عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ونظيره اليمني الدكتور معين عبدالملك، مؤتمرًا صحفيًا، عقب جلسة المباحثات الثنائية التي جرت بمقر مجلس الوزراء اليوم.
ورحب الدكتور مصطفى مدبولي في مستهل كلمته بالدكتور معين عبدالملك، رئيس مجلس الوزراء اليمني، والوفد رفيع المستوى المرافق له خلال زيارته لمصر.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: «كنا نتطلع إلى إتمام هذه الزيارة منذ فترة»، مؤكدًا على قوة العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين، والتي تضرب بجذورها في عمق التاريخ، مشددًا على دعم الدولة المصرية الكامل للحكومة اليمنية، والشرعية اليمنية الممثلة في الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى، والحكومة برئاسة الدكتور معين عبدالملك، بما يسهم في دعم استقرار ووحدة وسلامة أراضي اليمن الشقيق.
وأكد رئيس مجلس الوزراء المصري أن الأمن القومي لليمن هو أمن قومي لمصر وللأمة العربية جميعًا، قائلًا: إن الاهتمام الكبير جدًا من جانب مصر لدعم استقرار ووحدة وسلامة أراضي اليمن، يعد استقرارًا لمصر، مشيرًا إلى موقع اليمن الجغرافي، والذي يقع على بحر العرب ومضيق باب المندب، هو ما يزيد من أهمية العمل على دعم الاستقرار في اليمن الشقيق، نظرًا لارتباط ذلك بأمن المنطقة بأسرها، وفى هذا الصدد أكد رئيس مجلس الوزراء حرص مصر على تقديم جميع أوجه الدعم السياسي واللوجيستى للأشقاء في اليمن.
ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى أن مصر تشرف باستضافة أكثر من مليون مواطن يمني على أرض مصر، وأن الحكومة المصرية حريصة كل الحرص على أن يتم معاملتهم كأشقائهم المصريين، فلهم ذات الحقوق ويحصلون على نفس الخدمات التي يحصل عليها المصريون، مشيرًا إلى أنه مازال هناك دعم كبير في علاج المواطنين اليمنيين، كما أن هناك آلافًا من الدارسين اليمنيين في الجامعات المصرية، ومصر تحرص على تقديم كل الدعم والمساندة لأشقائها في اليمن.
وشدد رئيس مجلس الوزراء على رفض الحكومة المصرية لأي نوع من التدخلات الإقليمية من الدول غير العربية في اليمن، لكونه يُزعزع الاستقرار هناك، ويزيد من صعوبة وتعقد المشهد اليمني، لافتًا إلى أن مصر تثمن وتؤيد الجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية، والتحالف العربي لدعم الشرعية لدعم ومساندة جهود وحدة واستقرار اليمن.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن المباحثات مع رئيس وزراء اليمن شهدت تناول العديد من الملفات المهمة من خلال الوزراء المرافقين له، مع نظرائهم المصريين، لافتًا إلى أنه سيكون هناك لقاءات ثنائية لكي نستثمر هذه الزيارة المهمة، مشيرًا في هذا الصدد إلى أن رئيس وزراء اليمن طلب دعم مصر ومساعدتها في العديد من المجالات في مرحلة إعادة الإعمار والتعافي في الدولة اليمنية، والاستفادة من الخبرات المصرية الكبيرة في عدد من القطاعات والمجالات، كالبنية الأساسية والتشييد والبناء ونقل تجارب المدن الجديدة التي قامت به مصر، والتي كان رئيس مجلس الوزراء اليمني على إطلاع تام بها.
وأكد مدبولي قناعته بأنه مع دخول اليمن الشقيقة في مرحلة التعافي وإعادة الاعمار، سيكون هناك دور كبير للشركات المصرية والخبرات الفنية المصرية في دعم عملية إعادة الإعمار هناك في المستقبل القريب.
وجدد رئيس مجلس الوزراء الترحيب بنظيره اليمني، مؤكدًا أنه تم التوافق على تحديد موعد في أقرب فرصة لعودة انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، لتفعيل كل أوجه التعاون بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.
من جانبه، توجّه الدكتور مُعين عبدالملك، رئيس مجلس الوزراء اليمني، بالشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي، وللحكومة المصرية، لاستقبال الوفد اليمني في هذا التوقيت الدقيق، في وقت يمر فيه اليمن بمرحلة صعبة، مؤكدًا على أن مصر دائما حاضرة في وجدان كل يمني.
وأضاف رئيس مجلس الوزراء اليمنى خلال المؤتمر الصحفي، أن مباحثات اليوم، تمثل فرصة حقيقية ومهمة، حيث سمحت بتبادل وجهات النظر في كثير من الملفات، مشيرًا إلى أن هذه المباحثات تطرقت لمناقشة مسألة ترابط الأمن القومي المصري واليمنى، والتحديات التي يمر بها الملف اليمني حاليا، مؤكدًا على أن قيادتى البلدين لديهما رؤية موحدة حول طبيعة المخاطر التي تهدد المنطقة والأمن القومي العربي بشكل عام.
وأوضح الدكتور معين عبدالملك أنه تم طرح ملف السلام بشكل عام، وتمت مناقشة «اتفاق الرياض» الذي نؤمل عليه كثيرا الآن في تحقيق استقرار سياسي يتيح مرحلة تعاف للدولة اليمنية، فمرحلة بناء المؤسسات هي مرحلة تحد بالنسبة لنا جميعا.
وقال الدكتور مُعين عبدالملك: كان مهما أن نطلع على التجربة المصرية، خاصة وأننا في مرحلة التعافي، ونعول بشكل كبير على الأشقاء في مصر لدعمنا بالخبرات والمعارف والدعم التقني والفني اللازم لإعادة بناء المؤسسات الحديثة في اليمن، في ظل ما نمر به من حرب أهلية ممتدة منذ 4-5 سنوات.
وأشار رئيس مجلس الوزراء اليمني إلى أن المباحثات شهدت كثيرًا من النقاشات حول الملفات الاقتصادية، والمجالات المختلفة المتعلقة بالدعم الفني لكثير من القطاعات، كقطاع الكهرباء، وكذا ملف أوضاع المواطنين اليمنيين المقيمين في مصر، وفي هذا الصدد شكر رئيس مجلس الوزراء والحكومة المصرية على التسهيلات المقدمة للمواطنين اليمنيين في مصر.
كما تطرقت المباحثات إلى مناقشة ملفات أخرى تتعلق بالدعم الصحي والتدريب والتأهيل في عدد من المجالات، وفي هذا الصدد أكد رئيس مجلس الوزراء اليمني أن ذلك سيمثل فاتحة خير لعدد من اللقاءات والنقاشات الثنائية، وعودة انعقاد اللجنة العليا المشتركة الذي انقطع لسنوات عدة، خاصة في ضوء العلاقات القوية بين البلدين الضاربة في التاريخ، والتي لها وضع خاص في العلاقات «العربية – العربية».