قال الدكتور نصر الدين العبيد، مدير المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد»، ان العالم يواجه سلسلة طويلة من التحديات التي تتجاوز بأثارها ومخاطرها الحدود الجغرافية والسياسة للدول، وصارت تمثل قضايا عالمية وتفرض على الجميع اهتماما وتعاونا مشتركين سواء على مستوى الأفراد والمجتمعات والدول، وفي مقدمتها جائحة كورونا، التي تعد أم التحديات على المستويات كافة الصحية والاقتصادية والمالية والاجتماعية.
اضاف في كلمته بمؤتمر تحديات الزراعة في عصر كورونا، الأحد: «أزمة كورونا تشكل فرصة تاريخية للعمل المشترك في قراءة وتحليل الآثار والنتائج التي أفرزتها هذه الأزمة باتجاه تعزيز الأمن الغذائي والمائي العربي وإعادة الاعتبار للمنتج الزراعي والغذائي والصحي المحلي مهما كلف ذلك من ثمن، والنظر في تحديد السياسات والإجراءات الواجب تنفيذها بالاستفادة من التجارب العربية الناجحة في العديد من الزراعات والاستفادة منها في زراعات جديدة واستغلال الأراضي الزراعية بشكل جيد».
تابع: «المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والاراضي القاحلة يعد أحد أهم منظمات العمل العربي المشترك، الذي يسعى لتحقيق الأمن الغذائي والمائي العربي، ومصر منذ عام 1996 تبنت شعار الأمن المائي العربي كمكون أساسي من مكونات الأمن القومي العربي نظرا للتلازم بين تحقيق الأمن المائي القومي والامن المائي القطري».
مضى قائلًا: «الجمعية العمومية لأكساد وقتها أصدرت إعلان القاهرة المشهور بأن الامن المائي العربي أساس الامن الغذائي وضمان الامن القومي، وأكساد يسعى إلى تحقيق الامن الغذائي والامن المائي من خلال القيام بالأبحاث والدراسات التطبيقية وتنفيذ المشاريع وفق خطط والاستفادة من التطورات العلمية السريعة والتقنيات الحديثة وتطويعها للملائمة مع البيئات الجافة العربية والاهتمام بمجالات تحسين التراكيب الوراثية للحبوب واستنباط الاصناف المقاومة للجفاف ذات الانتاجية العالية، ونشر الانظمة الزراعية الحديثة كالزراعة الحافظة، وإكثار الأصناف الجيدة من الأشجار المثمرة وإعطاء الاهتمام العلمي والميداني لشجرة النخيل، وتحسين وتطوير السلالات الحيوانية للاغنام والماعز بغية زيادة انتاجيتها من الحليب واللحم، وتطوير وتنمية ورعاية الابل، إضافة إلى مشاريع مكافحة التصحر وإعادة تأهيل الاراضي المتصحرة ومنها الأراضي الرعوية وتنفيذ مشروعات رائدة في العديد من البلدان العربية».