كشف مسؤول بارز في وزارة البترول عن تقليص كميات الغاز المصدرة للخارج لمواجهة الطلب المتنامي من جانب وزارة الكهرباء، بما ينذر بخسارة فادحة للعائدات المتوقعة من الصادرات.
وأضاف المسؤول، الذى فضل عدم ذكر اسمه، أن التعاقدات المبرمة مع الأردن ومصنع الإسالة التابع لشركة «يونيون فينوسيا» في إدكو، وصلت لحدها الأدنى في الكميات، مشيراً إلى أن الشركة القابضة للغازات وهيئة البترول يسعيان لتقليل كميات الغاز المصدرة، إلى حدها الذي يجنبها الوقوع تحت طائلة أى غرامات أو مطالبات بالتعويض من جانب الشركات الموقعة للعقود.
من جانبه قال المهندس محمد شعيب، رئيس الشركة القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس»، إن كميات الوقود الموردة لمحطات الكهرباء سجلت رقما قياسيا جديدا تجاوز حاجز الـ115 مليون متر مكعب، مقابل 113 مليون متر مكعب مكافئ في اليوم السابق.
وأكد شعيب، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، أن محطات الكهرباء حصلت، الأربعاء، على 91 مليون متر مكعب غاز و24 مليون متر مازوت، مسجلة رقما قياسيا جديدا يفوق كل التوقعات المحددة من جانب مسؤولى وزارة البترول والكهرباء حول كميات الوقود المطلوبة.
وأضاف شعيب أن الوضع الحالى بالنسبة لكميات الوقود الموردة لمحطات الكهرباء يتطلب وقفة موضوعية من جانب المسؤولين في الدولة والمواطنين، لبحث كيفية تلافي الصورة القائمة لوضع الطاقة في المستقبل، مشيراً إلى ضرورة البحث عن بدائل جديدة لتوليد الكهرباء، بعيدا عن الوقود التقليدى كالغاز والمازوت.
وأشار شعيب إلى أهمية الاعتماد على «خليط» لتوليد الطاقة في مصر، بحيث لا يزيد حجم الغاز المستخدم في تشغيل محطات الكهرباء بها على 21%، مقارنة بنسبة 81% حاليا، مع ضرورة تنويع مصادر تشغيل محطات الكهرباء، لتجنب حدوث أزمات مماثلة للوضع الحالي.
وشدد شعيب على ضرورة عدم التوسع في استخدام الغاز كمصدر للطاقة، واستخدامه كمادة وسيطة للصناعات التي تعطى قيمة مضافة عالية للاقتصاد المصري، مثل صناعة البتروكيماويات، مؤكدا أهمية وضع خطط مستقبلية لتأمين الطاقة، والاتجاه إلى الطاقات الجديدة والمتجددة، لافتاً إلى ضرورة العمل على وضع رؤية مستقبلية لمصر للاستثمار في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.