«التجريبي 2020» يحل ضيفًا على المسرح القومي بالعتبة للمرة الأولى (تفاصيل)

كتب: هالة نور الإثنين 31-08-2020 13:20

على مدار دورات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي الـ26 السابقة، ارتبطت الفعاليات الكبرى «الافتتاح، الختام» بالمسرح الكبير لدارالأوبرا، الأمر الذي يجعل من انتقال الحفلين ومعهما احتفالية يوم المسرح المصري إلى المسرح القومي بالعتبة، أحد ملامح الاختلاف الكبرى في دورته الـ27.

الانتقال جاء كجزء من استثنائية الإجراءات في الدورة التي تقام أكثر من نصف فعالياتها «أون لاين»، بينما تحتضن مسارح الهناجر ومعهد الفنون المسرحية والجمهورية والمسرحين الصغير والمكشوف بالأوبرا مسابقة العروض المصرية الحية، وقاعات المجلس الأعلى للندوات، في إطار الإلتزام بالإجراءات الاحترازية المتعلقة بالحد من تداعيات وباء كورونا.

فور اختيار القومي مقرا للفعاليات الثلاثة، وبدعم كامل من المخرج إسماعيل مختار، رئيس البيت الفني للمسرح، تحول الفنان إيهاب فهمي، مدير المسرح القومي، ومعه عمال وفنيو الفرقة، إلى جزء أساسي من فريق عمل «التجريبي»، كل في موقعه، من أجل خروج الحفلات الثلاث في أفضل صورة، أختلط «الضيوف» من فريق عمل المهرجان بـ«أهل البيت» من أسرة القومي بالعتبة، ولم يعد ممكنا التفريق بينهما أثناء أيام العمل الشاقة، وليالي البروفات الجادة.

أكثر من مفاجأة ستكون في انتظار حفلي افتتاح وختام التجريبي، واحتفالية يوم المسرح المصري، لكن أهمها أن الكل سيشعر وكأن التجريبي كان موجودا في «العتبة» دائما.

وتفتتح الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، في الثامنة مساء غدًا الثلاثاء، في دورة استثنائية تحمل الرقم 27 من دورات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، بحضور رئيسه د.علاء عبدالعزيز سليمان، ومجلس إدارة المهرجان، والرئيس الشرفي للمهرجان د. فوزي فهمي، وعدد من المسرحيين من عدة أجيال، وذلك بالمسرح القومي بالعتبة، للمرة الأولى في تاريخ المهرجان.

كما تقام الفعاليات مع اتباع الشروط والضوابط الاحترازية التي حددتها الدولة لمواجهة كورونا، حيث لن يتجاوز عدد ضيوف حفل الافتتاح 25% من سعة المسرح القومي، فضلا عن إجراءات التعقيم والوقاية، دون أن تنتقص من مقومات وملامح حفل الإفتتاح كما اعتاده المسرحيون وجمهور المهرجان.

دورة هذا العام مهداة إلى اسم الممثل والمخرج وأستاذ التمثيل والإخراج بمعهد الفنون المسرحية الراحل د. سناء شافع، تقديرا لدوره ومكانته في المشهد المسرحي المصري على المستويين الفني والأكاديمي.

ويتضمن الافتتاح عرضا فنيا قصيرا من إخراج كمال عطية، كما يتضمن تكريم ثمانية ممن لعبوا دورا بارزا في صناعة ودعم ودراسة الإبداع المغاير، والمسرح المغامر، يتصدرهم اسم الناقد والأكاديمي د.حسن عطية، والمخرج الذي رحل شابا منصور محمد، واسم أستاذ التمثيل والإخراج د.سامي صلاح، تتضمن قائمة من يكرمهم المهرجان ليلة افتتاحه المخرج سامي طه، والمسرحية اللبنانية مايا زبيب الكاتبة والمخرجة والممثلة، والمخرج السويسري ميلو راو- المدير الفني لمسرح جنت، والمخرج والسينوغراف الفرنسي برونو ميسا، ومؤسس مسرح كانتا بيلي المخرج نولو فاكيني.

دورة هذا العام التي تستمر فعالياتها حتي 11 سبتمبر ستتضمن فعاليات عدة في مزيج ما بين الفعاليات الحية، والـ«أون لاين»، حيث تنطلق منافساتها عبر ثلاث مسابقات اثنتان منهما افتراضيا عبر الشاشات والوسائط التقنية، سيتابعهما الجمهور من خلال القناة الرسمية للمهرجان على «يوتيوب» وهما مسابقة«مسرح الحظر» والتي يتنافس فيها تسعة عروض تم اختيارها من بين 54 عرضا تقدمت للمشاركة، وتمثل مسارح أوروبا وأميركا فضلا عن مصر وأفريقيا، والمفهوم الأساس لهذه المسابقة هو البحث عن بدائل للعرض الحي الذي حالت ظروف الوباء دون استمراره، من خلال تحالف الكاميرا مع التطبيقات التكنولوجية الحديثة، وتحالف كلاهما كجانب واحد مع خشبة المسرح من أجل استمرار فن المسرح قائما.

المسابقة الثانية ستكون لـ«العروض المصورة» التي لا تتجاوز مدتها حاجز الـ90 دقيقة، وهي العروض التي أنتجت قبل الجائحة بشكل طبيعي وتم تصويرها قبل أن تحول الظروف بين استمرار عرضها وتنقلها، وتشارك في هذه المسابقة أيضا تسعة عروض من بين 172 عرضا تقدمت للمنافسة بينها 96 عرضا مصريا، سيكون واحدا منها فقط موجودا في المنافسة.

المسابقة الثالثة لم تكن ضمن التخطيط الأساسي لفعاليات المهرجان، لكنها أضيفت لاحقا بعد اقتراح تقدم تقدم به عضو مجلس إدارة المهرجان الراحل د. حسن عطية، كإستثمار لمبادرة وزارة الثقافة الرامية لإعادة الفعاليات الثقافية تدريجيا، ضمن الشروط الصحية، وهي مخصصة للعروض المصرية الحية، التي ستقدم على مسارح الجمهورية والمكشوف بالأوبرا ومركز الهناجر، ومسرح معهد الفنون المسرحية، بمشاركة ١٣ عرضا تمثل مختلف مؤسسات الانتاج المسرحي الرسمية والمستقلة.

المسابقات الثلاث تتماثل جوائزها البالغة 75 ألف جنيه والدرع الذهبي وشهادة المهرجان لعرض المركز الأول، 50 ألف جنيه والدرع الفضي وشهادة المهرجان للعرض الذي يحل ثانيا. كما تقام ورش المهرجان وندواته بنفس المزج بين الحي «اللايف» والـ«أون لاين» عبر برامج التواصل.

ويحتفل المهرجان في خامس أيامه «5 سبتمبر» بيوم المسرح المصري، على خشبة المسرح القومي أيضا محاولا استعادة بريق الاحتفالية التي اتفق المسرحيون المصريون على موعدها تكريما للضحايا والناجين من حادث بني سويف الشهير، وتشهد الفعالية احتفالا يليق بالمسرح المصري وتاريخه.

ويشهد الاحتفال عرضا من إخراج ناصر عبدالمنعم، فضلا عن تكريم المخرجين فهمي الخولي، خالد جلال،، عبدالرحمن الشافعي، حمدي طلبة الفنانة رجاء حسين، وأسماء الراحلين الكاتب د. محسن مصيلحي، مصمم الديكورحسين العزبي، المخرج حسين محمود، وأيضا تكريم أسم الناقد د.على الراعي كجزء من الإحتفاء بمئويته.

ومن الفعاليات المستحدثة في دورة هذا العام، «ذاكرة المهرجان» وهو مساق غير تنافسي تقدم من خلاله تسعة عروض متميزة سبق أن قدمت في دورات سابقة من المهرجان. الدورة ستتضمن أيضا إصدار نشرة يومية إلكترونية ومطبوعة، يضاف إليها للمرة الأولى نشرة مصورة تبث عبر قناة المهرجان على يوتيوب.

وقال د. علاء عبدالعزيز سليمان، إن عروض المسابقات المختلفة للمهرجان وندواته وورش عمله متاحة على قناته الرسمية على موقع «يوتيوب» وصفحته على «فيس بوك» فضلا عن الموقع الرسمي للمهرجان، بما يتناسب وحقوق الملكية الفكرية، والقواعد المتبعة عالميا في هذا المجال .