لاحظ الباحثون أن عدد المرضى «قصار النظر» أقل في أحد عنابر مستشفى صيني، ومن ثم تكهنوا بأن ارتداء النظارات الطبية قيد يوفر بعض الحماية من كوفيد-19
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير لها اليوم ان الباحثين لاحظوا هذا الاتجاه الغريب عندما كانوا يحللون بيانات المرضى المصابين بكوفيد19، فوجدوا أن من يرتدون النظارات الطبية عددهم قليل جدا .
وأوضحت الصحيفة أن 276 مريضا دخلوا احدى المستشفيات الصينية بمنطقة سويشو على مدار 47 يوما، ولكن 16 مريضا فقط أي أقل من 6 % كانوا مصابين بقصر النظر الذي يضطرهم إلى ارتداء نظارات طبية لمدة تزيد على ثماني ساعات في اليوم، وبالمقارنة، فإن ما يزيد على 30% من الفئات العمرية المشابهة في المنطقة كانوا يحتاجون النظارات بسبب قصر النظر ،حسب بحث سابق .
وأضافت :«بما أن نسبة قصر النظر بدت أكبر بكثير بين السكان بصفة عامة وأكثر من عنبر مرضى كوفيد-19، فإن العلماء تساءلوا عما إذا كان ارتداء النظارات يحمي الشخص من الإصابة بفيروس كورونا»
وقال الباحثون المشاركون في دراسة أجريت في هذا الصدد إن ارتداء النظارات أمر شائع بين الصينين من جميع الأعمار، غير أنه ومنذ تفشي كوفيد-19، لاحظنا أن قليلا من المرضى ممن يرتدون هذه النظارات يدخلون المستشفى «
ولكنهم ألمحوا إلى أن هذه الملاحظة قد تشكل دليلا مبدئيا بأن من يرتدون النظارة بصفة يومية أقل عرضة للإصابة بـ«كوفيد-19»
وقال الخبراء إن التوصل إلى نتائج من خلال البحث أو نصح الناس بالبدء في ارتدء نظارات لحماية العين إضافة إلى الكمامات أملا في تخفيض نسبة الإصابة بالوباء، أمر سابق لأوانه، فربما كانت النظارات حاجزا جزئيا يحمي العين من الرذاذ المتناثر عند السعال أو العطس .
غير أن هناك تفسير آخر لهذه النتيجة، وهو أن من يرتدون النظارات أقل ميلا لفرك أعينهم بأيديهم التي قد تكون ملوثة بالفيروس .
وأشارت الصحيفة إلى تقرير صدر عام 2015 حول لمس الوجه، والذي وجد أن الطلاب الذين يشاهدون إحدى المحاضرات، يقومون في غضون ساعة واحدة، بلمس أعينهم وأنوفهم أو أفواههم، لنحو عشر مرات، ورغم ذلك لم يتحرى الباحثون ما إذا كان ارتداء النظارات من شأنه أن يحدث فرقا .
وأرفقت الدكتورليزا مارجاسكيس، المتخصصة في الأمراض المعدية والأستاذ المساعد في كلية طب جون هوبكنز تعليقا لها على الدراسة الحالية التي نشرت في مجلة «جاما لأمراض العيون»، حيث حثت على ضرورة توخي الحظر في تفسير النتائج، فالدراسة صغيرة وشملت أقل من 300 حالة مصابة بكوفيد-19، وهي نسبة صغيرة من الحالات المصابة التي بلغت نحو 30 مليون شخص حول العالم .
وأشارت مارجاسكيس إلى أن هناك عددا من العوامل التي قد تشوش على هذه البيانات، فربما كان ارتداء النظارات مرتبطا ببساطة بأحد المتغيرات التي تؤثر على الإصابة بالفيروس، فعلى سبيل المثال ربما يرجع ارتداء النظارات إلى ارتباطه بمن هم أكبر سنا ومن ثم يكونون أكثر حرصا ويميلون إلى البقاء في المنزل اثناء تفشي الفيروس، مقارنة بمن لا يرتدون النظارات، محذرة في الوقت نفسه من أن ارتداء النظارات من جانب البعض قد يجعلهم أكثر ميلا للمس وجوههم .
كما تثير نتائج الدراسة اسئلة مهمة، فإلى أي مدى يصيب الفيروس الجسم عن طريق العينين، فقد ظلت هناك حقائق راسخة منذ وقت طويل بأن الفيروسات وغيرها من الجراثيم يمكن ان تدخل الجسم من خلال الأغشية المخاطية في الوجه سواء في العينين أو الأنف والفم، لكن يبدو أن الأنف هي المدخل الرئيسي لفيروس كورونا، وذلك لأن بها عددا كبيرا من المستقبلات التي تخلق بيئة مواتية يمكن أن يتكاثر فيها الفيروس وينتقل إلى القناة التنفسية .