«سي إن إن»: الجليد بين الخليج و«الإخوان» لم يتحطم بعد

كتب: بوابة الاخبار الخميس 12-07-2012 16:12

 

تناولت شبكة «سي إن إن» الأمريكية، علاقة مصر الخارجية، بعد تولي الرئيس محمد مرسي الرئاسة، وقالت: «إن مرسي قدم مؤشرات أولية تؤكد على وقوفه إلى جانب الشعبين الفلسطيني والسوري، إلا أن (طبقة الجليد) في علاقة دول الخليج بجماعة الإخوان المسلمين ما زالت لم تتحطم بعد».


وقالت: «إن دول الخليج التي كانت ترتبط بتحالفات وثيقة مع القاهرة طوال السنوات الماضية، تشعر بقلق حيال تاريخ طويل مع التعاون بين جماعة الإخوان وإيران، لكن البعض يرى أن في هذه المخاوف بعض المبالغة، وأن الجماعة كانت قد اختارت هذا الطريق خلال المواجهة مع النظام المصري السابق، ويمكنها أن تعود عنه دون خسائر كبيرة».


ونقلت عن محللين قولهم، أنهم يرون أن الواقع سيفرض نفسه في نهاية المطاف، مع حاجة مصر الماسة للاستثمارات الخارجية والدعم الاقتصادي، ووجود ملايين المصريين في دول الخليج، رغم تعهدات مرسي بأن مصر ستكون حرة بسياساتها الخارجية وعلاقاتها الدولية.


وأشارت إلى تأكيدات رئيس مجلس الشورى المصري، أحمد فهمي، أحد قادة الجماعة، أمام وفد بحريني، دعم مصر الكامل لأمن دول الخليج العربية، «كونه خطاً أحمر لمصر، ولا يمكن تجاوزه بأي حال»، موضحة أنه نفس المصطلح الذي كانت القاهرة تحرص على استخدامه خلال بمواجهة إيران السنوات الماضية.


وأوضحت أن هناك لاعبًا إقليميًا جديدًا في المنطقة، هو تركيا، فذلك المرتبط بمصر تاريخيًا، وهو على صلة بأفكار جماعة الإخوان المسلمين.


ونقلت عن محمد عز العرب، الباحث بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، قوله إن «من مصلحة السياسة الخارجية المصرية التركيز على حسن الجوار والالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات الموقعة بين مصر وجميع دول العالم، لاسيما وأن حجم التحديات الداخلية التي تواجه الرئيس كبيرة ومتشعبة».


وتوقع «عز العرب»، أن يسعى الرئيس المنتخب «لإظهار صورة لحكم الإسلاميين يختلف عن الصورة القائمة التي ظهرت عبر حكم الإسلاميين بإيران، وذلك بالانفتاح على العالم والعمل على عودة مصر إلى الساحة الدولية كعنصر نشط وفاعل في المرحلة المقبلة».


أما بالنسبة لشكل العلاقة مع إيران وسوريا، قال عز العرب: «سيكون هناك علاقات مع طهران بالطبع، لكن دون انتقاص من علاقة مصر بدول الخليج، مستبعدًا في الوقت نفسه إقامة علاقات مع سوريا، بسبب وحشية نظام الأسد، إذ إن مرسي يقدم نفسه على أنه يمثل الثورة لا يمكن أن يدعم نظاما سلطويا».


وقال عز العرب: «إن مصر ستحاول تقوية علاقاتها مع دول الخليج، في ظل روابط سياسية واقتصادية قوية، والتي تواجه تحديات بارتباطها بعلاقات قوية مع الرئيس السابق، حسني مبارك، كما تخشى الأخيرة من امتداد الثورة المصرية إليها بعد وصول مرشح الإخوان إلى الحكم، لاسيما أنه تنظيم دولي عابر للحدود له قدرة كبيرة على الحشد و التعبئة»، على حد قوله.


وتوقع المحلل السياسي أيضا حدوث تغير بالسياسة المصرية تجاه حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، والتي ربما تحصل على دعم كبير خلال الفترة المقبلة من شأنه إطلاق عجلة مصالحة فلسطينية بينها وبين حركة فتح، لافتًا أن ذلك «قد يتسبب بمعضلة بوضع علاقة دولة بحجم مصر بحركة إسلامية، خاصة وأن العلاقات الدولية تكون بين البلدين وليست مع منظمات».

 

وأشار مراد محمد علي، المتحدث الرسمي لحزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، إلى أن رؤية الحزب حول العلاقات مع إيران تشير إلى أنها «دولة مهمة بالمنطقة يجب على مصر التعاون معها، مع الحفاظ على أمن دول الخليج واستقرارها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ورفض محاولاتها لنشر المذهب الشيعي».


وأوضح أن جماعة الإخوان المسلمين «عبارة عن تيار فكري وليست تنظيما دوليا أو عالميا، فإخوان كل دولة هم أدرى بظروفها، وكذلك إخوان سوريا وفلسطين والأردن، فلا يوجد مركزية في التعامل»، على حد تعبيره.


وقال المستشار الإعلامي السابق لحملة مرسي: «إن رؤية الحزب حول العلاقات المصرية الخليجية تنصب على إقامة علاقات قوية بينهما، حيث يرتبطان بعلاقات أمنية واقتصادية واستراتيجية، كما ترفض مصر التدخل في شؤونهم الداخلية».


من جانبه، قال علي عبد الفتاح، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، إن «المبادئ العامة لمشروع النهضة، والذي اعتمد عليه الرئيس مرسي في حملته الانتخابية، يهدف إلى التوازن والاستقلالية والبعد عن التبعية بالتعامل مع كل دول العالم، وليس دولة بعينها»، مستبعدًا أن تقيم مصر علاقات مع سوريا في ظل وجود نظام بشار الأسد.