كشفت صورة لقمر صناعي تجاري عن طائرة فضاء صينية جديدة بعد لحظات فقط من هبوطها في موقع بعيد في الجانب الغربي من الصين. وبحسب موقع «Npr» التقطت الصورة التي كانت منخفضة الدقة لدرجة يصعب معها أن تكون قاطعة من قبل شركة Planet ومقرها سان فرانسيسكو. ويُظهر ما يمكن أن يكون مركبة فضائية صينية على مدرج طويل، إلى جانب العديد من مركبات الدعم المصطفة في مكان قريب.
وجاء في التصريحات المقتضبة الصادرة عن وكالة أنباء الصين (شينخوا) أن Long March 2F rocket حمل «مركبة فضائية تجريبية قابلة لإعادة الاستخدام» إلى المدار وأن الإطلاق والهبوط كانا ناجحين. وتم الهبوط في 6 سبتمبر في نفس الوقت الذي التقط فيه الصورة بواسطة القمر الصناعي المار.
يقول جوناثان ماكدويل، عالم الفلك بمركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية، الذي يتتبع المركبات الفضائية والأقمار الصناعية: إن الصورة إلى جانب أدلة ظرفية أخرى، مثل المسار المداري لسفينة الفضاء الجديدة، تشير بقوة إلى أن الصين أطلقت مركبة صغيرة غير مأهولة تشبه مكوك الفضاء. ويضيف ان: «نوع المعلومات من كل شيء معلق معًا الآن بعد أن كان هذا اختبارًا لشيء ما، ربما طائرة فضائية، وهبطت على المدرج».
وذكر موقع «Npr» ان سفينة الفضاء الجديدة أقلعت في 4 سبتمبر تحت سرية شديدة بشكل غير عادي مقارنة ببعثات الفضاء الصينية الأخيرة. والتقط الجيش الأمريكي المركبة الفضائية الجديدة على شبكة التتبع الخاصة به، وسرعان ما رسم ماكدويل وآخرون مدارها. عندما فعلوا ذلك، وجدوا أن المركبة الصينية الجديدة مرت فوق منشأة عسكرية سرية: منطقة تسمى لوب نور «Lop Nur» حيث اختبرت الصين ذات مرة أسلحتها النووية. وفي عام 2016، أنشأت الصين مدرجًا هائلاً بطول 5 كيلومترات (3.1 ميل) في الموقع. ومر مدار المركبة الفضائية الجديدة مباشرة فوق المدرج، والذي كان يتماشى مع مسارها. وفي 6 سبتمبر أعلنت الصين أن المركبة الفضائية عادت إلى «موقع هبوط مجدول». ويقول ماكدويل: «يشير المسار الأرضي في وقت قريب من الهبوط إلى أنه ربما يكون قد هبط في هذه القاعدة الجوية الجديدة الغامضة».
ومن المحتمل أن تكون المركبة الفضائية الجديدة أصغر بكثير من مكوك الفضاء الأمريكي الذي انطلق باستخدام الصواريخ ثم عاد إلى الأرض. بدلاً من ذلك، يعتقد ماكدويل وآخرون أن المركبة الصينية الجديدة ربما تشبه مركبة فضائية آلية تسمى X-37B. وتم تشغيل X-37B من قبل القوات الجوية الأمريكية لمدة عقد تقريبًا.
ويقول بريان ويدن، مدير تخطيط البرامج في مؤسسة العالم الآمن، التي تدعو إلى الاستخدام السلمي للفضاء: «لسنا متأكدين حقًا من سبب مطاردة الجيش الأمريكي لطائرة فضائية.» ويظل برنامج X-37B الأمريكي مصنفًا بدرجة عالية. ويضيف ويدن إنه يعتقد أنه يتم استخدامه لاختبار أجهزة استشعار وأنظمة جديدة للجيش. ويوضح ويدن: «إذا كان بإمكانك أن تطير ببعض هذه التكنولوجيا في الفضاء، دعنا نقول في حمولة طائرة فضائية قابلة لإعادة الاستخدام، فقد يمنحك ذلك إحساسًا أفضل بكيفية تفاعلها بمجرد أن تصبح في المدار للأبد». وتشمل الاحتمالات الأخرى القدرة على إطلاق الأقمار الصناعية بسرعة واختبار الأنظمة الروبوتية للمناورات المستقلة والهبوط.
ويقول ماكدويل إن الطائرات الفضائية، التي تدخل الغلاف الجوي للأرض بسرعة تفوق سرعة الصوت عدة مرات، يمكن أن تساعد أيضًا في تطوير أسلحة تفوق سرعة الصوت. لكنه يعتقد أن دافع الصين يمكن أن يكون بسيطًا مثل الرغبة في تقليد القدرات العسكرية الأمريكية. ودفع مثل هذا التفكير الاتحاد السوفيتي إلى تطوير نسخة من مكوك الفضاء الأمريكي في الثمانينيات، على الرغم من أنه لم يتم استخدامه كثيرًا.
إن هبوط هذه الطائرة الفضائية- أو أيًا كان- هو أحدث نجاح للصين. وأكملت مؤخرًا نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية الخاص بها، ولديها مهمة روبوتية تذهب إلى المريخ والعديد من المجسات على القمر.