمنا على الانصياع للأوامر القانونية لقيادتنا المدنية». «ونريد أن نضمن وجود قيادة مدنية دائمًا، وسيطرة مدنية على الجيش، وسنطيع الأوامر القانونية للسيطرة المدنية على الجيش».
وأضاف ميلي أنه «واثق للغاية» من قدرة المؤسسات الأمريكية على إدارة الخلافات الانتخابية. واستطرد ميلي «هذه ليست المرة الأولى التي يقترح فيها شخص ما أنه قد تكون هناك انتخابات متنازع عليها». «وإذا كان هناك، فسيتم التعامل معه بشكل مناسب من قبل المحاكم والكونغرس الأمريكي. ليس هناك دور للجيش الأمريكي في تحديد نتيجة الانتخابات الأمريكية. صفر. لا يوجد دور هناك.»
ووصف جيم جولبي، المسؤول السابق في البنتاغون والذي يعمل الآن زميلًا بارزًا في مركز «Clements» بجامعة تكساس للصحيفه الإعلان بأنه «انتهاك مقلق للمعايير المدنية والعسكرية من قبل حملة الرئيس».
وقال جولبي «ببساطة لا يوجد سبب لإدراج رئيس حالي لهيئة الأركان المشتركة في إعلان دفعته الحملة». يجب على ميلي أن يشجب إدراجه في الإعلان، لكن الرئيس ما كان يجب أن يضعه في هذا الموقف.
وبذل كل من ميلي ووزير الدفاع مارك إسبر جهدًا لفصل نفسيهما عن السياسة هذا الصيف، بعد أن قام ترامب بالتقاط صورة فوتوغرافية يحمل الكتاب المقدس أمام كنيسة القديس يوحنا في الأول من يونيو. ووقف إسبر لالتقاط الصورة بينما وقف ميلي جانبًا.
وبحسب الصحيفة قال إسبر في وقت لاحق إنه لا يعرف أن تطبيق القانون سيطهر ساحة لافاييت قبل الحدث، وأعرب ميلي عن أسفه للمشاركة.
وكان قد ظهر الإعلان الذي يظهر فيه إسبر وميلي بعد يوم من انتقاد أنتوني فاوتشي لحملة ترامب لإدراجه في إعلان. وقال: «التعليقات المنسوبة إلى دون إذني في إعلان حملة الحزب الجمهوري مأخوذة من سياق بيان واسع أدليت به قبل شهور حول جهود مسؤولي الصحة العامة الفيدراليين».