ثلاث وقفات لابد منها (شعر) محمد الشحات

كتب: اخبار السبت 18-07-2020 21:15

الوقفة الأولى

كانت تحمل

بعضا

من أوراق التوت

وتمسك بين أصابعها

أول خيط

من شرنقة

القز

وتحلم أن تصنع

ثوبا للأعراس

ضاعت كل مواسمها

ذبلت أوراق التوت

وما زالت تمسك

بين أصابعها

بأول خيط

من شرنقة القز

■ ■ ■

كانت تبحث

عن فارسها

وتغلف

بعضا من أثواب العرس

وتجلس قرب النافذة

تحملق فى كل المارين

لعل فتاها

حين يراها

يعرفها

ظلت تنظر عبر النافذة

عادت كل الفرسان إلا فارسها

فعادت لتغلف

بعضا من أثواب العرس

وتجلس قرب النافذة.

■ ■ ■

خارت كل قواى

وغطانى الشيب

وما زالت بعض النسوة

تسكننى

وتغازلنى

فأحاول أن أتحاشى

ما نام بذاكرتى

آه يا طير صبايا

ما زلت ترفرف

فأسكن فى أعشاشك

واتركنى فى شيبى

■ ■ ■

سقطت بعض

من أشواك الصبار

على ثوبى

داعبت هواء الغرفة

كى تتطاير

أو تتلاشى

بعض مرارات الصبار

تمزق ثوبى

وظل الصبار

ينام بحلقى

الوقفة الثانية

كَانَتْ رَائِحَة الْمَوْتِ

تحلق فوقى

وَأَنَا مَا عدت أفرق

مَا بَيْنَ وُجُوهِ الْموتى

وَموتى

■ ■ ■

كنت أُحَاوِلُ

أَنْ أَنْفُضَ حزنى

أن أودعه

فى رُكْن

مَنْ أَرْكَانِ الصدر

أُحَاوِلُ

وَأخرج منتشيا

كى مَا أَبْدَأُ يومى

فَاسْتَعْصَمَ

حَتَّى أراوده

أَوْ يَملك نصفى

■ ■ ■

عدت إلى صمتى

فكنت أُحَاوِلُ

أَنَّ أمْسِكَ

سوطى

حَتَّى حِينَ أشدُ الْكَلِمَاتِ

أُرَاوِدُهَا

أَوْ أملك حرفى

■ ■ ■

مال عَلَى صَدْرٍ

كَانَ يُحَاوِلُ

أَنْ يَسْمَعَ

بَعْضًا

مِمَّا كنت أُحَاوِلُ

أَنَّ أخفيَه

وَلا أَدَرَى

كَيْفَ الْتَصَقَ

وَسَكَنَ بجوفى

■ ■ ■

كنت أُقَاوِمُ ضعفى

وأعود إلى ذاكرتى

فأحاول أَنَّ أنفضها

كى مَا أسقط

بَعْضًا

مِمَّا كَانَ يُزَاحِمُهَا

فيظل الْحُزْنَ يلاحقنى

وَيَنَامُ بجوفى

■ ■ ■

قلت لحزنى

ألا يَكْفِيكَ

مرارات

تسكن فى حلقى

فَانْفَجَرَ بِوجهى

وَظَلَّ يُحَمْلِقُ

فِيمَا كنت أحاول

أَن أخفى خوفى

الوقفة الثالثة

سَاوَمْت وجهى

عَلِّه

يبقى عَلَى بَعْض الْمَلاَمِحِ

كى تذكرنى

بِمَا قَدْ عشته فى رحلتى

■ ■ ■

كَانَ الْغِنَاءُ

يَشَح مَنْ لغتى

وَلا أجد المعانى

حِينَ أَقْصِدُهَا

فأبكى كلما

ضَنَّ الْغِنَاء

■ ■ ■

أَيْنَ الْبُكاءُ

وإن بكيت

فَلَا يَجف الْحُزْن

منْ وجعى

وإن ضَاقَتْ عيونى

فَقَدْ أَشد الدَّمْعَ

مَنْ عَيْن السَّمَاء

■ ■ ■

لا أستحى

إذ مَا اِرْتَجَفْتِ

فَقَدْ يعيد الخوف

بَعْضَا مَنْ صَفَاءِ الْقُلَّبِ

أو يَنْمُو بعودى

كى يَجف