أيًا كان البديل الذى تفكر فيه الحكومة لمواجهة الموجة الثانية من ڤيروس كورونا، فإن الإغلاق من جديد يجب أن يكون مطروحًا مهما كانت الظروف!.
وإذا كان العالم يتحدث عن موجة ثانية يمكن أن تهاجمه خلال الخريف والشتاء، فالغالبية الأكبر من العواصم تستبعد إعادة الحظر الذى قتل الناس أثناء الموجة الأولى ولا تفكر فيه.. والسبب أنها ذاقت كأس عواقبه ولا ترغب فى أن تشربها مرةً أخرى!.
وسوف يظل إحساسى أن كورونا أمر «مصنوع» بشكل من الأشكال لهدف ما!.. إننى أقصد «رعب كورونا» وليس كورونا نفسه طبعًا.. فهناك ڤيروس لا شك فى ذلك، ولكن تضخيم أمره عالميًا على الصورة التى تابعناها مسألة يستعصى استيعابها على العقل السليم، وسيأتى وقت لاحقًا نعرف فيه ماذا بالضبط جرى فى هذا الموضوع، وما الهدف على وجه التحديد مما جرى ولا يزال يراد له أن يجرى بالحديث عن موجة ثانية تدق الباب!.
ومن الطريف أن الشعب اللبنانى تمرد على الحظر عندما أعادته حكومته الجمعة قبل الماضى، وقال الذين رصدوا مدى التزام اللبنانيين بما قررته الحكومة، إن نسبة الالتزام لم تتجاوز ٣٠٪، وأن أصحاب المقاهى والمطاعم والملاهى خرجوا يفتحونها رغم سيف القرار الممتد إلى ٧ سبتمبر!.
واللبنانيون تمردوا فى غالبيتهم، ليس لأنهم مغرمون بمخالفة القانون، ولا لأنهم ضاقوا بالحكومة وقراراتها، ولا لأنهم لم يعودوا يخافون من الإصابة بالوباء، ولكن لأن لدى الشعوب الحية والشعب فى لبنان فى المقدمة من هذه الشعوب ما يشبه الحاسة السادسة التى تستشعر بها ما وراء الظاهر من الأمور!.
وما وراء الظاهر يقول إن حبس العالم فى ذروة الصيف لم يكن الغرض منه حفظ حياة الناس، بقدر ما كان حرمان الناس من الحق فى ممارسة الحياة!.
وقد قررت الحكومة فى بريطانيا ذهاب تلاميذها إلى مدارسهم فى الموسم الدراسى المقبل رغم أى شىء، لأنها اكتشفت أن تداعيات عدم انتظامهم فى الدراسة أسوأ من إصابتهم بالڤيروس ذاته!.. والدرس الذى استوعبه العالم فى أغلبه، وعلينا أن نستوعبه معه، أن الحظر لم يكن حلًا فى الماضى، ويجب ألا يكون حلًا فى المستقبل!.