المعزول مجرد «سواق طايش»!

محمد أمين الإثنين 23-09-2013 01:29

كيف ترى شهادة المستشار هشام جنينة فى حق الرئيس المعزول؟.. إذا كنت من الإخوان، فأنت تراها خيانة للرئيس الذى عينه.. وإذا كنت ممن صنعوا ثورة ٣٠ يونيو، فأنت تراها شهادة من ذى ثقة فى رئيس معزول؟.. أظن أنها كذلك سواء بقى المعزول أو رحل.. الرئيس لم يعين «جنينة» فى عزبته.. وحين عين «السيسى» لم يعينه حارساً شخصياً لجنابه، وإنما حارس على الوطن!

لا يعنى أن يعين الرئيس وزيراً أو مسؤولاً أن يحتكره.. هذا هو الفهم القاصر للإخوان.. تصوروا خطأ أن ولاء «السيسى» ينبغى أن يكون للمعزول.. يقولون الآن إنه خان الأمانة.. كأن «السيسى» والمعزول اختلفا على «غدوة».. الخلاف كان على وطن.. «السيسى» رأى ببصيرته أننا «هنلبس فى الحيط».. «جنينة» قال التعبير نفسه: «كان هيلبسنا فى حيطة.. ونروح كلنا فى داهية»!

ليست خيانة ولا انقلاباً من جانب المستشار جنينة، حين يقول ذلك الآن.. هذه شهادة قاضٍ.. ما يعنى حكم محكمة.. الأحكام لا تتغير طبقاً للهوى.. الإخوان يعتقدون أن هؤلاء رجالهم، باعتبار أنهم تولوا المسؤوليات فى زمن الإخوان.. يعتبرون الغريانى وآل مكى وجنينة من أتباعهم.. قد تكون شهادة رئيس جهاز المحاسبات مؤلمة.. قد يفتحون عليه نار ميليشياتهم الإلكترونية.. لا مانع!

فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أمس، قال المستشار جنينة للزميل محمد السنهورى كلاماً خطيراً.. توقفت طويلاً أمام شهادته.. لا تختلف كثيراً عن شهادة «البرادعى».. «البرادعى» أول من ثار عليه.. قال: صندوق الانتخاب لا يعنى أكثر من رخصة قيادة.. تجربة حكم «مرسى» أثبتت أنه لا يعرف القيادة.. قلنا له فى 30 يونيو: اركن يمين وهات الرخص.. ليس افتئاتاً على الصندوق بالمرة!

دعونا نتوقف أمام شهادة نصية، لا ينبغى أن تتوه فى زحام الأحداث.. يقول «جنينة»: كنت أرى أداء النظام السابق أشبه بسائق، يقود بنا سيارة بشكل «هيلبسك فى حادثة، أو فى حيطة، وهتروح فى داهية.. إحنا وهو مش حد لوحده»، وكان الخيار إما أن تطلب منه ترك السيارة، وتكمل أنت الطريق، أو تتركه يكمل الطريق، لحد ما يلبسك فى حيطة، وهذا كان حال مصر مع الرئيس مرسى!

ماذا كان علينا أن نفعل أمام سائق طائش؟.. كان لابد أن نسحب الرخصة.. كان لابد أن ننزعه من على مقعد القيادة.. هذا ما فعلناه فى 30 يونيو.. هذا ما فعلته المؤسسة العسكرية.. لم يكن لها أن تصم آذانها، أو تغمض أعينها عما يجرى.. قيض الله لمصر رجلاً مثل «السيسى».. ظنوا أنه إخوان.. اعتقدوا أن الجيش «تأخون».. نسوا أنه مؤسسة وطنية، ولاؤها للوطن وليس لأحد!

لا «جنينة» خان حين أدلى بشهادته أمس.. ولا «السيسى» خان حين اتخذ قراره يوم 3 يوليو.. لا الأول يعمل فى عزبة «مرسى»، ولا الثانى كان الحارس الشخصى للمعزول.. أنتم شوية خونة.. حكمتم فظلمتم، وأخونتم الدواوين الحكومية.. على رؤوسكم بطحة.. تعرفون الخيانة، وتلقون بها على الآخرين (!)