خلاف بين رئيس البرلمان ووزير المالية بسبب الحبس في «الإجراءات الضريبية»

«عبدالعال»: «مش عايزين نطفش الناس».. ونائب: «الحكومة بتتنرفز ليه علينا»
كتب: محمد غريب, محمود جاويش الإثنين 24-08-2020 20:22

شهدت الجلسة العامة لمجلس النواب، الاثنين، خلافًا حادًا بين الحكومة ممثلة في وزير المالية من جهة، ومجلس النواب وأعضائه من جهة أخرى، بسبب المادة 71 من قانون الإجراءات الضريبية الموحدة، والخاصة بتوقيع عقوبة تصل لحبس الممول إذا لم يتقدم بإقراره الضريبي، وما اعترض عليه النائب محمد أبوالعنين الذي قال منفعلاً إنه سيتسبب في عزوف المستثمرين عن الاستثمار في مصر.

ورد محمد معيط وزير المالية قائلاً: «أعطوني ضمانة لتوفير دخل للدولة نصرف منه على المرتبات والمعاشات»، وهو الرد الذي استفز الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب، قائلاً: «يعنى لو تأخرت أنا أو غيري في تقديم الإقرار الضريبي أتحبس؟ ده كلام مش معقول».

وذكر رئيس مجلس النواب، أن من لم يقدم على تقديم الإقرار الضريبي سيتعرض للتقدير الجزافي، بجانب دفع غرامة لا تقل عن 5 ألاف جنيه ولا تزيد على 200 ألف جنيه، مشيرًا إلى أن الاتجاه في كل دول العالم أنه لا حبس في قضايا الضرائب ولا إغلاق للمنشآت في قانون الضرائب، وقال موجهاً حديثه لوزير المالية قائلا: «أنا عايز أساعدك ونساعد المالية.. ونعلم أن الضرائب جزء أساسي من دخل الدولة، لكن في الوقت نفسه مش عايزين نطفش الناس».

وأصر الوزير على بقاء مادة الحبس، أو على الأقل عدم تحديد قيمة الغرامة وتحريرها بحيث تتناسب مع قيمة الضريبة المستحقة.

ومع إلحاح الوزير على المادة كما هي، قال رئيس مجلس النواب بما يشبه التهديد: ة«يا سيادة الوزير المجلس من حقه يرفض مشروع القانون بأكمله مش مادة».

فيما قال النائب عاطف ناصف، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، إن الحكومة أتت لمجلس النواب ليوافق لها على القانون، معرباً عن استيائه مما وصفه بـ«نرفزة» وزير المالية، وقال: «الحكومة بتتنرفز ليه علينا».

وردّ عبدالعال أن وزير المالية عليه ضغوط كبيرة بسبب الموازنة العامة، وهذه الضغوط قد تؤدي إلى إثارة مجلس النواب، وقد تصل إلى رفض المجلس للقانون.. «مش عايز أوصل المجلس لهذه النتيجة».

وردّ وزير المالية أن الغرامة يجب أن تكون متناسبة مع قيمة الضريبة، وقال «لو الضريبة المستحقة 50 مليون جنيه.. ما ىينفعش تكون الغرامة 200 ألف جنيه».

ورد رئيس المجلس أن ذلك غير جائز في قانون العقوبات، لذلك يجب التعامل معه بأساليب أخرى مثل التحفيز ثم اللجوء للوسائل الخشنة بتوازن، بحيث لا يضر بالممولين الملتزمين لمجرد أنهم لم يتقدموا بالإقرار الضريبي، لأن الضريبة سيتم دفعها كاملة، ولذلك فلا يجب أن يدفع سوى غرامة تأخر.

وردّ الوزير أن الممولين إذا لم يتقدموا بإقراراتهم ستلجأ مصلحة الضرائب للتقديرات الجزافية مرة أخرى، وقاطعه الدكتور على عبدالعال قائلاً: «لو عندك شمول مالي.. هتعرف من الدفع الإلكتروني مين اللي دفع ودفع كام ومين ارتفع دخله».

وفي نهاية النقاش، انتهى المجلس إلى إلغاء مادة الحبس والموافقة على توقيع الغرامة 5 آلاف جنيه بحد أدنى و200 ألف جنيه حد أقصى.