«المصري اليوم» ترصد 11 مشهدًا لساعات الفزع في حادث قطاري البدرشين

كتب: أحمد عبد اللطيف الأربعاء 18-07-2012 14:26

 

رصدت «المصري اليوم»، تفاصيل حادث تصادم قطاري البدرشين الذي وقع، الثلاثاء، وكان مندوب «المصري اليوم» واحدًا ضمن المئات الذين كانوا داخل القطارين عندما وقع الحادث، الذي أسفر عن إصابة حوالي 25 شخصًا، بينهم 5 حالات خطرة، وسجلت الجريدة 11 مشهدًا قبل وأثناء وبعد وقوع الحادث، كشاهد عيان على الواقعة.


المشهد الأول

كانت الساعة تشير إلى الثالثة عصرًا عندما دخل القطار إلى محطة الجيزة على الرصيف المتجه إلى محافظات الوجه القبلي، ومئات المواطنين ينتظرون قطار الساعة 3:30، وهو القطار المميز ولا يتجاوز سعر تذكرته 25 جنيهًا، ويجلس ركّابه على الرصيف أسفل الاستراحات، حاملين حقائب سفرهم وزجاجات المياه، بينهم شباب أعمارهم تبدأ من 16 عامًا إلى العقد الثالث، إضافة إلى طلاب وطالبات الجامعات، وأفراد من جنود الأمن المركزي والقوات المسلحة، حيث كان يختبئ الجميع من أشعة الشمس الحارقة أسفل المظلات وداخل الكافيتريات.


المشهد الثاني

اقتربت الساعة من 3:37 دقيقة عصرًا، وحضر القطار «المميز سياحة»، رقم 162، الذي يطلقون عليه «قطار الغلابة»، وبداخله آلاف المواطنين البسطاء، ولوحظ عدم وجود أي أجهزة تكييف، ويظهر على الجميع الإرهاق والتعب، حيث تتساقط  المياه من جباههم نتيجة حرارة الجو المرتفعة، ويحتشد الركاب داخل القطار الذي سيبدأ رحلته إلى محافظات ومراكز وقرى الوجه القبلي، ثم يغادر القطار المحطة.

مرت ساعة، ودخل القطار رقم 9890 مكيف درجة أولى، وشهدت المحطة زحامًا شديدًا بين الركاب، بسبب إجازة نهاية الأسبوع وبداية شهر رمضان الكريم.


المشهد الثالث

عندما توقف القطار على رصيف المحطة، وقعت مشادات كلامية بين الركاب على أولوية الصعود وهرول الجميع داخل طرقات القطار وبين العربات لحجز أماكن بديلة عن المقاعد، وتمكن جميع الركاب المتواجدون على الرصيف من الصعود ومضت20  دقيقة، وأطلق سائق القطار صافرة بدء الرحلة المتجهة إلى محافظه سوهاج.


المشهد الرابع

بدأ الركاب وضع حقائبهم، وجلس كل واحد على مقعده الخاص المكتوب رقمه على تذكرة سفره، ثم وقف المئات في الطرقات وبين العربات وداخل العربة 2 مكيف درجة أولى، التي تصادف وقوع الحاث بها، حيث كان يقف محرر «المصري اليوم» وسط العربة.


المشهد الخامس

مضت 45 دقيقة، ودخل القطار مركز البدرشين، وأطلق قائد القطار صافرة الإنذار، متكررة وبعدها بلحظات فوجئ الجميع بحركة القطار قوية كأنه زلزال، وتعالت صراخات الأطفال والنساء، وأمسك كل منهم بمقعده، ثم حدث تصادم هائل في العربة 2 أدى إلى انفصالها عن العربة التي أمامها والجرار الرئيسي، وانبعثت رائحة البنزين والدخان وأصيب الجميع بحالة من الفزع.


المشهد السادس

نادى عدد من الشباب بصوت عالٍ مرددين: «اهدؤوا يا جماعة هنطلع سالمين، وبدأ الهلع يظهر على وجوه الركاب، وسيطر الرعب على الجميع، ثم بدأ الركاب يحاولون الخروج من الباب الرئيسي للعربة، وحطموا النوافذ، وتم إخراج النساء والأطفال وجميع الركاب من داخل جميع العربات.


المشهد السابع

أصيب جميع من كانوا خارج القطار علي رصيف محطة البدرشين بالفزع والخوف وخرج آلاف المواطنين، وجلسوا في الزراعات ثم بدأ العشرات في اخراج المصابين من داخل العربات وتبين خروج القطار من علي القضبان وانحراف العجلات على الجانب الأيمن.


المشهد الثامن

اتصل مئات المواطنين من خلال هواتفهم المحمولة بغرفة النجدة وعمليات الإسعاف، ومضت 5 دقائق، وتجمع أهالي منطقة البدرشين، حاملين (جراكن) مياه وملابس لمساعدة المصابين، وتصادف وجود مستشفي البدرشين العام في الجانب الآخر من المحطة، وبدأ الأطباء والممرضون بمساعدة الأهالي في نقل المصابين إلى المستشفى، وحضرت سيارات الإسعاف، وبدأ المسعفون في حمل المصابين من الركاب، ولم يسفر الحادث عن أي خسائر بالأرواح.


المشهد التاسع

عاد الركاب إلى عربات القطار بعد التأكد من عدم وجود نيران، وبدأوا في حمل حقائبهم ووضعها داخل الزراعات في انتظار حضور أقاربهم.


المشهد العاشر

وقع حادث مؤسف أمام مستشفى البدرشين عندما تجمع سائقو سيارات الأجرة من أتوبيسات وميكروباصات لنقل الركاب إلى محافظات بني سويف والمنيا وأسيوط، ووقعت مشادات ومشاجرات، بسبب قيام السائقين باستغلال الحادث، ورفع قيمة الأجرة لـ65 جنيهًا للشخص الواحد، وعندما تدخل أهالي المنطقة، تجاوب السائقون معهم، وقاموا بنقل الركاب إلى منازلهم بأجرة مناسبة.


المشهد الأخير

انتشر رجال الشرطة ورجال الدفاع المدني داخل عربات القطارين، وبدأوا رفع حطام القطارين وإعادة حركة السير بمساعدة الأهالي، فيما ألقي القبض على سائق القطار رقم 162، الذي تسبب في الحادث، والذي تبين أنه قام بتخزين القطار قبل وصول القطار الثاني، مما أدى إلى اصطدام القطارين، كما ألقي القبض على مساعد السائق، وتم اصطحابهما إلى قسم شرطة البدرشين، وأثناء سيرهم حاول عدد من الشباب الفتك بهم والتعدي عليهم بالضرب، ظنًا منهم بأنهم وراء الواقعة، ثم حضرت معدات ثقيلة لرفع حطام القطارين.