فى تصعيد جديد للاحتجاجات المناهضة للعنصرية ووحشية الشرطة الأمريكية، قتل شخص بطلق نارى خلال اشتباكات وقعت بين مشاركين فى مسيرة انتخابية كبيرة مؤيدة للرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، ومحتجين من حركة «حياة السود مهمة» فى مدينة بورتلاند بولاية أوريجون، أمس، وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام مسعفين يحاولون إنقاذ رجل أبيض.
وقال متحدث باسم شرطة بورتلاند إن الشرطة حددت موقع ضحية مصاب بجرح ناجم عن عيار نارى فى الصدر، وأكد الأطباء وفاته، والتحقيق جار فى جريمة قتله، وأوضحت الشرطة: «وقعت بعض حالات العنف بين متظاهرين ومناوئين لهم، وتدخلت الشرطة ونفذت بعض الاعتقالات».
وذكرت صحيفتا «نيويورك تايمز» و«أوريجونيان» الأمريكيتان، أن مجموعة كبيرة من مؤيدى ترامب توجهوا فى قافلة وسط بورتلاند، مع وصول مئات الشاحنات المحملة بأنصاره للمدينة للمشاركة فى تجمع انتخابى، ونقلت «نيويورك تايمز» عن شاهدين قولهما: «إن مجموعة صغيرة من الأشخاص دخلت فى جدال مع آخرين فى سيارة وفتح أحدهم النار»، وقالت الصحيفة إن القتيل كان يرتدى قبعة تحمل شعار جماعة «باتريوت براير» اليمينية المتطرفة فى بورتلاند والتى سبق أن اشتبكت مع المتظاهرين.
وفى غضون ذلك، قال مسؤول بالبيت الأبيض إن ترامب سيزور مدينة كينوشا بولاية ويسكونسن، غدا، التى شهدت اضطرابات منذ إطلاق رجل شرطة أبيض النار على الأمريكى الأسود جيكوب بليك من الخلف، وأضاف أن ترامب سيلتقى مع مسؤولى إنفاذ القانون ويقيم الأضرار التى لحقت بالمدينة. وتحتجز السلطات فتى عمره 17 عاما للاشتباه بإطلاقه النار على 3 أشخاص كانوا يحتجون على إطلاق النار على بليك، وتوفى 2 من هؤلاء الثلاثة، وانضم حوالى 1000 شخص، أمس الأول، إلى مسيرة طولها ميل واحد فى كينوشا بويسكونسن، مرددين هتافات: «حياة السود مهمة» و«لا عدالة، لا سلام».
وشهدت العديد من الولايات الأمريكية مظاهرات حاشدة ضد انتهاكات الشرطة والعنصرية، منذ مقتل المواطن الأمريكى الذى ينحدر من أصول إفريقية جورج فلويد فى مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا فى 25 مايو الماضى على يد شرطى أبيض، ما أثار حالة من الغضب، وأرسلت قوات أمن فيدرالية إلى بورتلاند بتعليمات من ترامب فى يوليو الماضى، للسيطرة على العنف
وفى الوقت نفسه، يعتزم المدعون الأمريكيون طلب عقوبات بالسجن لمدد طويلة بشكل استثنائى للشرطيين الـ4 المتهمين بقتل جورج فلويد، بسبب «وحشية استثنائية» والوضع «الضعيف» للضحية عند خنقه، ويتوقع بدء المحاكمة فى مارس 2021. وقال المدعى كيث إيليسون إن الشرطيين «أساءوا استخدام موقعهم فى السلطة»، وإن الشرطى السابق ديريك شوفين أثبت «وحشية استثنائية» وتسبب بـ«عنف غير مبرر» أمام الشهود خصوصاً الأطفال، وشوفين شرطى أبيض، 44 عاماً، متهم بالقتل بسبب خنقه فلويد بالضغط على رقبته لقرابة 9 دقائق، وزملاؤه الثلاثة السابقون، ألكسندر كوينج، وتوماس لاين وتو تهاو، ملاحقون بتهمة المشاركة فى الجريمة، وقال المدعون إن «جورج فلويد الضحية، كان ضعيفاً بشكل خاص لأن الشرطيين كبلوا يديه خلف ظهره ووضعوه مقابل الأرض»، وذكّر المحامون أن «فلويد قال بوضوح وبشكل متكرر للشرطيين إنه لم يعد قادراً على التنفس».