تحت شعار «أملاً فى رد الاعتبار» من الهزيمة فى المباراة الفاصلة التى أقيمت فى «أم درمان»، وما تبعها من أحداث مؤسفة تعرضت لها الجماهير المصرية، يخوض المنتخب الوطنى الأول لكرة القدم عند التاسعة والنصف مساء بتوقيت القاهرة غداً الخميس ، مواجهة مصيرية فى دور الأربعة «نصف النهائى» أمام نظيره الجزائرى على أرض ملعب «أومباكا».
وكأن الأقدار قد شاءت أن يتبارى المنتخبان مجدداً فى هذا الدور للبطولة، فالمنتخب الوطنى يبحث عن هدف واحد لا بديل عنه، وهو تحقيق الفوز ليثبت للجميع أنه كان الأجدر بالصعود لمونديال (2010) بجنوب أفريقيا، وأن الأجواء الإرهابية والساعات العصيبة التى عاشها اللاعبون قبل وأثناء وبعد مباراة السودان كانت السبب فى الإخفاق، فيما يسعى المنتخب الجزائرى للدفاع عن نفسه وتأكيد جدارته بالتأهل للمونديال من خلال تحقيق الفوز.
هذه الأمور ستعطى للقاء طابعاً حماسياً ومثيراً، بخلاف الدوافع الطبيعية والمشروعة لكل فريق فى الفوز بكأس البطولة.
ويسعى المنتخب الوطنى بكل قوة للاحتفاظ باللقب للمرة الثالثة على التوالى والسابعة فى تاريخه، ليحقق إنجازاً جديداً وغير مسبوق على المستوى العالمى، حيث لم يسبق لأى منتخب الفوز ببطولة قارية ثلاث مرات متتالية، ويساعده على ذلك الحالة المعنوية العالية للاعبين إثر فوزهم الأخير على المنتخب الكاميرونى بثلاثة أهداف مقابل هدف، بالإضافة إلى تفوقهم على أنفسهم والفوز فى جميع المباريات التى خاضوها بالبطولة وتحقيق رقم قياسى جديد فى المباريات الأفريقية بعدم الهزيمة فى (16 مباراة) متتالية منذ بطولة 2006.
فيما يسعى المنتخب الجزائرى أيضاً للفوز باللقب بعدما تعلقت جماهيره بالأمل عقب الفوز الكبير الذى حققه الفريق على نظيره الإيفوارى فى مباراة دور الثمانية.
من جهة أخرى، فرض «حسن شحاتة» المدير الفنى للمنتخب الوطنى، السرية الشديدة على التدريبات، ومنع جميع وسائل الإعلام من الاقتراب من المعسكر أو التصوير لإخفاء أوراقه التى سيناور بها المنتخب الجزائرى.
وحرص على تحفيظ لاعبيه بعض الجمل التكتيكية الدفاعية والهجومية وطالبهم بضرورة لعب الكرة من لمسة واحدة وعدم الاحتفاظ بها كثيراً. وكثف شحاتة التدريبات الخاصة بلاعبى الوسط لعلاج البطء فى نقل التمريرات إلى ملعب المنافس عند امتلاك الكرة، وطلب من «حسنى عبدربه» عدم الاحتفاظ كثيراً بالكرة حتى يتلافى الأخطاء الكثيرة التى وقع فيها خلال مباراة الكاميرون الماضية.
وشدد على ضرورة الارتداد السريع عند فقدان الكرة لمواجهة السرعات التى يمتاز بها لاعبو الجزائر وقدرتهم الفائقة فى نقل الكرة من حالة الدفاع إلى الهجوم، ومن ثم الضغط عليهم فى حالة امتلاكهم الكرة وتضييق المساحات عليهم.
واهتم «شحاتة» بالتسديد على المرمى من مسافات وزوايا مختلفة، والتى باتت أحد الحلول السحرية لهز الشباك لسرعتها الفائقة، وتألق فى التسديد الثلاثى (أحمد حسن وحسنى عبدربه وأحمد فتحى) .
وركز المدير الفنى فى التدريبات الهجومية على الثلاثى (متعب وجدو وزيدان) والانطلاقات من الخلف للأمام.
ومن المنتظر أن يلعب المنتخب الوطنى بتشكيل يضم كلاً من (عصام الحضرى وسيد معوض وهانى سعيد ومحمود فتح الله ووائل جمعة وأحمد المحمدى وأحمد فتحى وحسنى عبدربه (حسام غالى) وأحمد حسن وزيدان وعماد متعب) .
فيما ابتعد «رابح سعدان»، المدير الفنى للمنتخب الجزائرى، بلاعبيه إلى مدينة لوبيتو التى تبعد قرابة (30 كيلومتراً) عن مدينة «بنجيلا» التى ستستضيف اللقاء رغبة منه فى الخروج بلاعبيه عن الأجواء الملتهبة التى تعيشها المدينة وكذلك عدم مواجهتهم للجماهير الأنجولية التى تقطن «بنجيلا» لمؤازرة جماهيرها للمنتخب الوطنى المصرى.
ووفقاً للمعلومات الواردة من الجانب الجزائرى فإن مديره الفنى عكف خلال الأيام الماضية، على مشاهدة آخر مباراة لمنتخبنا الوطنى أمام نظيره الكاميرونى .