«حاولوا تأديبه لاعتدائه على والدهما بالمسجد».. كشف غموض العثور على جثة مريض عقلي بالدخيلة

كتب: ناصر الشرقاوي الجمعة 17-07-2020 17:31

تمكنت إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الإسكندرية في كشف غموض واقعة العثور على جثة مريض عقلى بالطريق الساحلي الدولي، إذ تبين أن مرتكبى الجريمة تاجري قطع غيار استعانوا بأصدقائهما لتأديب المتهم لسابقة اعتداءه على والدهما بالمسجد فقاموا بأختطافه وتعذيبه حتى الموت.

تفاصيل صادمة كشفتها تحقيقات النيابة العامة التي أشرف عليها المستشار مصطفى المنشاوى رئيس نيابة الدخيلة بدات ببلاغ تلقاه اللواء سامي غنيم، مدير أمن الإسكندرية، يفيد ورود بلاغ لقسم شرطة الدخيلة بالعثور على جثة شخص مجهول بالطريق الساحلي الدولي بنطاق القسم.

انتقل المقدم أحمد الصيرفي، رئيس مباحث قسم شرطة الدخيلة وقوة أمنية إلى موقع البلاغ، وتبين وجود جثة لرجل في العقد الرابع من العمر، حافي القدمين، وعاري الجسد السفلي من الجسد، وبها آثار تعذيب.

على الفور وجه مدير الأمن بسرعة تشكيل فريق بحث بإشراف اللواء شريف رؤوف مدير ادارة البحث الجنائي، ضم كل من العميد رمضان عبدالرحمن، رئيس مكتب جرائم النفس بالمديرية، العميد محمود الحصاوي، رئيس قطاع البحث بالمديرية، والعميد محمد حبشي، من قطاع الدخيلة، والعقيد خالد عبدالفتاح، والمقدم محمد الطباخ، مفتشا مباحث الدخيلة.

وتبين من التحريات المكثفة أن الجثة لشخص مُبلغ بغيابه يدعى «صلاح.م.م.ع» 49 سنة، مقيم بدائرة قسم شرطة الجمرك.

وأكدت التحريات أن المجني عليه يعاني من مرض عقلي، وسبق دخوله مستشفى المعمورة للأمراض العقلية والنفسية نحو 5 مرات.

بدأ فريق البحث العمل على عدة محاور بفحص علاقات المجنى عليه وأخر المشاهدات وعمل التحريات اللازمة بمحيط مسكنه.

وكشفت جهود الفريق عن وجود خلافات بين المجنى عليه وأحد الاشخاص قبل مقتله بأيام، إذ تبين اعتداء المذكور على صاحب ورشة ميكانيكا داخل دورة مياه مسجد بسلاح أبيض «كتر»، ما ألحق به إصابة بالغة بطول الوجه، وعزم أبناء المصاب الانتقام منه.

أكدت التحريات صحة المعلومات، وأن نجلي الشخص المصاب في وجهه كلا من «ع.ص» صاحب شركة استيراد قطع غيار سيارات، وشقيقه «م.ص» تاجر قطع غيار سيارات، قاما بالتعدى على الشخص المتوفي بعد الاعتداء على والدهما، ولكن الجيران أكدوا لهما أنه مريض عقلى وليس عليه حرج وقاموا بتخليصه من أيديهما، إلا أنهما عقدا العزم على الانتقام لوالدهما بمشاركة 5 آخرين من أصدقائهما بينهم «عامل، ومحام، وكهربائي سيارات، وتاجر».

وعلى الفور تم إستصدار إذن من النيابة العامة وألقى القبض على المتهمين وأحيلوا إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيق.

وأمام محمود حافظ وكيل أول نيابة الدخيلة أعترف المتهمون تفصيلا بإرتكاب جريمتهم وقررا ان بداية الواقعة يوم الجمعة الماضى وتحديدا عقب صلاة العشاء، عندما اكتشف «ص» 70 عاما، صاحب ورشة ميكانيكا بمنطقة رأس التين، والد المتهمين الأول والثاني، وجود أحد الأشخاص داخل دورة مياه المسجد بمنطقة بحري.

وأشارت التحقيقات أن المذكور طلب من المجني عليه الخروج من دورة المياه المغلقة حاليا- وفقا لإجراءات مواجهة كورونا- إلا أنه اعتدى عليه بـ «كتر» ما أصابه بجرح قطعي بطول الوجه.

وتمكن المصلين ونجلى العجوز المصاب من ضبط المجني عليه، وتبين أنه مختل عقليا، وسبق حجزه بمستشفى المعمورة، وجرى تحرير محضر بالواقعة بقسم شرطة الجمرك.

وأضافت التحقيقات إن إصابة والد المتهمين تركت في نفسهما أثرا عميقا خاصة أنه جرح بالوجه فلم يكتفيا بتحرير المحضر، وعقدا العزم على الانتقام منه، لما فعله بوالديهما.

ظل المتهمان الأول والثاني، يبحثون عن المجني عليه بالشوارع بعد فراره من المسجد، حتى أرشدهما عامل لديهما أنه عثر عليه نائما بمدخل عقار بمنطقة بحري، وعلى الفور توجه الثلاثة إليه وقاموا بتقييده ووضعه في السيارة واعتدوا عليه، ما أدى لإصابته بجروح بالغة، ولم يكتفوا بذلك بل توجهوا به إلى مخزن يملكونه بمنطقة القباري، واتصلوا بباقى المتهمين من أصدقاءهم لمساعدتهم في تعذيبه، حتى أجتمع المتهمون السبعة عليه وقيدوه بالحبال وعلقوه في لودر «كلارك»، وتناوبوا الاعتداء عليه حتى لفظ أنفاسه وتوفى.

وأضاف المتهمون أنهم خشوا افتضاح أمرهم فقرروا التخلص من الجثة ووضعوها في السيارة وتوجهوا إلى الطريق الساحلي الدولي، نطاق قسم شرطة الدخيلة، وألقوها على جانبي الطريق بموقع العثور عليها، وألقوا «شبشب» و«بنطلون» خاص بالمجني عليه بجوار كوبري التاريخ بالقباري.

وبعرض نتائج التحقيقات على المستشار محمد عبدالسلام أمين المحامى العام الأول لنيابات أستئناف الاسكندرية أمر بحبس 6 متهمين 4 أيام على ذمة التحقيق بتهم الخطف والاحتجاز والقتل العمد، وضبط وإحضار المتهم السابع «محام»، وتشريح جثة المجني عليه لبيان سبب الوفاة وطلب تحريات المباحث حول الواقعة وتفريغ الكاميرات بمحيط الحادث.