مذابح بورما تحصد 2000 قتيل مسلم وتشرد 90 ألفا.. والرئيس يطالب بطرد المسلمين

كتب: مريم محمود الإثنين 16-07-2012 18:34

بينما تتجه أنظار العالم أجمع إلى التحولات السياسية التى تمر بمعظم بلاد الشرق الأوسط، والصراع الدائم بين القوى العالمية على بسط نفوذها، تعيش الأقلية المسلمة فى بورما، أو جمهورية اتحاد ميانمار، مأساة إنسانية، حيث تم قتل أكثر من 2000 مسلم وتشريد أكثر من 90 ألفاً آخرين، فى أحداث العنف التى تشهدها البلاد، بحسب ما أعلنت رئاسة الشؤون الدينية التركية فى بيان رسمى.

وطالب البيان الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامى والمنظمات والهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، بوضع حد لهذا الظلم الذى يتعرض له إقليم آراكان المسلم، مشيرا إلى أن «الروهينجا»، وهى الأقلية المسلمة فى ميانمار، يتعرض أبناؤها للظلم والتعذيب والقتل والتهجير القسرى فيما تتعرض بيوتهم ومساجدهم للتخريب ونساؤهم للاغتصاب.

واتهم تقرير صادر عن منظمة حقوق الإنسان الأمريكية، هيومان رايتس ووتش، ميانمار بارتكاب «انتهاكات خطيرة» ضد سكان الإقليم، وانتقدت المنظمة تعامل الرئيس «ثين سين» مع الأزمة، وقالت المسؤولة المساعدة لآسيا فى المنظمة «إيلين بيرسون»، إن أعمال العنف الدامية فى آراكان تمضى فى «دوامة» يصعب السيطرة عليها تحت نظر الحكومة، وطالبت بإرسال مراقبين دوليين مستقلين إلى الإقليم.

فى المقابل، اعتبر الرئيس أن الحل الوحيد المتاح لأفراد الروهينجيا، غير المعترف بها، يقضى بتجميعهم فى معسكرات لاجئين أو طردهم من البلاد. وقال خلال لقاء مع المفوض الأعلى للأمم المتحدة للاجئين «انتونيو جيتيريس»: «ليس ممكنا قبول الروهينجيا، وهم ليسوا من إثنيتنا». من جهتها، طالبت جبهة علماء الأزهر بمحاصرة سفارات بورما حول العالم احتجاجا على المذابح التى يتعرض لها المسلمون.

وفى تقرير حقوقى أعده مجموعة من اللاجئين المسلمين فى بنجلاديش حول وضع المخيمات واللاجئين، أظهرت الأرقام أن عدد اللاجئين المسلمين من ميانمار فى بنجلاديش تجاوز 700 ألف لاجئ، كما أكد آخر تقارير منظمة أطباء لحقوق الإنسان أن السلطات فى بنجلاديش شنت عليهم حملات من الاعتقال التعسفى، والطرد غير القانونى، فى محاولة واضحة لوقف تدفق المزيد منهم.

من جهته، قال الشيخ عبدالله المعروف، وهو أحد الزعامات الدينية للمسلمين فى ميانمار: «نحن نتعرض لـ(إبادة) وسط صمت دولى، والحكومة غير جادة فى إيقاف العنف»، كما أكد الناشط البورمى محمد نصر أن سبب عودة المذابح هو إعلان حكومة ميانمار عن نيتها منح بطاقة المواطنة للمسلمين فى آراكان، وهو ما اعتبرته الأغلبية البوذية حربا ضدهم لأنهم مازالوا يعتبرون المسلمين عرقا دخيلا على بورما، وهو ما يؤكد نية الرئيس طردهم من البلاد. ويبلغ عدد سكان بورما أكثر من 50 مليون نسمة، منهم 15% مسلمين، يتركز نصفهم فى آراكان، وتعتبرهم الأمم المتحدة إحدى أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد فى العالم.