«الحكومة» تنفى هدم مقابر أثرية بـ«محور الفردوس»

كتب: هشام شوقي, إبراهيم معوض, سحر المليجي الإثنين 20-07-2020 21:23

نفت وزارة السياحة والآثار وجود أعمال هدم بمنطقة «جبانة المماليك» والتى تضم مقابر تاريخية وآثارا إسلامية تعود لنحو 5 قرون، وذلك لإنشاء «محور الفردوس»، حيث أكد الدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، أن هذا الكلام عار تماما عن الصحة.

وأضاف «طلعت» أن محور الفردوس بعيد عن الآثار الإسلامية المسجلة بـ«جبانة المماليك»، مؤكداً أنه لم يتم هدم أى أثر، والمقابر الموجودة بالصور المنشورة مبانٍ غير مسجلة فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية لكنها حديثة وتخص أفرادا، منبهاً إلى أنه رغم أن هذه المقابر غير مسجلة كأثر، فإن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار وجه بتشكيل لجنة علمية فنية لمعاينة الشواهد والأحجار التى تشتمل على نقوش زخرفية أو كتابية لتتم دراستها وبحث إمكانية عرض جزء منها ببعض المتاحف كجزء من تراث مصر المتميز.

وتابع «طلعت» أن مسار المحور يبدأ من ميدان الفردوس بشارع صلاح سالم ويعبر طريق الأتوستراد بكوبرى علوى بشارع الطيران بمنطقة الدويقة إلى محور المشير، وجارٍ إزالة المعوقات من جبانات بمنطقة جبانات الغفير وعقارات بشارع الطيران من مزلقان السكة الحديد من أول شارع الطيران إلى ميدان الوحايد وإلى أول مدخل مساكن سوزان مبارك وذلك لتخفيف الضغط المرورى ولربط شارع صلاح سالم بمحور المشير فى حضور اللجنة المشكلة لتنفيذ المشروع والتى تضم لفيفا من الأجهزة المعنية من التنسيق الحضارى وجهاز التعمير ورؤساء الأحياء وغيرهم.

وأوضح «طلعت» أن منطقة صحراء المماليك بشرق القاهرة تقع فى سفح جبل المقطم، واختارها المماليك الشراكسة لتكون حاضنة لآثارهم ومساجدهم، وذلك بعد التضخم السكانى للقاهرة القديمة خلال العصور التى سبقتهم وأنه يتراوح عمر المنطقة بين 600 إلى 700 عاما، وهى منطقة نادرة من حيث احتوائها على هذا الكم الهائل من الآثار الإسلامية، حيث تضم نحو 30 مسجداً معظمها من الطراز الضخم النادر، وأشهرها قايتباى، وبرسباى، والمسجد الكبير، ومسجد قرقماس، ومسجد ابن برقوق، ومسجد وقبة الإمام الشافعى، وغيرها من الآثار الإسلامية النادرة.

وقالت الدكتورة سهير حواس، خبيرة الحفاظ العمرانى والرئيس السابق للمشروعات بجهاز التنسيق الحضارى إن إنشاء محور الفردوس على أنقاض مقابر المماليك يعد تعدياً على التراث المصرى، لافتة إلى أن هذه المنطقة بالمقابر تدخل فى نطاق القاهرة التاريخية المعتبرة تراثاً عالمياً طبقاً لمنظمة اليونسكو ومسجلة منطقة حماية طبقا للقانون رقم ١١٩ لسنة ٢٠٠٨ والعديد من المقابر والأحواش خاصة المرتبطة بشخصيات تاريخية أو ذات الطراز المعمارى المتميز مسجلة تراثا طبقا للقانون رقم ١٤٤ لسنة ٢٠٠٦وقد سبق من عدة سنوات طرح تنفيذ المحور وتم إيقافه من قبل الجهاز القومى للتنسيق الحضارى الذى كنت أمثله خلال اجتماعات مناقشة هذا الأمر.

وأكدت «حواس» لـ«المصرى اليوم» أن تلك المقابر تضم كنوزا معمارية نادرة ويجرى تدميرها بكل اجتهاد، وأنه تم طرح هذا المشروع منذ عدة سنوات وتم تجميده، لأن المنطقة مسجلة كتراث، والقانون المحلى والدولى، والدستور المصرى ينص على حماية التراث، متساءلة: كيف يتم انتهاك التراث بهذا الشكل، وأين رأى المعهد القومى للتخطيط وجهاز التنسيق الحضارى ومحافظة القاهرة والأزهر، لافتة إلى أن المنطقة ليست أثرية لكنها تضم مقابر تراثية.

وأضافت: «المنطقة لها طبيعة تراثية وأثرية وإنسانية، وتواصل معى أكثر من 100 ممن تم دفن أسرهم فى تلك المنطقة، يتساءلون عن كيفية نقل رفات ذويهم»، مؤكدة أنه من خلال تخصصها العلمى، فإن أسهل الحلول العلمية هو اعتماد خطة المرور العابر من خلال الكتلة اليمنية أو التراثية، والذى لا يراعى الدراسات التاريخية، إذ يعتمد فقط على حل المشاكل المرورية بطريقة الاختراق، وهو من أضعف الحلول ما يؤكد عدم وجود فكر تخطيطى، لأنه لا يجوز أن ينتصر الحل المرورى على التراث والتاريخ والإنسانية، ويجب إيجاد حل مرورى يسهل على المواطنين حياتهم وفى الوقت نفسه يحافظ على تاريخهم.

فى سياق متصل، أعلنت محافظة القاهرة، أمس، أن مسؤوليها استكملوا أعمال الإزالات المطلوبة لتنفيذ محور الفردوس، بداية من ميدان تاكى بحى الوايلى مروراً بميدان الفردوس ومقابر الغفير إلى نهاية شارع الطيران، بصحبة مسؤولى جهاز تعمير القاهرة الكبرى الجهة المنفذة للمحور الجديد ورؤساء الأحياء المختصة والسكرتير العام المساعد للمحافظة. ونفت المحافظة بدورها ما تردد حول هدم مواقع أثرية أو مسجلة ذات طابع معمارى خاص، مؤكدة أن المشروع مستوفى الدراسة وتصاريح الهدم ومر على جميع اللجان المختصة المعنية بذلك.

وقال إبراهيم عبد الهادى، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، لـ«المصرى اليوم»، إن المشروع يمضى على قدم وساق وسينتهى فى الفترة الزمنية المحددة له، ولا صحة لما يتردد عن وجود أجزاء مسجلة آثار إسلامية أو مبانٍ ذات طابع خاص فى المشروع المستوفى الدراسة والتصاريح اللازمة.

وبدوره أكد اللواء محمد حنفى، السكرتير العام للمحافظة أن ما تمت إزالته تعديات على أملاك الدولة وتم إخطار جميع الأهالى المتعدين عدة مرات بأمر الإزالات.

وكان عدد من محبى التراث المصرى دشنوا هاشتاج على موقع التواصل الإلكترونى «فيس بوك» بعنوان «أنقذوا تراث مصر» يطالبون فيه بوقف التعدى على التراث المصرى.