رئيس الموساد السابق: الربيع العربي أبعد خطر الحرب عن إسرائيل 3 أو 5 سنوات

كتب: بوابة الاخبار السبت 14-07-2012 07:52

 

قالت مصادر أمنية مسؤولة لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية، الجمعة، إن الانتفاضات الشعبية في العالم العربي «فاجأت إسرائيل مثلما فاجأت الدول التي انفجرت فيها، وهي حبلى بالمزيد من المتغيرات، للأسوأ أو للأحسن، وهذا يحتاج إلى رصد ومتابعة إسرائيلية، حتى لا تنشأ مفاجآت أخرى بنفس المستوى».

وكشفت تلك المصادر للصحيفة، حسبما نقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية الصادرة صباح السبت، أن نطاق عمل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «اتسع، وانضمت إليه جبهات جديدة مثل تركيا وسيناء».

يأتي هذا بعد أن اختتم سلاح الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي دورة تعليمية للفوج الجديد فيه، الجمعة، في حفل تخريج كبير قصد منه توجيه رسالة علنية إلى الدول المجاورة لإسرائيل والدول المحيطة، أنها «تريد التجسس عليها»، بحسب الصحيفة اللندنية.

وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن هناك زيادة كبيرة جدا في عدد ومضمون المشاركين في هذه السنة عن السنة الماضية، تصل إلى 25%، وضم مجموعة من خريجي الجامعات، من اللقب الأول وحتى الدكتوراه، وعددا من الأطباء، فضلا عن مقاتلين متفوقين ممن سيرسلون في مهمات حساسة وخطرة في الخارج.

وهناك اختلافات كبيرة في تقديرات وتحليلات المسؤولين الإسرائيليين في أجهزة المخابرات أيضا، حول ما يجري في العالم العربي في السنتين الأخيرتين.

فهناك من يراها فرصة للتحول للديمقراطية وهناك من يراها كارثة لإسرائيل وشعوب المنطقة، وما بين هذا وذاك هناك عشرات التقديرات الأخرى.

وتنعكس هذه الاختلافات على موقفي رئيسي الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والدولة، شيمون بيريز، فالأول يعتبر ما جرى ارتدادا إلى الوراء و«ثورات لم تجلب سوى الفوضى وحكم الإخوان المسلمين»، ويحاول استثمار ذلك مجددا لصالح إسرائيل، التي يقول إنها «الدولة الديمقراطية الحقيقية في المنطقة، التي يسود فيها احترام حقوق الإنسان ومساواة المرأة».

بينما يرى بيريز أن هذه ثورات حقيقية في العالم العربي ويدعو إسرائيل ألا تخاف من «الإخوان»، «فهم أيضا يتغيرون، ولديهم جيل من الشباب الذي يرفض الفكر التقليدي القديم لـ(الإخوان) ويطالب بالتجديد والانفتاح».

وجاء الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجية (الموساد)، مائير داجان، برأي انتقادي حاد للحكومة الإسرائيلية، لأنها «لا تفهم حقيقة ما يدور حولها، ولا تدري كيف تتعاطى معه»، حسب قوله.

وخلال محاضرة له أمام مؤتمر «القادة يتحدثون»، الخميس، قال: «بوسعي القول بحذر إن الأحداث من حولنا لم تنته، وإسرائيل تواجه تحديا غير بسيط، لأننا لا نعرف ما تلده الأيام، هناك تصدعات في كل واحدة من الدول المجاورة لنا، وليس هناك انسجام عشائري ولا ديني، والتوازنات تختلف من بلد إلى آخر، وهذا يوفر لإسرائيل فرصا، ولكن أيضا مخاطر ينبغي الاستعداد لمواجهتها».

واعتبر «داجان» أن الأحداث في المنطقة العربية «تبدد الخطر عن إسرائيل لثلاث أو خمس سنوات»، ولكنه طمأن إسرائيل بأن هذه الثورات «أبعدت الخطر العسكري عنها».

وقال: «على المدى القصير اختفى الخطر العسكري عن إسرائيل للسنوات الثلاث أو الخمس المقبلة، ولا يمكنني تجاهل المدى البعيد، حيث الآيديولوجيا الإسلامية يمكن أن تترجم إلى فعل عسكري ضد إسرائيل، ولكن احتمال حدوث ذلك حاليا يبدو متدنيا».

وأضاف: «مصر بحاجة إلى توفير حلول لأزمتها الاقتصادية التي لها أساس عالمي ولمستوى تعلقهم بالمساعدة الأمريكية، وكذلك بتراجع دخولهم وغياب السياحة، كما أن أزمة سوريا ليست مرتبطة بشخصية بشار الأسد وإنما بالصراع الدائر من عشرات السنين بين التيارات المختلفة».

وتابع: «وبحسب تقديري فإن الحرب لا تنتهي هناك، ومن ناحية الأسد فإما أنه يركب نمرا أو أن النمر سيفترسه، أما الأردن فيهمه اتفاق السلام بقدر ما يهمنا، والجامعة العربية أقل قومية مما كانت في السنوات الأخيرة».