لجأت كوريا الشمالية لفرض المزيد من الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا بنشرعدد من مراكز الحراسة لتقييد الوصول إلى العاصمة بيونج يانج، بعد أن أغلق الزعيم كيم جونج-أون مدينة كيسونج الحدودية بعد عودة منشق من كوريا الجنوبية، مشتبه بإصابته بفيروس كورونا المستجد«كوفيد 19».
وتضمنت مراكز الحراسة البالغ عددها نحو 40 مركزا، نقاط تفتيش عند نقاط الدخول والحدود الرئيسية في بيونج يانج، بما في ذلك محطات مترو الأنفاق ومحطات الحافلات لمسافات طويلة، بغرض منع أي تدفق محتمل للفيروس.
وكان المنشق الكوري عاد إلى بلاده بعد 3 سنوات قضاها في كوريا الجنوبية، فيما دخل البلاد عبر ممر مائي لم تظهر ملامحه لدي السلطات الجنوبية.
واتخذت كوريا الشمالية إجراءات مشددة منذ الإعلان عن الإصابات الأولى لفيروس كورونا في الصين، حيث أغلقت كافة حدودها وفرضت حجرا صحيا لمدة 30 يوما على العابرين لحدودها.
من جانبه، أعرب زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، في الذكرى الـ 67 للهدنة الموقعة بين بلاده وبين الجارة الجنوبية عقب 3 سنوات من الحرب، عن تقديره رؤية المحاربين القدامي، سواء الكوريين أو الصينيين، مشيرا إلى أن المآثر البارزة التي اجترحها أفراد الجيل المنتصر في الحرب في الخمسينات من القرن الماضي، تحت قيادة الزعيم الرئيس كيم إيل سونغ، تتوطن في أعماق القلوب مع مرور الزمن.
وتابع قائلا: «لقد كانت حرب التحرير منقطعة النظير من حيث قساوتها وحدة المواجهة فيها، بكونها حرب الدفاع الضروس عن الوطن لحماية جمهوريتنا التي تأسست توا ومصير عشرات الملايين من أبناء شعبنا ومستقبلهم، وفي الوقت نفسه، أول حرب شاملة دارت بين القوى المستقلة والقوى التسلطية، وبين الاشتراكية والرأسمالية مع بداية الحرب الباردة بعد الحرب العالمية الثانية في هذه الحرب التي لم يكن بالإمكان فيها مطلقا التقارن بين جانبنا والعدو في كافة المجالات مثل السلاح والأعتدة الحربية والقدرة الاقتصادية».
وأضاف أن هذه الحرب عرفت بلاده بدقة على الطابع العدواني لأمريكا، موضحا إن أفراد الجيل المنتصر في الحرب هم أفراد الجيل الباعث على الفخر، الذين خلقوا التاريخ الجديد لمواصلة الثورة الكورية باذلين دماءهم وأرواحهم، وتابع: «كان التاريخ الممتد إلى ما يقرب من 70 سنة بعد الحرب استمرارا للمواجهة القاسية مع العدو التي لا يمكن اعتبارها فترة سلام، وازدادت التهديدات والضغوط من جانب الإمبرياليين لكبح التطور».
وأشار إلى أن الحرب هي صدام مسلح يمكن أن يدور ضد خصم يستهان به فقطو حاليا، لا يستخف بكوريا أحد، وتابع: بفضل قدراتنا الرادعة النووية المأمونة والفعالة للدفاع الذاتي، لن يعود كلام الحرب على هذه الأرض، وسيضمن أمن دولتنا ومستقبلها بكل أمانة إلى الأبد.
وذكر أنه مرت سنوات طويلة وتغيرت الأشياء الكثيرة منذ انقطاع أصوات مدافع الحرب، ولكن الروح السامية التي أظهرها شهداء الحرب والرفاق المحاربون القدامى ما زالت اليوم تشجع وتلهم شعبنا إلى خوض النضال الجديد، وتابع: «نتصور الآن في وجوهكم، أنتم الرفاق المحاربين القدامى، وجوه جميع رفاقكم في السلاح الذين لم يعودوا من الجبهة في تلك السنوات العصيبة، والشهداء الذين لن ننساهم نظرا لأنهم نذروا أنفسهم في البناء الاشتراكي، ولم يحدث أن ننسى سخطكم وحفيظتكم، أنتم الذين اضطررتم إلى التراجع، حابسين دموع الدم، بعد دفن جثث رفاقكم في السلاح على ضفاف نهر راكدونغ القريب جدا من البحر الجنوبي الكوري، لافتقاركم إلى البنادق».
وأضاف «أشعر ببالغ الأسف والضيق لمرور الزمان، حين أرى الشيب جلل رؤوس الحاضرين وقد فارقنا كثير من الرفاق المحاربين القدامى ربما لاستحالة كبح مرور الزمن».