محللون: تركيا ترفض العمل العسكري ضد سوريا لكنها ستستمر في دعم المعارضة

كتب: سعيد عبد الرازق الخميس 19-07-2012 15:27

 

رغم التطورات المتلاحقة على المشهد السوري، أبدت تركيا ثبات موقفها تجاه الأزمة ورفضها أي تدخل عسكري أجنبي في جارتها الجنوبية، مع استمرار دعمها المجموعات المعارضة لنظام بشار الأسد، انتظارًا لأن يسقط من الداخل.

وتزامنًا مع التفجير الانتحاري الذي أطاح بمجموعة من رموز نظام بشار الأسد، الأربعاء، جدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، مطالبته للأسد بالتخلي عن السلطة، بسبب أعمال العنف والمجازر التي ترتكب في سوريا والتي خلفت آلاف القتلى.

الجديد هذه المرة أن النداء جاء من موسكو عقب اللقاء الذي جمع أردوغان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذ كرر أردوغان موقف بلاده من رفض أي تدخل خارجي في سوريا، قائلا: «ينبغي على الشعب السوري تحديد مصير بشار الأسد».

جاءت الزيارة في توقيت مفصلي، ورأي بعض المحللين الأتراك أن تحديد التوقيت ربما لا يكون محض صدفة، بسبب تزامنها مع التفجير الانتحاري الذي وقع في دمشق وراحت ضحيته مجموعة من أبرز أعمدة نظام الأسد.

لكن الكاتب البارز حسن جمال يرى أن الزيارة وإن تركزت على الشأن السوري في الأساس، فإنها جاءت لمنع تأثير الخلافات في وجهات النظر بين أنقرة وموسكو حول بعض القضايا الدولية، سلبًا على العلاقات الثنائية، التي تطورت مؤخرًا بشكل سريع حتى وصلت إلى مرحلة متقدمة من التعاون الاستراتيجي في العديد من المجالات، في مقدمتها التجارة والطاقة والسياحة ، للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الباردة.

وتواكب التحرك الخارجي لأردوغان مع كشف مصادر عسكرية تركية عن تخلي أنقرة عن قرار في اللحظات الأخيرة في شهر يونيو الماضي بالرد على إسقاط طائرتها في الأجواء السورية. ورغم رفض تركيا العمل العسكري، يبدو أن هناك مساعدات تتغاضى عنها تركيا من أجل زعزعة نظام الأسد من الداخل.

كشف عن ذلك نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض عن مدينة هطاي الحدودية مع سوريا، رفيق اريلماز، قائلا إنه تلقى العديد من البلاغات المتعلقة بانتشار المرتزقة الأمريكيين في «هطاي»، وإن سكان المدينة عبروا عن استيائهم من تصرفات هؤلاء المرتزقة. وأشار النائب في تصريحات قبل أسبوع إلى معلومات بأن بعض عناصر شركة «بلاك وتر» الأمنية انتقلوا أيضا إلى سوريا عبر الأراضي التركية بعلم من حكومة أنقرة، وإلى أن المرتزقة الأمريكيين المنتشرين في هطاي يقومون بين الحين والآخر بالعبور إلى الأراضي السورية لتنفيذ مهام هناك ضد نظام الأسد.

وأكد النائب أن النشاطات الأمريكية ضد سوريا ازدادت مؤخرا بشكل ملحوظ على الأراضي التركية، خاصة بعد أن فشلت إدارة واشنطن في الحصول على الدعم الكافي من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للقيام بعمل عسكري ضد نظام الأسد.

كما كشفت تقارير إعلامية عن أن جزءًا مهمًا من المرتزقة الأمريكيين، الذين استخدمتهم أمريكا في أفغانستان وليبيا انتشر في بلدتي «ريحانلي» و«يايلي داغ» التابعتين لمحافظة هطاي الحدودية، وبدأوا الانتقال إلى الأراضي السورية لتنفيذ العديد من المهمات.

ويلفت النظر تجول هؤلاء المرتزقة في شوارع البلدتين بكل سهولة وراحة في ساعات النهار دون اعتراضهم من قبل قوات الأمن التركية، ومع اقتراب ساعات الليل وحلول الظلام ينتقلون بأسلحتهم ولوازمهم العسكرية إلى الأراضي السورية. وتتولى تركيا مسؤولية تأمين الحدود مع سوريا بموجب اتفاقية «أضنة» الموقعة بين البلدين.