مشاعر مختلطة بين الحزن والفرح عمت أرجاء لندن بعد انطلاق صفارة الحكم بانتهاء المباراة التي جمعت الفريق الإنجليزي ونظيرة الجزائري حتى صاح العرب الذين تجمعوا بشارع «إيجور رود» وسط لندن والمعروف بشارع العرب.
تجمع العرب على مقاهي «إيجور رود» قبل بداية المباراة بساعتين لمشاهدة المباراة وسط تشجيع عدد من الجزائريين الذين تفرقوا على المقاهي وبعض البارات.
وما أن انطلق الحكم بصفارته معلناً انتهاء المباراة حتى خرج الجزائريين بأعلامهم الخضراء مرددين باللهجة الجزائرية أسماء لاعبيهم وسط زغاريد جزائريات تجمعن للاحتفال بالتعادل.
استطلعنا مشاعر العرب والجزائريين قبل وبعد المباراة والتي تميزت بالوضوح لدى البعض وكانت مختلطة بين الفرح والحزن لدى البعض الأخر.
يقول «حسين الناصر» بريطاني من أصل عربي، "أصابتني حالة من الفرح والحزن الشديدين فبين ولائي وانتمائي للفريق الإنجليزي كنت أشعر بالتعاطف مع الفريق الجزائري لأنني من أصول عربية والنتيجة نفسها ساعدت على نماء هذا الشعور".
ويضيف "أشعر بالاستياء الشديد لتعادل الفريق الإنجليزي لأنه فريق متميز للغاية وأدائه كان جيداً في المباراة وكان يعوّل علية البريطانيون كثيراً في كأس العالم غير أنه خذلهم في مباراته الأولى التي تعادل فيها مع الفريق الأمريكي رغم ضعفه".
ولفت، إلى أنه مازال ينتظر نتائج الفرق الأخرى حتى يتوقع وصول الفريق الإنجليزي، مؤكداً أن لديه أمل كبير في حصول الفريق الإنجليزي على مستوى مشرف في البطولة.
فيما قال «عبد الله بن آدم» بريطاني من أصول عربية،"وجود دولة عربية كالجزائر في البطولة دفعنا لمتابعة المباراة فأنا أستمتع باللعبة الجيدة وكان أداء الفريق الجزائر مقبولاً فقد استطاع أن يحافظ على شباكه نظيفة طيلة المباراة أمام فريق يعرف بقوته كالفريق الإنجليزي".
ولفت، إلى أن أسرته انقسمت أمام تشجيع كلا الفريقين فبينما أيدت زوجته وأولاده الفريق الجزائري وقف على الحياد بين تأيد فريق على آخر.
ويرى عبد الله، أن العرب في بريطانيا يلتزمون الصورة الحضارية في تشجيع الفرق الرياضية وليس بينهما متعصبون وغالباً ما تمتلئ المقاهي بلندن بكافة الجنسيات والمشجعين ونادراً ما تحدث احتكاكات وإن كانت فتكون ضيقة للغاية.
وأكد، على أهمية قبول الأخر وعدم التعصب مع التشجيع الحر كل حسب ما يشجع واحترام مشاعر البعض، مشيراً إلى أن المباراة تنتهي، ولكن العرب بجنسياتهم المختلفة وتباين أنسابهم يظلون شركاء في وطن هم في الأصل غرباء عنه وربما جمعتهم الأصول والحب والمصلحة أيضاً.
بينما أكد «بوفاتح علي» بريطاني من أصل جزائري، أنه كان يشجع فريق الجزائر، وأشار إلى أنه كان يود أن تفوز الجزائر بهدفين في هذه المباراة لأنه كانت بمثابة الفرصة السانحة لتحقيق تمثيل مشرف.
ويضيف، من أسباب فوز الفريق الجزائري مشجعي الكرة الجزائرية في الداخل الجزائري وخارجة فضلاً عن أداء الفريق في هذه المباراة والذي تميز بالإمتاع.
وعن أسباب تأيده للفريق الجزائري رغم جنسيته البريطانية قال، "ولائي وانتمائي لبريطانيا لم يمنعني من تأييد الفريق الجزائري فكل مباراته أتابعها مشجعاً وأداء أصدقائي الجزائريين بالتجمع بإحدى مقاهي «إيجور رود» حتى تكون فرحتنا واحده.
وأشار الدكتور «أحمد شاكر» بريطاني، إلى أن شاهد المباراة، لكنه لم يكن مشجعاً لأياً من الفريقين، وقال "حاولت أن أستمتع أكثر بمشاهدة المباراة لا بتشجيع فريق دون آخر".
وأضاف، أنه يحاول مشاهدة كلما أتيحت له الظروف، مباريات كأس العالم للاستمتاع فقط دون يشجع فريق دون آخر أو الانفعال أمام أدائه إن كان سيئاً.
وختم كلامه، بأنه يقبل أن يشجع الجزائري الفريق الإنجليزي والعكس لأن التشجيع يرتبط باللعبة الجيدة ولا يرتبط بالعصبية كما هو حالنا وهذا لا يقلل في وطنية بعضنا البعض.