قاضى قضاة فلسطين السابق: عرفات مات مسمومًا ورأسه ظل ينزف بعد وفاته

كتب: الألمانية د.ب.أ الإثنين 16-07-2012 13:07

كشف قاضي قضاة فلسطين السابق الشيخ تيسير التميمي الذي تولى تجهيز كفن ياسر عرفات وتغسيله، الإثنين، عن تفاصيل جديده عن اللحظات الأخيرة للرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات حيث أعرب التميمي عن جزمه بأن عرفات الذي توفي في 11 نوفمبر 2004 تعرض للقتل مسموما، وقال:«إن الدلائل وحالته الغريبة التي ظهرت حتى بعد وفاته تؤكد ذلك قطعيًا».


وقال قاضى قضاة فلسطين السابق: «إن نزيف دم استمر من رأس الرئيس الفلسطيني الراحل بعد ست ساعات من إعلان وفاته».


وأكد التميمي أنه أشرف على تغسيل جثة عرفات بعد 6 ساعات على وفاته ووصف حالة الجثة بقوله: «الدماء كانت  تنزف ولم تتوقف من أجزاء في جسده خاصة منطقة الرأس والوجه، مع وجود بقع حمراء وزرقاء في اليدين والساقين والفخذين».


وقد أجرى معهد «رادييشين فيزيكس»، في لوزان بسويسرا، تحليلاً لعينات بيولوجية أخذت من مقتنيات شخصية لعرفات استعملها قبل فترة وجيزة من وفاته، وهي أغراض تسلمتها أرملته سهى عرفات من المستشفى العسكري في بيرسي جنوب باريس حيث توفي.


وعثر المعهد على كمية غير طبيعية من مادة البولونيوم المشعة السامة، حسبما أفاد فيلم وثائقي بثته قناة الجزيرة الفضائية، قبل أسبوعين.


ويعد «التميمي» من أشد المقربين لعرفات وعمل على ملازمته خلال تعرضه لحصار إسرائيلي مشدد في مقر (المقاطعة) في رام الله في 2001.


وروى «التميمي» أن أعراض المرض بدأت تظهر على عرفات قبل ثلاثة أشهر من وفاته، «حيث كان يعاني من حالة ضعف وهزال شديدة يرافقها تقيؤ وإسهال واضطرابات عضلية في جسده».


وذكر «التميمي» أن عرفات كان يقاوم في بداية مرضه ويصر على أنه بخير ولا يعاني سوى من الأنفلونزا، غير أن صحته استمرت في التدهور بشكل متصاعد، حتى بدأ بتقيؤ أي طعام يتناوله ما أوصله إلى ضعف عام في جسده وهزال شديد.


وبينما كان يصر عرفات على استقبال زواره وهو يجلس على كرسيه بشكل طبيعي حتى ساعات الليل المتأخرة، لاحظ «التميمي» أن التدهور في صحته استمر بشكل خطير ما استدعى استقدام وفدين طبيين من تونس ومصر.


وأشار إلى أنه نصحه مع عدد من المسؤولين الفلسطينيين في بداية شهر أكتوبر بضرورة السفر إلى الخارج لتلقي العلاج لكن عرفات رفض ذلك بشدة، وكان يردد «يريدون إخراجي من فلسطين حتى يتخلصوا مني.. أريد أن أموت في فلسطين وأدفن فيها، أوصيك أن تدفني في القدس بالمسجد الأقصي».


وذكر «التميمي» أنه كان ألح على عرفات قبل يوم من سفره إلى باريس لتلقي العلاج، بضرورة الإفطار خلال ما تبقي من أيام شهر رمضان، غير أنه كان يرفض ويصر على أنه بخير وقادر على الصيام.


وتعرض عرفات لحصار إسرائيلي مشدد في ديسمبر 2001 بعد عام من فشل أبرز جولة مفاوضات مع إسرائيل في كامب ديفيد برعاية أمريكية للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي في حينه.


وفي أكتوبر عام 2004 تدهورت الحالة الصحية لعرفات، ونقل أثر ذلك إلى الأردن، ومن ثم إلى مستشفى بيرسي العسكري في فرنسا يوم 29 من الشهر ذاته، وذلك بعد تلقي تأكيدات أمريكية وإسرائيلية بضمان حرية عودته للوطن.


وبعد نقله جوا إلى المستشفي للعلاج، انقطع التميمي عن رؤية عرفات، حتى قرر في التاسع من نوفمبر السفر إلى العاصمة الفرنسية من أجل المكوث بجانبه، خاصة بعد تواتر الأنباء عن تدهور حاد في صحته.


وكشف «التميمي» أن إدارة المستشفي الفرنسي رفضت في بادئ الأمر السماح له بدخول غرفة عرفات باعتبار أنه رجل دين وسيمارس طقوسا دينية، غير أنه الح عليهم وأصر على زيارته، حيث كان يغص في غيبوبة شديدة حينها.


وعن لحظة دخوله غرفة عرفات قبل 24 ساعة من وفاته، قال «التميمي»: «مشهد الرئيس الراحل كان مفزعا، رأسه متضخم بشدة والدم ينزف، وبدا تنفسه صعبا حتى أن أغمضت عيناي فزعا».