نواف الفارس: انشققت عن نظام «الأسد» لأن وعود الإصلاح «أكاذيب»

كتب: معتز نادي الأحد 15-07-2012 11:45

 

انفردت صحيفة «صنداي تليجراف» البريطانية، الأحد، بنشر حوار مطول مع نواف الفارس، سفير سوريا لدى العراق، الذي يعرض من خلاله الأسباب التي يقول إنها دفعته إلى الانشقاق قبل أيام عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد.


وبحسب ما نشرته شبكة«BBC» الإخبارية على موقعها الإلكتروني، فقد أقر السفير السوري المنشق، بأنه شخصيا ساعد النظام في سوريا على إرسال «الوحدات الجهادية»، لمقاتلة القوات الأمريكية في العراق خلال السنوات التي أعقبت غزو تلك البلاد، والإطاحة برئيسها السابق صدام حسين، في عام 2003.


وعن دوره في تلك العمليات يقول «الفارس»: «كمحافظ في ذلك الوقت، صدرت لي تعليمات شفهية بتسهيل مهمة أي موظف مدني يريد الذهاب إلى العراق، وأنه سيتم التغاضي عن تغيبه»، مشيرا إلى أن ذلك تم بعد شعور نظام سوريا بالخطر، عقب الاحتلال الأمريكي، فشرع في التخطيط لإزعاج القوات الأمريكية داخل العراق، وشكل تحالفا مع القاعدة.


ويشير الدبلوماسي السوري المنشق إلى أن تلك «الوحدات الجهادية»، التي نفذت سلسلة هجمات انتحارية في العراق، «هي المسؤولة أيضا عن تنفيذ هجمات مشابهة في أنحاء متفرقة من سوريا، خلال الأشهر الأخيرة من الانتفاضة الشعبية التي بدأت ضد نظام الأسد في 15 مارس من عام 2011».


وأوضح أن تلك الهجمات وغيرها من الحوادث الدموية التي شهدتها سوريا مؤخرا هي التي حدت به إلى الابتعاد تدريجيا عن النظام حتى لحظة إعلان انشقاقه عنه في الحادي عشر من الشهر الجاري.


ويمضي إلى القول: «حاولت الدولة في بداية الثورة إقناع الشعب بأن الإصلاحات ستبدأ حالا، وقد عشنا على ذلك الأمل لفترة، ولكن بعد أشهر عدة أصبح من الواضح بالنسبة لي أن وعود الإصلاح تلك كانت مجرد أكاذيب».


ولفت إلى أنه اتخذ قرار الانشقاق بعدما شاهد المجازر تُرتكب، و«ما كان بإمكان إنسان أن يتصالح مع نفسه ويبقى في موقعه، بعد أن رأى ما رأيت وعرف ما عرفت»، بحسب تعبيره.


وعن تمكنه من ترتيب أمر انشقاقه دون علم النظام بذلك، كشف «الفارس» عن أنه بدأ أولا بإخراج أفراد أسرته جميعا خارج سوريا، قبل أن تقوم المعارضة السورية بتهريبه هو، إذ واظب على عمله للتمويه حتى آخر لحظة، مدركا أن كل مكالماته الهاتفية، كانت تخضع لرقابة لصيقة كدبلوماسي.


أما عن القشة التي قصمت ظهر البعير وجعلته يقفز من السفينة، فأشار «الفارس» لما رآه خلال آخر زيارة لمحافظة دير الزور قبل نحو شهر واحد من انشقاقه، قائلا: «كان هناك خراب هائل، وسقط آلاف البشر قتلى، والعديد منهم من عشيرتي، وكانت الحياة في المدينة شبه معدومة، وقد انفطر فؤادي لما رأيته، إذ كان الأمر مأساويا إلى درجة لا يمكن تصديقها».