رصدت «المصرى اليوم» أبرز المشاهد منذ لحظة اختطاف الجنود السبعة، فجر الخميس الماضى بسيناء، وحتى إطلاق سراحهم فجر الأربعاء، فيما قال اللواء محمد خالد بدوى، مدير المباحث الجنائية بشمال سيناء، أحد قادة غرفة العمليات التى أشرفت على تحرير الجنود، لـ«المصرى اليوم»، إنه تم تحرير الجنود بعد أن شعر الخاطفون بتضييق الخناق عليهم من قبل القوات المسلحة، ما دفعهم للإفراج عن الجنود.
1 وقفة للجهاديين وقطع الطريق
نظم جهاديون وأقارب لأسر عدد من المحكوم عليهم فى قضايا جنائية وقفة احتجاجية فى ميدان «البلدية» بمدينة العريش، طوال يوم الأربعاء قبل الماضى، وحاولوا جذب انتباه المواطنين لقضيتهم والهدف من وقفتهم، وتوجهوا مساء لقطع طريق «العريش – رفح» الدولى عند منطقة الوادى الأخضر، وأشعلوا إطارات الكاوتشوك وعطلوا حركة السيارات، وطالبوا بالإفراج عن حمادة أبوشيتة وإبراهيم أبوشيتة و23 متهماً آخرين.
2 خطف الجنود فى«البكرج»
تلقى كمين «أبوطويلة» بلاغاً من سائق سيارة أجرة يدعى «أكرم محمد قاسم»، وبلاغاً آخر من سائق يدعى «ياسر عودة حامد»، فى الساعات الأولى من فجر يوم الخميس الماضى، باختطاف 7 جنود فى منطقة «البكرج» بمنطقة الوادى الأخضر، وشكلت الأجهزة الأمنية غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة بها جميع قيادات الأمن بمحافظة شمال سيناء، بما فيها المخابرات الحربية والعامة، والأمن الوطنى والأمن العام لبحث تفاصيل عملية اختطاف الجنود، ومحاولة البحث عن مخرج لتحريرهم والقبض على الخاطفين.
3 تحديد هوية الخاطفين
توصلت الأجهزة الأمنية إلى هوية الخاطفين بعد ساعات قليلة من تنفيذ عملية الخطف وهم: سليمان البلاهينى، تاجر مخدرات، وله ملف جنائى، وانتمى للتيار التكفيرى مؤخراً، وكمال علام، محكوم عليه بالإعدام فى قضية الهجوم على قسم شرطة ثان العريش عام 2011 الذى أسفر عن مقتل 3 ضباط وإصابة 6 آخرين وهو هارب، واثنان من أشقاء حمادة أبوشيتة المحكوم عليه بالإعدام فى نفس القضية المتهم فيها كمال علام وهو محبوس حالياً.
4 قرار العملية العسكرية
عقدت اجتماعات أمنية متواصلة على مستوى القيادات فى القاهرة والأفرع فى مدينة العريش، واتخذوا قراراً مساء السبت الماضى بضرورة نزول قوات الجيش والشرطة وحشدها فى سيناء لتنفيذ عملية عسكرية لتحرير الجنود الرهائن، وبالفعل جاءت القوات بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلى لأن هذه القوات بها طائرات من طراز «أباتشى» محظور دخولها المنطقتين «ب- ج» وفقاً لاتفاقية السلام الموقعة مع الجانب الإسرائيلى، وحضر اللواء أحمد وصفى صباح الاثنين بعد شحن القوات وأقام بالكتيبة 101 لقيادة العملية بنفسه.
5 فيديو الجنود.. نقطة تحول
يعد الفيديو الذى صوره الخاطفون للجنود الأحد الماضى بمثابة «نقطة فاصلة» فى تحديد أماكن الجنود، بغض النظر عن مدى بشاعته، وكان هناك عدد من الأماكن تم توزيع الجنود المختطفين بها هى «البرث» و«الجورة» و«الزوارعة» و«الجميعى» و«صلاح الدين»، وتم البدء فى جمع المعلومات والتحرى عبر الأجهزة السيادية، وكانت الأوامر فور وصول القوات بأن تبدأ عملية تمشيط وتصوير للمنطقة، وتحركت قوات ومعدات عسكرية إلى وسط المناطق الصحراوية وبدأت الطائرات فى التحليق بكثافة منذ مساء الاثنين الماضى.
6 طائرة تقصف هدفاً
بدء عملية تطهير البؤر الإجرامية، الثلاثاء، وذلك عن طريق قصف إحدى الطائرات التابعة للقوات المسلحة بؤراً يشتبه فى وجود إجراميين بها، وبدأ الخاطفون يشعرون بالخطر وجدية العملية بالتزامن مع وصول آليات ومعدات عسكرية إضافية، ووصول رجال العمليات الخاصة بوزارة الداخلية، وضباط مكافحة الإرهاب الدولى المدربين على أرقى المستويات الدولية، وضباط الصاعقة ورجال الفرقة (777) ووصول قيادات الداخلية والجيش، وبداية تمشيط منطقة صلاح الدين والجميعى والجورة، بمدرعات وآليات عسكرية، ورفع درجة الاستعداد والاستنفار الأمنى على جميع الكمائن.
7 خضوع الخاطفين وتسليم الجنود
بدأ الخاطفون يتحدثون مع الوسطاء من شيوخ القبائل وأبرزهم شيوخ قبائل «الترابين، والسواركة، والرميلات، والفواخرية»، وبدأ الخاطفون يراوغون قوات الأمن كأى عصابة إجرامية: يقولون سنسلم الجنود فى منطقة ما، ثم يخلفون وعودهم ولا يسلمونهم فى الموعد المحدد. تكرر هذا المشهد أكثر من مرة، منذ ليلة الثلاثاء، حتى التقطت إحدى دوريات الجيش الجنود بمنطقة بئر لحفن، حيث ألقتهم إحدى السيارات التابعة للمحاجر الرملية بالمنطقة. وظهر الجنود بصحة جيدة، وتسلمتهم قوات الجيش، ونقلوا للقاهرة بطائرة عسكرية، بصحبة قائد الجيش الثانى الميدانى.
8 قَسَم قائد الجيش الثانى
أقسم اللواء أحمد وصفى، قائد الجيش الثانى الميدانى، هو ومجموعة من قادة القوات المسلحة فى سيناء، فور وصوله للعريش صباح يوم الاثنين الماضى أنه لن يعود لمكتبه إلا بعد تحرير الجنود، ولم تمر سوى 43 ساعة حتى تم تحريرهم. كان «وصفى» وصل العريش فى تمام الساعة العاشرة صباح يوم الاثنين، وبدأ تنفيذ الخطة العسكرية على الفور، وتم تحرير الجنود الساعة الخامسة صباح يوم الأربعاء، أى أن العملية استغرقت 43 ساعة كاملة، وهو وقت قياسى للغاية.
9 المخابرات تحسم الموقف
أكد مصدر عسكرى أن المخابرات الحربية بذلت جهوداً خارقة طوال الأيام الماضية لتحرير الجنود، مشيراً إلى أن قائد عملية جمع المعلومات هو العميد محمد عبدالعظيم، قائد مكتب المخابرات الحربية بالعريش، والعميد شريف شمس، قائد ثان المكتب، مشيراً إلى أن علاقة المخابرات الحربية بأهالى سيناء قوية للغاية، وجميع شيوخ وأبناء القبائل يعتبرونها بيتهم ويرحبون بالتعاون معها فى جميع الأوقات، وقد استغلت المخابرات هذه العلاقة بشكل جيد لصالح تحرير الجنود. وتابع أنه لم يتحدد بعد استمرار الحملة الأمنية من عدمه، مشيراً إلى أن نية قادة الجيش تتجه نحو تنفيذ عملية عسكرية لتطهير البؤر الإرهابية من العناصر الإجرامية، مؤكداً أن السلطات الأمنية تمتلك خريطة وقاعدة بيانات كاملة عن العناصر الإرهابية بسيناء.