وباء كورونا يتفشي بين قادة الجيش الأمريكي

كتب: عنتر فرحات الأربعاء 07-10-2020 15:56

تفشى فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، في عقر دار المؤسسة العسكرية الأمريكية، إذ أصيب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالوباء بينما يخضع كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين للحجر الصحي.

ومع اختراق كوفيد-19 جدران وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، سارعت الوزارة إلى التأكيد، الثلاثاء، أنه «لم يطرأ أي تغيّر على الجاهزية العملياتية أو قدرة القوات المسلحة الأمريكية على أداء المهام».

وتأكدت إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يحتفظ بالحقيبة النووية، بفيروس كورونا المستجد الأسبوع الماضي وقضى 3أيام في المستشفى، وعاد، الإثنين، إلى البيت الأبيض.

وما إن عاد ترامب إلى العمل حتى أعلنت «البنتاجون»، أن أعضاء هيئة الأركان المشتركة، بما في ذلك رئيسها الجنرال مارك ميلي، يخضعون للحجر الصحي.
وكشفت نتائج فحوص كوفيد-19 التي خضعوا إليها جميعا عدم إصابتهم بالمرض لكنهم سيعزلون أنفسهم بعدما التقوا الأسبوع الماضي، نائب قائد خفر السواحل الأميرال تشارلز راي الذي تأكّدت إصابته بالوباء.

وتشمل قائمة الشخصيات التي حضرت الاجتماعات مع راي إلى جانب ميلي، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جون هايتن، ورئيس العمليات البحرية الأميرال مايكل جلداي، ورئيس أركان الجيش، جيمس ماكونفيل، ورئيس أركان القوات الجوية، الجنرال تشارلز بروان، بحسب ما أفاد مسؤول في البنتاجون.

كما حضر الاجتماعات، قائد الحرس الوطني الجنرال، دانيال هوكانسون، وقائد قوة الفضاء، الجنرال جون ريموند، ومدير وكالة الأمن القومي، ورئيس قيادة الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة الجنرال بول ناكاسون.

وقال مسؤول في «البنتاجون»، :«خضع جميعهم للفحص ولم تسجّل أي نتائج إيجابية ولم تظهر أعرض على أي منهم»، وقال المتحدث باسم الوزارة، جوناثان هوفمان إن المسؤولين الذين احتكوا براي سيعزلون أنفسهم «من باب الحرص الزائد»، وأضاف :«نجري عمليات تعقّب إضافية للمخالطين ونتّخذ التدابير الوقائية المناسبة لحماية القوة والهيئة». وأكد أنه «بإمكان كبار القادة العسكريين المحافظة على قدرة تامة لأداء المهام والقيام بواجباتهم من موقع عمل بديل».

وأفاد خفر السواحل الأمريكي بأن إصابة راي ثبتت، الاثنين، بعدما ظهرت عليه أعراض خفيفة وأنه يخضع للحجر الصحي في منزله.

أما وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر الذي كان في جولة في الخارج الأسبوع الماضي، فلم يكن بين مسؤولي «البنتاجون»، الذين عزلوا أنفسهم. وشارك إسبر في مؤتمر بشأن مستقبل سلاح البحرية الأمريكي، الثلاثاء، لكنه لم يدلِ بأي تصريحات بشأن وضع الحجر الصحي في «البنتاجون».

وقال كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية، إنه لم يتم رفع مستوى التهديد في الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، بعد الإعلان عن إصابة ترامب، بينما لم يتم الكشف عن أي تهديدات جديدة. لكن مسؤولين سابقين قالوا إن على الإدارة أن تبقى متيقظة.

وقال جون برينان الذي كان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في عهد الرئيس السابق، باراك أوباما، لإذاعة «إن. بي. آر»، إنه «علينا أن نرى إن كان أي من أعدائنا في العالم يسعون لاستغلال تشتت الانتباه الحالي»، وأضاف :«قد يحاول بلد مثل الصين القيام بأمر ما في هونج كونج الآن، أو في بحر الصين الجنوبي، بينما ترامب منشغل بصحته، أو قد تقرر روسيا القيام بأمر ما في بيلاروس أو بلد آخر، مستغلة ما ترى فيها فرصة محتملة».

بدوره، حذّر ستيفن هادلي، الذي كان مستشارا للأمن القومي في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الإبن، من أن «الأعداء قد يعتقدون أن أمريكا منشغلة بأمور أخرى لذلك بإمكانهم القيام بأي أمر دون محاسبة».

من جهته، ندد النائب آدم سميث الذي يترأس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي، الذين يهيمن عليه الديمقراطيون، بطريقة تعامل ترامب مع أزمة فيروس كورونا المستجد، وقال إنها عرّضت الأمن القومي للخطر. وأفاد في بيان :«لا يزال بإمكان جيشنا العمل بينما قيادته في الحجر الصحي، لكن لا يمكن التأكد بقدر كاف من تداعيات تهوّر الرئيس على الأمن القومي»، وأضاف «سيبحث أعداؤنا على الدوام عن أي نقاط ضعف ليستغلوها»، وتابع أن «محاولات الرئيس ترامب البائسة لإظهار القوة لا تخدع أحدا، يعرف الأمريكيون أنه ضعيف كما تعرف ذلك الجهات التي تتمنى لنا الأذى». وقال :«بدلا من القيادة، يواصل الرئيس عمدا تعريض سلامة وأمن الشعب الأمريكي وأجهزتنا العسكرية للخطر».