انتهت فجر الأربعاء أزمة الجنود السبعة المختطفين فى سيناء، حيث تم الإفراج عنهم وتركهم فى منطقة صحراوية جنوب مدينة العريش، فيما كشفت مصادر مطلعة أن شريط الفيديو الذى ظهر فيه الجنود المختطفون بشكل مهين كان نقطة فاصلة فى تحديد مكانهم.
قال اللواء محمد خالد بدوى، مدير المباحث الجنائية بشمال سيناء، أحد قادة غرفة العمليات التى أشرفت على تحرير الجنود المختطفين، إنه تم تحرير الجنود فى تمام الساعة الخامسة فجر أمس «الأربعاء»، مؤكداً أن الخاطفين شعروا بتضييق الخناق عليهم من قبل القوات المسلحة، ولذلك أفرجوا عن الجنود.
وأضاف فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «كان الفيديو الذى صوره الخاطفون للجنود الأحد الماضى بمثابة «نقطة فاصلة» فى المساعدة على تحديد أماكنهم، إذ توصل خبراء المعلومات بوزارة الداخلية إلى المكان الذى تم منه تحميل الفيديو على شبكة الإنترنت، كما تم عرض الشريط على رجال القبائل لمعرفة طبيعة المنزل الذى صور فيه، وهو ما ساعد أيضا على الوصول إلى المنطقة التى يتواجد بها هذا المنزل».
من جهتها، ذكرت مصادر مطلعة أن القوات المسلحة اتبعت خطة «خداع استراتيجى» لتحرير الجنود، من خلال قيادة عمليات عسكرية فى نطاقات مختلفة تماماً عن أماكن تواجد الجنود الحقيقية، وذلك للتمويه وإبعاد الأنظار عن العملية الأساسية التى كانت تتم فى وسط سيناء وتبعد أكثر من 70 كيلومتراً.
وقالت مصادر أمنية لـ«المصرى اليوم» إن عملية تحرير الجنود المختطفين فى سيناء كادت تفشل فى آخر لحظة بعد مضى المدة المحددة لإخلاء سبيلهم فى الرابعة من فجر الاربعاء ، بعد إصرار الخاطفين على الحصول على وعود صريحة ببحث ملفات السجناء، وهو ما رفضه المفاوضون، ليغادروا بعدها مكان التفاوض بعد 7 ساعات من المفاوضات، قبل أن يتراجع الخاطفون عن موقفهم ويوافقوا على إطلاق سراح الجنود.
وقالت المصادر: «بعد نحو ساعة من مغادرة الوفد الذى ضم قيادياً بمكتب المخابرات الحربية، وشيخاً سلفياً، وأحد أبناء قبائل السواركة، مكان المفاوضات فى إحدى مناطق وسط سيناء، التى تبعد عن العريش 50 كيلومتراً تقريباً، تلقى الشيخ السلفى مكالمة من الخاطفين بموافقتهم على تحرير الجنود، وتم صرفهم على أحد الطرق بوسط سيناء بالقرب من منطقة (بئر لحفن) جنوب مدينة العريش، ثم توجهت سيارة تابعة للجيش لنقل الجنود من مكان وجودهم إلى مطار العريش، حيث كان فى انتظارهم اللواء أحمد وصفى، قائد الجيش الثانى الميدانى، واصطحبهم بطائرة عسكرية إلى القاهرة بعد الاطمئنان على صحتهم».