طالب الرئيس التونسي، منصف المرزوقي، السلطات السعودية بتسليم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، لمحاكمته على جرائمه بحق الشعب التونسي خلال فترة حكمه.
وأضاف «المرزوقي» في مقابلة خاصة مع قناة «سي بي سي» ببرنامج «ممكن» مع الإعلامي خيري رمضان، مساء السبت: «يجب أن تفهم السعودية أن المصاحف دنُست في عهد هذا الرجل، وحارب الإسلام، فكيف ترضى أرض الإسلام أن تعطى حق اللجوء لشخص سرق آلاف الدولارات وأموال التونسيين».
وقال الرئيس التونسي إنه اتفق خلال لقائه بالدكتور محمد مرسي على رفض التدخل الأجنبي في سوريا، وممارسة الضغط على «أصدقاء سوريا» من أجل تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم، مؤكدا أحقية الشعب السوري في اختيار نظامه وفق إرادته، مشيرا إلى أن سوريا باتت بؤرة للصراع بين القوى الدولية.
وأوضح الرئيس التونسي أنه توقع مبكرا الثورات العربية لقناعته التامة بأن تحدي المستحيل يقود للثورات، لافتا إلى أن شرعية الشعب حلت بديلاً حتمياً لشرعية القوة، والشعوب العربية أرادت نوعية أخرى من الحكام غير العسكريين.
وأضاف «المرزوقي» أن الأداء غير المقنع للإسلاميين في مصر وتونس كان مؤثرا على اختيار الليبيين في أول انتخابات تشريعية ديمقراطية في بلادهم، موضحا أن الحركات السلفية ظاهرة تحتاج إلى معالجة ثقافية، مؤكدا أنه لن يقصى أحد إلا من أراد إقصاء نفسه.
ولفت إلى أن الحوار مع الإسلاميين هو الحل، محذرا في الوقت ذاته التيارات العلمانية من اتباع فرض الوصاية وممارسة الإقصاء.
وأكد أنه فتح الحوار مع التيارات السلفية في تونس وقادتهم، وطالبهم بممارسة الديمقراطية ونبذ العنف وفرض الرأي بالقوة، مؤكدا أنه يتعامل مع السلفيين بصحيح القانون دون تعذيب أو محاكمات ظالمة كما كان يحدث في السابق.
وأشار إلى أن الإسلاميين كانوا جزءا من الثورتين التونسية والمصرية، وما حدث في ليبيا بشأن تقدم التيار الليبرالي في انتخابات المؤتمر الوطني العام يرجع إلى عدم الأداء المقنع للإسلاميين في مصر وتونس، فأراد الليبيون اختيار فصيل آخر.
وقال الرئيس التونسي إن المشاكل الاقتصادية في بلاده أقل حدة من تفاقمها في مصر وإنه مشفق على تحمل الرئيس المصري مشكلات تعادل أضعاف المشكلات في تونس، موضحا أن مفهوم الليبرالية الاقتصادي يعد خطرا كبيرا لكونه تسبب في المشكلات الاقتصادية في أوروبا.
ولفت «المرزوقي» إلى أن الشهداء دفعوا أرواحهم فداء للثورة التونسية وهناك مشاكل روتينية وقانونية، مما يحول دون حصولهم على حقوقهم كاملة وهذه المشكلات تتطلب مزيدا من الوقت لحلها، مؤكدا عزمه في تنفيذ الحل.
وأضاف أن المتاجرين بالدم والثورة زاد الأمر صعوبة للتحري الدقيق عن الشهداء الحقيقيين، مشيرا إلى أن ما يحدث في سوريا يدفع للشعور بالشفقة على من سيتولى ملف الشهداء والجرحى السوريين لاحقا.