توالت تحذيرات السعودية والأمم المتحدة وبريطانيا من مخاطر حدوث تلوث وتسريب خطير من الناقلة النفطية المتهالكة «صافر»، التى تقبع منذ أكثر من 5 سنوات قبالة السواحل اليمنية، وتحمل حوالى 1.1 مليون لتر من النفط.
وناشد مجلس الأمن المتمردين الحوثيين تسهيل وصول الأمم المتحدة غير المشروط إلى الناقلة بأسرع ما يمكن.
وطالبت السعودية، مجلس الأمن بإعلان تدابير قوية وحاسمة للتعامل مع الناقلة، والقضاء على الخطر الذى تشكله، معتبرة أنها تهدد بإلحاق ضرر بالغ بجنوب البحر الأحمر والعالم بأسره.
وقال مندوب السعودية الدائم فى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمى، خلال جلسة افتراضية لمجلس الأمن، مساء أمس الأول، إن «ناقلة النفط تشكل مخاطر جسيمة تهدد بإلحاق ضرر بالغ بجنوب البحر الأحمر والعالم بأسره، لأنها تقبع قُرب باب المندب الذى يعد ممرا حيويا للملاحة البحرية الدولية بين آسيا وأوروبا»، داعيا «لعدم ترك هذا الوضع الخطير دون معالجة، إذ يتحمل مجلس الأمن المسؤولية الرئيسية عن تأمين سلامة وأمن المنطقة». وأوضح السفير المعلمى أن الأخطار الناجمة عن الوضع الحالى تشمل إمكانية حدوث تسرب نفطى يزيد على مليون لتر، وإمكانية إغلاق ميناء الحديدة اليمنى، ما قد يؤدى إلى نقص حاد فى إمدادات الوقود والاحتياجات الأساسية للشعب اليمنى، وتعرض صناعة صيد الأسماك فى المنطقة لأضرار جسيمة، وحمّل المتمردين الحوثيين مسؤولية وضع الناقلة، مؤكدًا أن «الميليشيات ما زالت تواصل استغلال الكارثة لابتزاز العالم».
وبدورها، أكدت الأمم المتحدة ضرورة التعامل مع الناقلة وحذرت من احتمال تسرب كمية ضخمة من النفط.
وقال مارك لوكوك، منسق الإغاثة بالأمم المتحدة فى اجتماع مجلس الأمن، إن المياه تسربت إلى غرفة المحركات بالناقلة منذ 27 مايو الماضى، مما ينذر باحتمال حدوث تلفيات ضخمة، وفى حين تمكن غواصون من شركة «صافر» من إيقاف التسرب، حذر لوكوك من استحالة تحديد الفترة الزمنية التى يمكن أن تصمد فيها الناقلة.
وحذرت وزارة الخارجية البريطانية من خطر حدوث كارثة بيئية فى البحر الأحمر، موضحة أن خطر التسرب سيضر بـ1.6 مليون يمنى يحتاج غالبيتهم إلى المساعدات. وأضافت أن التعافى من تسرب النفط قد يستغرق 25 سنة، ويمكن أن يلوث 8000 بئر، ما يعنى قلة توفر المياه وزيادة الأمراض، كما أن 60 منظمة إغاثة قد تضطر لقطع خدماتها عن 7 ملايين شخص بسبب عدم سلامة الهواء.
ومن جانبه، قال السفير محمد إدريس، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك، إن هناك مخاطر جمّة مترتبة على تدهور حالة خزان «صافر» قبالة سواحل اليمن، وتأثيرها على البيئة البحرية فى البحر الأحمر والملاحة الدولية فى مضيق باب المندب الذى يعد البوابة الجنوبية لقناة السويس.
وأضاف «إدريس»، خلال مشاركته فى جِلسة خاصة عقدها مجلس الأمن لبحث التهديدات الخطيرة الناجمة عن تهالك حالة الخزان النفطى العائم «صافر»، أن عدم سماح الحوثيين لخبراء الأمم المتحدة بتنفيذ أعمال الصيانة اللازمة للحيلولة دون غرق أو انفجار الخزان، قد ينتج عنه أكبر حادثة تسرب نفطى على مستوى العالم وآثار بيئية واقتصادية كارثية على اليمن وعدد من الدول المطلة على البحر الأحمر.