التجمعات اليومية أمام قصر «الاتحادية» الرئاسى لا تخلو من غرائب وطرائف ربما لا تجدها فى أى مكان آخر فى العالم سوى فى مصر، فهذه سيدة تدعى «هدى» يبدو أنها لم تشعر بما حدث فى البلاد منذ ثورة يناير 2011، لذا أصرت على مقابلة الرئيس السابق حسنى مبارك أو أحد نجليه.
تقول «هدى» التى وقفت أمام بوابة «3» للقصر الجمهورى: «أنا عايزة أدخل أقابل الرئيس حسنى مبارك أو جمال أو علاء عشان أعرض عليهم شكوتى». عندما سمع مقدمو الشكاوى كلام هدى تجمعوا حولها، وقال لها أحدهم «أنت كنتى فى كوكب الأرض السنة ونصف اللى فاتت، ولّا كنتى فى المريخ؟»، وتبادلوا الضحكات وقالوا لها «حسنى مسجون هو وعياله» فرفضت الرد عليهم. لم تنتبه «هدى» لما قاله الواقفون أمام القصر، وأصرت على الوقوف فى أول الطابور، وكررت طلبها للحرس الجمهورى: «دخلنى للرئيس مبارك»، فأجابها: «مبارك محبوس فى طرة اذهبى له هناك».
ثارت هدى وقالت للحرس: «كذابين الريس لسه فى القصر ومحدش يقول إنه اتحبس عشان دمى بيفور، ادخل قوله فيه واحدة عايزة تقابلك عشان عايزة مساعدة مادية ولا أنا مش زى اللى بيدخلوا له».
أمام القصر أيضا صف الأسطى محمود كامل عربته «الكارو» التى يعمل عليها، ووضع لحصانه الطعام، ليتناوله حتى يخرج من عند الرئيس، ثم أخذ مكانه فى طابور المتظلمين، محمود جاء خصيصاً ليتخلص من هذا الحصان وعربته، لذا كان طلبه من مرسى: «عايز كشك بقالة فى الوايلى جنب بيتى وأسلم العربية الكارو».
بعد عشرة دامت 12 عاما مع الكارو والحصان، قرر محمود أن يضحى بهذه العشرة لأنه «تعب من الرائحة الكريهة» التى يقابلها كل يوم عندما يقوم بنقل القمامة.
وحيد رمضان يعمل مع محمود على الكارو، لذا جاء معه أمام القصر ليتقدم بتظلم يتناسب مع تظلم محمود فعندما يستجيب «مرسى» لطلب معلمه سوف يصبح وحيدا فى الشارع، لذا طلب من الرئيس أن يوفر له وظيفة «سائق»، فى أى هيئة حكومية لأن محمود لو فتح «كشك» وسلم الكارو «وحيد مش هيلاقى ياكل».