من مصر إلى لبنان.. محمود سافر بيروت لمساعدة الأسر المتضررة

«مؤمن جدًا بأن التطوع بالوقت والمجهود أهم ألف مرة من الفلوس»
كتب: سارة سيف النصر الإثنين 17-08-2020 22:22

يا ست الدنيا يا بيروت.. بشبابك هترجعى وتصيرى أحلى وأحلى».. هكذا استجاب محمود عبدالمجيد، الشاب المصرى لصوت قلبه وقرر الطيران إلى لبنان، لقناعته أن التضامن بالكلمات والشعارات لا يكفيان، فمكانه وسط أصدقائه اللبنانيين وفى بلده الثانى كما يعتبره.

تواصل محمود مع أحد أصدقائه اللبنانيين، ونسق معه، على أن ينضم إليه فور قدومه إلى بيروت فى حملات تنظيف البيوت ومساعدة الأسر المتضررة فى توفير علاج ومسكن وتبرعات، وبالفعل بعد وصوله إلى أرض الجمال بساعات قليلة، كان فى أحد البيوت يُزيل الحطام وينقذ ما يمكن إنقاذه.

الحزن والخوف اللذان كان يحملهما محمود فى قلبه عند مشاهدته ما جرى فى التليفزيون وعلى مواقع السوشيال ميديا وهو فى مصر زادا الضِّعف بعد ما رآه بعينيه.. خراب واسع لا تستطيع أن تحدد مداه، خسائر فادحة، إصابات بالغة، وقهر فى عيون الأهالى.

لم تكن هذه المرة هى الأولى التى يزور فيها محمود بيروت، بل زارها من قبل، الأمر الذى جعله يُدرك حجم المأساة التى حلّت على «ست الدنيا»، وقال لـ«المصرى اليوم»: «من فترة قريبة كنت ناوى أسافر لبنان، ولكن لظروف كورونا لغيت السفر، ولما حدث الانفجار شعرت إن هو ده الوقت المناسب اللى أكون فيه هنا مع أهلى وأصحابى أساعد وأقف بجانبهم».

«بيوت.. كنائس.. شركات» هذا ما مرّ عليه محمود منذ وصوله إلى لبنان، فسرعان ما انضم لباقى الفريق وبدأ فى إزالة الركام: «مؤمن جدًا بأن التطوع بالوقت والمجهود أهم ألف مرة من الفلوس»، وأضاف: «بنقعد فى البيت أكثر من 3 ساعات متواصلين، وعددنا 12 شخصا، أول منزل دخلته كان به خسائر كبيرة وكمان أهله مصابين ومش قادرين يعملوا شىء، والوضع ده فى مئات البيوت أكيد».

قرر محمود بعد مشاهدة حجم الخسائر أن يؤجل موعد سفره ويظل فى بيروت «قبل ما آجى كنت قلقان وخايف من الوضع الأمنى.. بس بمجرد ما حطيت رجلى فى بيروت عرفت إن الميديا بتهول جدًا عن اللى بشوفوا يوميًا هنا. فى النهاية عايز أقول بس كلنا عرب، وكلنا واحد، وقفتنا جنب بعض وإحساسنا ببعض حاجة مهمة، فقدر ما تقدر تساعد وتقف جنب لبنان».