30 يوماً مروا على الانفجار الضخم في بيروت الذي أودى بحياة 190 شخصاً على الأقل وأصاب الآلاف بجروح وحوّل العاصمة إلى «مدينة منكوبة»، في مرفأ بيروت.
حطام في كل مكان، وضحايا ومفقودين، ومنذ اللحظة الآولى لوقوع الانفجار، بدأت عمليات البحث عن المفقودين في كل مكان ما بين مصابين أو ضحايا وغيرهم الكثير.
سارعت كل الجهات في عمليات البحث، وكان على رأسهم الملازم أول ميشال المر من فوج إطفاء مدينة بيروت، الذي كشف تفاصيل عمليات البحث وحقيقة ما تم تداوله في الساعات الماضية، من العثور على أحياء مساء الخميس الماضي.
يقول الملازم ميشال، في حديثه مع المصري اليوم، من لبنان: «فور وقوع الانفجار الأليم سارعت الجهات إلى موقع الحادث، وبدأت عمليات البحث عن المصابين والذي جاءت جروحهم ما بين بسيطة، متوسطة وخطيرة، ومن ثم انضمت لنا قوات من الدفاع المدني والصليب الأحمر، لتبدأ عمليات إجلاء كافة المصابين».
يتحدث عن المشهد من داخل الموقع قائلاً: «في موقع الانفجار كان المشهد الأول أليم كأنه يقول إنه لن يكون هناك أثر لأي شخص حي، ولكن على الفور بدأنا في عمليات البحث ولم نفقد الأمل».
يتحدث قائلاً: «تم البحث عن سيارات الإسعاف والإطفاء التي كانت متواجدة في المكان، ووصل المحافظ مروان عبود إلى مكان الانفجار وكان هو المسؤول الوحيد الذي وصل سريعاً، وعمل على الفور على توفير كافة المعدات التي سنحتاجها في عمليات البحث من آليات كبيرة، وأجهزة إنارة محلية وغيرها».
من هنا استمرت عمليات البحث عن كافة المفقودين وإجلاء المصابين على عده أيام، ولكن ماذا حدث بعد 30 يوماً حين تم تداول اخبار تفيد على وجود أحياء تحت الأنقاض؟ يقول الملازم ميشال: «لا لم يتم العثور على أي أحياء والإشارات التي تم صدرت قد تكون خاطئة سواء من أجهزة الاستشعار أو من الكلب الذي نبح، وهذا الخطأ وارد في الحدوث».
يتحدث ميشال بشكل إنساني بعيداً عن عمله، ويقول: «أكثر ما تسبب لي بصدمة بعد المشاهد المؤلمة، هو رؤية زملائي أشلاء، لم أكن أتوقع ماحدث، حينها بقيت لمدة 18 يوماً من العمل للبحث عن زملائي تحت الأنقاض حتى استطيع ان يصل لأهلهم وذويهم أي أثر أو رائحة منهم تكون بمثابة التذكار لهم».
عن العمل في الفترة القادمة، يقول: «جاري العمل على إزالة الإهراءات المصدعة التي تعرضت للضغط بسبب الانفراج، فهي الآن تشكل خطر على عمال الإنقاذ انفسهم، لذلك نبحث أجراءا هدهما أو التعامل معها بشكل فوري حفاظاص على حياة الكثير».
يختم حديثه قائلاً: «ما في شيء ممكن يتقال غير الله يحرم الشهداء ويحمى كل من يعمل على تقديم حياته لإنقاذ العالم».
وفقاً لفرانس برس، أسفر الانفجار عن مقتل 190 شخصاً، بينهم أجانب منهم عدد كبير من السوريين الفارين من بلادهم بسبب النزاع، وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، بينهم ألف طفل، وفق الأمم المتحدة. ولا يزال سبعة أشخاص في عداد المفقودين.
وتسبّب الانفجار بتشريد نحو 300 ألف شخص بعدما باتت منازلهم غير قابلة للسكن. كما تسبّب بخسائر اقتصادية تتراوح بين 6،7 و8،1 مليارات دولار، وفق تقديرات البنك الدولي، بينما يحتاج لبنان بشكل عاجل إلى ما بين 605 و760 مليون دولار للنهوض مجدداً.
أعلن رئيس الحكومة حسان دياب المستقيل أن الانفجار نتج عن 2750 طناً من مادة نيترات الأمونيوم كانت مخزنة منذ ست سنوات في مستودع «خطير».
وذكرت السلطات أنّ النيترات مصادر منذ سنوات من باخرة توقفت في مرفأ بيروت لتحميل بضائع إضافية، لكنها حجزت في بيروت وأنزلت منها البضاعة بعد أشهر ووضعت في «العنبر رقم 12 في المرفأ».