خبراء وسياسيون: مبادرة مرسي «وطن نظيف» صعبة التحقيق دون استراتيجية

كتب: حسام الهندي الجمعة 20-07-2012 15:20

اتفق خبراء وسياسيون على صعوبة تحقيق مبادرة الرئيس الدكتور محمد مرسي بإقامة حملة قومية للنظافة خلال يومي27 و28 يوليو تحت عنوان «وطن نظيف ليس فيه قمامة» دون وضع استراتيجية متكاملة للتعامل مع أزمة النظافة وتجميع وتدوير القمامة في مصر، في الوقت الذي أشار فيه البعض إلي أهمية «تنظيف مؤسسات الدولة من رجال النظام السابق»، بحسب وصفهم، قبل تنظيف الشوارع من المخلفات.

وقال الدكتور عبد المنعم سعيد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية: «أصبت بخيبة أمل شديدة ليس لأن الطرح قدم من الرئيس، ولكن لأن الرئيس بهذا المنطلق لم يضع استراتيجية ثابتة ومحددة ومنضبطة لتعامل الدولة مع الأزمة».

وأضاف «القمامة ثروة قومية عبارة عن مواد زجاجية بلاستيكية وورقية، ولكن الدعوة والمبادرة تحمل أداء الجمعيات الأهلية والأدب الشعبي، وذلك عن طريق تجمع الأشخاص والانطلاق بهم خلال يوم أو يومين لتوعية المواطنين دون وضع حد لنهاية الأزمة لأن المتعاملين معها لا يعلمون ما هي أسبابها وليسوا مسؤولين عن وقفها».

وقال: «لم يطرح الرئيس في المبادرة ما هي أسباب المشكلة من الأساس هل المحافظون أم رؤساء الأحياء أم قلة الإمكانيات؟ ولم يعلن أيضا كيف يتم تدارك الأزمة هل سيتم الدفع بعربات جديدة أو شركات بدلًا للموجودة حالياً؟ الأمر أشبه بحملات الشباب في المناطق للتوعية كما قلت».

وتساءل سعيد: «هل ستستمر معالجة جميع الأزمات الخمس خلال الـ100 يوم (الخبز والأمن والوقود والمرور) بالإضافة إلى (النظافة) بهذا الأسلوب؟»، مطالبًا بوضع خطة محكمة والإعلان عنها للشعب لنعرف الاستراتيجية.

من جانبه قال كمال عباس، المنسق العام لدار الخدمات العمالية والنقابية, إنه يقبل بالمبادرة على أن تكون بشكل معكوس بمعنى أن يعلن الرئيس عن إطار وخطة عمل بين الأحياء والمحافظات وأجهزة الدولة المختلفة لحل مشكلة النظافة ثم يدعو الشعب للمشاركة.

وأضاف عباس «هناك عدد من الأسباب لتفاقم أزمة القمامة من بينها على حسب توقعاتي أنه ليس هناك إمكانيات لرفع المخلفات أو أن المسؤولين يرفضون العمل بسبب وجود حكومة مؤقتة، كما أن غياب الأمن وانتشار الإشغالات وانتشار الأسواق العشوائية تصعب من عمل الأجهزة، كل ذلك يدعونا إلى المطالبة بوضع خطة واستراتيجية واضحة فكما يقال «نقفل الحنفية الأول قبل ما نلم الميه».

وطالب عباس الرئيس بعدم التعامل مع الأزمات بمنطق وطريقة الإخوان «تجميع عدد من الشباب وعمل توعية خلال يوم أو يومين وينتهي الأمر», وأضاف: حل مشاكل الدولة يجب أن يكون له آلية للعمل تشارك فيها كل أجهزة الدولة.

واعترض البدري فرغلي، عضو مجلس الشعب السابق، على دعوة الرئيس، وقال: «يا دكتور مرسي انتبه.. كل مؤسسات الدولة تعمل ضدك وإن قلت هننزل نرفع المخلفات هتنزل وترمي».

وأضاف: «الأولى بالرئيس أن ينظف مؤسسات الدولة من رجال مبارك وحاشيته فالجميع كما هو، فالكثير من المحافظين ورؤساء الأحياء يطبقون برنامج مبارك ويسعون لإفشال مرسي».

وقال فرغلي: «هل يعقل أن ينزل المواطنون من المنازل لنظافة الشوارع ورجال النظافة في منازلهم ينظرون وكأن الأمر لا يعنيهم».

في المقابل دافع الدكتور أحمد دياب، عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، عن مبادرة الرئيس محمد مرسي قائلًا: «الدعوة تعني مشاركة الشعب في إدارة أموره وهذا ما كان ينادي به الرئيس في أول خطاب له وليس معني ذلك أن المؤسسات لا تقوم بمهامها ولكن أعتقد أن الرئيس يعمل على إعطاء زخم شعبي ورقابة شعبية على مؤسسات الدولة وذلك لضمان نجاح المبادرة».

وأضاف: «المبادرة ليست بديلة لمؤسسات الدولة ولكنها إعطاء العمق للشعب للاشتراك وللمتابعة والمراقبة بدلًا من وضعه على الرف كما كان يفعل مبارك وتلك بداية اشتراك الشعب في مشروعات التنمية لضمان نجاح حقيقي».