الطابور الخامس للإخوان

طارق الخولي السبت 31-08-2013 23:29

«الطابور الخامس» مصطلح نتداوله كثيرا هذه الأيام.. لظهوره الفج والواضح فيما بيننا.. فاصطلاح الطابور الخامس سار متداولا فى أدبيات العلوم السياسية.. حيث يطلق على جماعة من الناس.. تقوم بتقويض أى نظام أو دولة بصورة سرية من الداخل.. وترجع نشأة هذا التعبير إلى أيام الحرب الأهلية الإسبانية.. التى نشبت عام 1936.. عندما أعلنت محطة إذاعية أن قائد قوات القوميين «الجنرال إميليو مولا» يقترب من مدريد بأربعة طوابير من قواته العسكرية، وأنه سيحظى بالدعم من طابور خامس موجود داخل المدينة.. بهدف القضاء على حكومة الجمهوريين.. التى كانت ذات ميول يسارية.. وبعدها ترسخ هذا المعنى فى العناصر، التى يتم زرعها فى الدول المتصارعة من الجواسيس فى الحرب العالمية الثانية، ومن بعدها الحرب الباردة بين المعسكرين الأمريكى والسوفيتى.

وتعد رواية «الطابور الخامس» لـ«أجاثا كريستى» - الكاتبة الإنجليزية المعروفة.. التى اشتهرت بكتابة الروايات البوليسية - من أكثر الروايات مبيعا فى العالم.. حيث تناولت الرواية قصة البحث من قبل الاستخبارات الإنجليزية عن الطابور الخامس أى الجواسيس التابعين للألمان على الأراضى البريطانية.

كما استخدم تعبير «الطابور الخامس» عنواناً لمسرحية كتبها المؤلف الأمريكى «إيرنست هيمنجواى»، حيث ألفها أثناء ما كانت مدريد تتعرض للقصف، وتم نشرها عام 1938.

فسار تعبير «الطابور الخامس».. يستخدم للدلالة على أى جماعة تقوم بالتخريب فى دولة ما لمصلحة دولة أخرى.. واليوم تتعرض مصرنا الحبيبة لانتفاضة من الطابور الخامس التابع لتنظيم الإخوان.. الذى يتستر خلف مسميات أخرى.. وينتشر فى صورة مجموعات أو أفراد.. لخدمة أغراض الإخوان وما يسعون إليه.. من تخريب لمصر.. وإفساد حالة التوحد والاصطفاف ما بين الجيش والشعب والشرطة.. فى مواجهة الإرهاب والتطرف.

فحان الوقت.. لكى نحمى مكتسبات ثورتي 25 يناير و30 يونيو من أن تضيع.. لنكشف ونفضح أصحاب الطابور الخامس، الذين يتسترون خلف كيانات تدعى أنها ثورية.. وخلف أشخاص باعوا أنفسهم والوطن.. ليس لصالح فكرة أو عقيدة آمنوا بها، وإنما من أجل حفنة من الدولارات الإخوانية، التى تأتى من شيطان العالم الولايات المتحدة الأمريكية، ودويلة قطر الحمقاء.

كنت من قبل أتردد كثيرا فى الإعلان عن الطابور الخامس للإخوان.. كيانات وأشخاص.. خوفا على سمعة وصورة الثوار أمام الرأى العام.. أما وقد سار الناس أكثر وعيا.. وساروا أكثر قدرة على التفريق والتمييز.. فبات واجبا وطنيا ولزاما علينا توضيح الحقائق بالذات فى ظل انتفاضة هذا الطابور الخامس.. والبدء فى تنفيذ مخططه لصالح تنظيم الإخوان.. فى الدعوة لتظاهرات ظاهرها مطالب ثورية.. أما ما خفى كان أعظم.. وهو إحداث حالة من الحراك الشعبى باسم الثورة ضد النظام والحكومة، التى تدير المرحلة الانتقالية لمساعدة الإخوان فى القدرة على تصدير صورة للغرب بوجود حراك شعبى، وليس إخوانيا فقط ضد ما يدعون أنه انقلاب عسكرى.

كان إخلاء سبيل مبارك الذريعة التى اتخذها الطابور الخامس للانتشار، واستخدام المتحمسين من أبناء الثورة، لإحداث الحراك الشعبى المطلوب عن طريق تصدير وتوجيه الرأى العام فى اتجاه أن 30 يونيو كانت مؤامرة لعودة النظام القديم.. وحقيقة الأمر أن مبارك وكل رموز نظامه قد حصلوا على سلسلة من البراءات الجماعية فى عهد الإخوان فى مقابل دفع مبالغ كبيرة من الأموال من رجالات مبارك لرجالات الجماعة، ولم تنظم آنذاك التظاهرات للاعتراض على ذلك من الخلايا النائمة.. فدورنا الآن هو إيجاد مخرج قانونى عادل.. لمحاسبة مبارك على كل جرائمه.. وقد يكون ذلك عن طريق تشكيل محكمة خاصة لمحاكمته.. بجانب فضح الطابور الخامس للإخوان.. وهو ما أتخذه على عاتقى، وبدأت بالفعل القيام به.. بكشف الستار عنه بالأسماء والحقائق فى وسائل الإعلام المختلفة.