أشادت منظمة الصحة العالمية بترحيب الفريق الاستشاري الإسلامي بالإشهاد على استئصال جميع أنماط فيروس شلل الأطفال البري من الإقليم الأفريقي، وهو خامس إقليم يحظى بالإشهاد المستقل على خلوه من جميع أنماط فيروس شلل الأطفال البري من بين أقاليم منظمة الصحة العالمية.
واضافت المنظمة: "سبق الإشهاد على استئصال النمطين 2 و3 من فيروس شلل الأطفال البري على الصعيد العالمي في عامَي 2015 و2019 على التوالي، ويشيد الفريق الاستشاري بالجهود التي بُذلت في سبيل تحقيق هذا الإنجاز من جانب الحكومات الوطنية والمنظمات الدولية ورجال الدين وشيوخ القبائل وخبراء الصحة العامة والعاملين الصحيين في الصفوف الأمامية والجهات المانحة وأعضاء منظمة الروتاري ووسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية والآباء والأمهات".
وقال الدكتور يعقوب المزروع، رئيس اللجنة التنفيذية للفريق الاستشاري الإسلامي وعضو اللجنة العالمية للإشهاد على استئصال شلل الأطفال: «هذا الإنجاز محطة رئيسية على طريق الاستئصال العالمي لفيروس شلل الأطفال البري المُسبب لشلل الأطفال».
كانت الكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى ونيجيريا وجنوب السودان هي البلدان الأربعة الأخيرة في الإقليم الأفريقي لمنظمة الصحة العالمية التي تشهد اللجنة الإقليمية الأفريقية للإشهاد على استئصال شلل الأطفال بخلوها من فيروس شلل الأطفال البري.
كما يود الفريق الاستشاري الإسلامي أن يغتنم فرصة هذا الإنجاز الهام ليؤكِّد من جديد التزامه الكامل باستئصال شلل الأطفال من البلدين الموطونين المتبقيين، وهما أفغانستان وباكستان.
ويؤيد الفريق استئناف حملات التطعيم ضد شلل الأطفال في كل من أفغانستان وباكستان –في إطار تدابير احترازية ووقائية صارمة على النحو الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية– بعد عدة أشهر من التوقف بسبب جائحة كوفيد-19.
والفريق الاستشاري الإسلامي هو شراكة تضم منظمات إسلامية دولية رفيعة المستوى، هي الأزهر الشريف ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، ومنظمة التعاون الإسلامي، والبنك الإسلامي للتنمية. كما يضم الفريق أيضاً كوكبة من كبار علماء الشريعة، وخبراء وأكاديميين مرموقين في مجال الصحة.
وقد ركَّز الفريق الاستشاري الإسلامي منذ إنشائه في عام 2013 على استئصال شلل الأطفال من البلدان التي كان هذا المرض لا يزال يتوطن فيها، وهي في ذلك الوقت أفغانستان، وباكستان، والصومال، إلا أن الفريق قد اهتم أيضاً بخدمة بلدان أفريقية أخرى. فبالتعاون مع جامعة الأزهر والجامعة الإسلامية في أوغندا، قدَّم الفريقُ دورات تدريبية حول القضايا الصحية ذات الأولوية، لا سيّما شلل الأطفال والتمنيع الروتيني، من الناحيتين الشرعية والصحية إلى مئات من طلاب الشريعة في الصفوف الدراسية النهائية من نيجيريا وأوغندا وبلدان أفريقية أخرى. وخلال العام الماضي فقط، درَّبت الجامعة الإسلامية في أوغندا 181 طالباً من أوغندا، ونيجيريا، والصومال، وكينيا، وملاوي.
وتقوم استراتيجية الفريق الاستشاري الإسلامي التدريبية على إعداد هؤلاء الطلاب، بوصفهم علماء المستقبل وقادته، ليكونوا مناصرين لقضايا الصحة العامة في مجتمعاتهم المحلية.