«زي النهارده».. افتتاح «دار الأوبرا الجديدة» 10 أكتوبر 1988

كتب: ماهر حسن السبت 10-10-2020 08:27

ارتبط إنشاء أول دار أوبر في مصر (الأوبرا الخديوية) بافتتاح قناة السويس في عهد الخديو إسماعيل الذي أراد أن تكون دار الأوبرا الخديوية تحفة معمارية لا تقل عن مثيلاتها في العالم، فكلف المهندسين الإيطاليين أفوسكانى وروسى بوضع تصميم لها لتكون تحفة فنية، واستعان بعدد من الرسامين والمثالين والمصورين لتزيين الأوبرا وتجميلها.

ولكي يؤكد على ثراء الفن المصري القديم وتزاوجه مع بهاء احتفالية افتتاح قناة السويس ورونق دار الأوبرا طلب إسماعيل من مارييت باشا خبير التراث الفرعوني ومؤسس المتحف المصري، طلب منه أن يستلهم قصة أوبرالية من التاريخ الفرعوني على أن يصوغها شعرا الشاعر الإيطالى جيالا نزوق، وعهد الخديو إلى الموسيقار الإيطالى فيردى بوضع موسيقاها الرفيعة، فكانت أوبرا «عايدة»، ومع افتتاح الأوبرا الخديوية في الأول من نوفمبر ١٨٦٩ مع احتفالات قناة السويس لم يكن فيردى قد انتهى من وضع ألحان أوبرا عايدة، فتم افتتاح الأوبرا الخديوية بأوبرا ريجوليتو.

وفي فجر الثامن والعشرين من أكتوبر ١٩٧١ احترقت دار الأوبراالمصرية القديمة بأبهتها وعظمتها وكانت الأخشاب المستخدمة في بنائها بالكامل من عوامل سرعة انتشارالنيران، ولم يتبق من الأوبرا القديمة سوى تمثال الرخاء ونهضة الفنون وهما من عمل الفنان محمد حسن وبعد غياب الأوبرا المصرية لمدة ١٧ عاما، وفي أبريل ١٩٨٣، وفيما كان الرئيس مبارك في زيارة رسمية لليابان قررت خلالها الحكومة اليابانية إهداء مصر مركزاً ثقافياً تعليمياً بهدف توثيق العلاقات الودية بين البلدين وكلفت شركة نيكن سيكى الاستشارية بالتصميم والإشراف على التنفيد.

وفي أغسطس من نفس العام قامت وكالة جايكا اليابانية بعقد مباحثات مع مجموعة عمل مصرية كونها وزير الثقافة المصرى الراحل السيد عبدالحميد رضوان.

وفى ٣١ مارس ١٩٨٥، وضع الرئيس الأسبق مبارك حجر الأساس، وتم البناء في ٣١ مارس ١٩٨٨، وأسندت عملية البناء لشركة كاجيما اليابانية، وقد استغرقت ٣ سنوات إلى أن تم افتتاحها «زي النهاردة» فى١٠ أكتوبر ١٩٨٨، وأقيم حفل افتتاح الأوبرا ولأنه يشترط ألا تمنح جايكا معونات لمشاريع ترفيهية، وإنما تنموية وصحية وتعليمية فقد حملت الأوبرا اسم المركز الثقافى والتعليمي، وقد حضر حفل الافتتاح مبارك وقرينته ووزير الثقافة، فاروق حسنى ورئيس الوزراء وكبار المسؤولين.

ولم يدع الشاعر مأمون الشناوى مؤلف نشيد الافتتاح (نشيد الجهاد) كما لم يدع نجيب محفوظ الذي حصل على نوبل بعد ذلك بأيام.