كشف العميد المنشق عن المخابرات الجوية السورية، حسام العواك، قائد عمليات الضباط الأحرار بالجيش السورى الحر، أن عملية التفجير التى استهدفت مقر الأمن القومى السورى، جزء من سلسلة هجمات نوعية سيقوم الجيش الحر بتنفيذها خلال الفترة المقبلة لاستنزاف نظام الرئيس السورى بشار الأسد وزعزعته، تمهيداً لمرحلة الحسم الكامل. وقال فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»: «لن نكشف فى الوقت الحالى عن اسم الضابط البطل الذى نفذ عملية دمشق، خوفاً من انتقام نظام بشار من أهله»، مضيفاً أن «الجيش الحر» استخدم مادة شديدة الانفجار فى تنفيذ العملية وهى مادة «سى 4»، لافتاً إلى أنها المرة الأولى التى يستخدم فيها الجيش الحر هذه المادة.
وأكد العواك أنه تم زرع قنبلة داخل مقر الأمن القومى السورى بناءً على معلومات بتحركات رموز نظام بشار الأسد وتم استهدافهم أثناء اجتماعهم داخل المقر، رافضاً الإفصاح عن تفاصيل العملية حرصاً على السرية، خاصة أن الجيش الحر سيقوم بعمليات أخرى مشابهة خلال الفترة المقبلة - حسب قوله.
وأكد العواك أن وزير الداخلية السورى، محمد الشعار، الذى ترددت أنباء عن إصابته فى العملية الأربعاء الأول، لقى مصرعه مساء الأربعاء الأول متأثراً بجراحه. ونفى أن يكون ماهر الأسد، شقيق بشار الأسد بين القتلى أو الجرحى فى العملية، وقال: «قُتل رئيس مكتب الأمن القومى السورى هشام بختيار فى تفجير دمشق، وكذلك حافظ مخلوف، رئيس فرع التحقيق فى المخابرات العامة السورية، ابن خال بشار الأسد، وشبيه شقيقه ماهر، لذلك وقع خطأ وترددت أنباء عن مقتل ماهر، لكن لدينا تأكيدات بأن ماهر الأسد موجود فى منطقة المنارة على طريق دمشق بيروت».
وقال العواك إن النظام السورى يشهد انشقاقات عديدة، وتتزايد منذ تنفيذ عملية دمشق، وأضاف: «نرتب لانشقاقات كاملة فى كتائب وقطاعات عسكرية، كما نستهدف ضرب الحواجز الأمنية من خلال عمليات نوعية، مثل العملية التى نفذناها فى (إعزاز) ومناطق أخرى، وأستطيع القول بأننا نسيطر على مناطق كثيرة محررة».
وحول الرؤوس الكيماوية لدى نظام بشار الأسد، قال العواك: «إن عددها قرابة 800 صاروخ، ونعرف مواقع هذه الأسلحة، ووضعنا خطة محكمة للسيطرة عليها وتأمينها، ونتعهد بألا نستخدمها عند سيطرتنا عليها، وعلى مراكز الأبحاث التى تقوم بتصنيعها وتطويرها، لأنها تصب فى مصلحة الشعب السورى فى النهاية»، مشيراً إلى أنه لا يوجد أى تنسيق بين الجيش الحر وأى أجهزة استخبارات أجنبية.
وقال العواك إن الجيش الحر يستهدف خطوط إمدادات الجيش السورى من أسلحة وغذاء ووقود، وإنه وضع خطة للسيطرة على الموانى والمطارات السورية، فى سبيل منع بشار الأسد من الهروب خارج سوريا. وأضاف: «بشار يغير مكان إقامته كثيراً، وانتقل إلى (بيت الشعب)، وأتى بطائرتين (جازيل)، و4 طواقم طيارين من القوات الجوية، وقام بتدعيم عناصر الحراسة من ألوية الحرس الجمهورى الخاصة به وأهمها حالياً والقائمة بتأمينه اللواءان 104 و 106 فى قصر الشعب، ويوجد فى الحرس الجمهورى ما يسمى الكتائب الأمنية، ويوزعها ما بين قصر المهاجرين وبيت الشعب، لكن الجزء الأكبر منها فى بيت الشعب، ويخضع لحماية لواء عسكرى إيرانى».
وتابع: «كما قام بتجهيز النفق الخاص الذى أقامه منذ سنوات بسيارات دفع رباعى وسيارات مصفحة، لتسهيل انتقاله إلى مطار (المَزَة)، وربما يفكر فى الهروب بهذه الخطة إلى دولة أخرى، أو منطقة الساحل إلى مطار «حميميم».
وعن خطة بشار الأسد لمواجهة الانشقاقات فى صفوف قواته، قال العواك: «إن بشار يعمل على تشديد المراقبة المتبادلة، كل ضابط يراقب الآخر، وهى الطريقة الاستخباراتية الروسية، ويشكل أجهزة أمنية جديدة داخل الأجهزة الأمنية، والقطاعات العسكرية، بمساعدة ضباط من الطائفة العلوية لحماية وأمن القطاعات العسكرية من الانشقاقات، تابعة بشكل مباشر لبشار الأسد بمساعدة شقيقه ماهر، ويوجد انشقاقات كبيرة إلا أنهم يقومون بإعدام المنشقين دون محاكمات بإطلاق الرصاص على رؤوسهم من الخلف، كما يستهدف نظام بشار أسر الضباط المنشقين».
وقال العواك إن الجيش الحر ألقى القبض على مجموعة من عناصر حزب الله اللبنانى، وجماعة «جيش المهدى» الشيعى العراقى، ولديهم من الإثباتات ما سيقومون بكشفه خلال الفترة المقبلة. مشيراً إلى أن عناصر من حزب العمال الكردستانى بدأت فى التعاطف مع الثوار مؤخراً، وتخلت عن مساندة بشار الأسد وتشارك فى عمليات مشتركة مع الجيش الحر ضد قوات بشار.