خلدت كتب التاريخ انتصارات شعب رشيد بعد هزيمة الإنجليز مرتين، بعد أن انطلق في المرة الأولى يوم 31 مارس عام 1807 نداء (الله أكبر.. حى على الجهاد) من فوق مئذنة مسجد زغلول لينقض الأهالى وحامية رشيد على جنود حملة فريزر، فقتلوا من الإنجليز 170 قتيلاً وجرحوا 250 جريحاً وأسروا 120 أسيراً ثم هزموهم في 21 أبريل 1807 مرة أخرى في قرية الحماد التابعة لمركز رشيد حاليًا وسقط أيضًا منهم مئات القتلى والجرحى.
يقول الدكتور كريم حمزة، الباحث في التاريخ الإسلامى، إن مئذنة مسجد زغلول تعتبر شاهدة على بطولة أهالى رشيد في مقاومة الاستعمار الإنجليزى، فبعد هزيمة الإنجليز انتقموا من المئذنة فقصفوها بالمدافع انتقامًا من مقاومة الأهالى لهم وخصوصًا أنها انطلق منها نداء «الله أكبر» كإشارة لبدء المقاومة، ولم تكتمل المئذنة من يومها حتى بعد ترميم المسجد ظلت كما هي، تخليداً لانتصارات المقاومة الشعبية لأهالى رشيد.
يضيف أن مسجد زغلول مسجل في الآثار برقم 28، وقرار تسجيله يعود لعام 1951، ويرجع تاريخه إلى عام 985هـ / 1577م، وبموجب قرار تسجيل رقم: 10357 لسنة 1951م، وبنى على 3 مراحل، القسم الشمالى يرجع للعصر المملوكى والمرحلة الثانية ترجع إلى فترة الحاج على زغلول 956 هـ / 1549 م، وهى التوسعة التي قام بها جهة الجنوب والشرق، أما المرحلة الثالثة فترجع إلى الحاج محيى الدين عبدالقادر، وهى توسيع الجامع نحو الشرق بإنشاء القسم الشرقى منه الذي يتكون من الصحن والأروقة، وأنشأ المئذنة الشرقية وعمل «دكة المُبلغ» الذي كان يقوم بترديد التكبيرات خلف الإمام ليصل صوت التكبيرات للمصلين، وتحمل اسم «العبد الفقير إلى الله تعالى الحاج / محيى الدين عبدالقادر».