«مش هنرخص أي عربية إلا لو غاز طبيعي».. رسالةٌ واضحة قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال افتتاح عدد من المشروعات القومية و«الأسمرات 3»، الأحد، مضيفًا: «من لديه سيارة عمرها 25 سنة، تتكلف مصاريف كثيرة سواء في إصلاحها أو في الوقود الموجود فيها، نحن نقول له سوف نساعدك بأن تأخذ قرضًا بأقل تكلفة ما أمكن، لكن هذه السيارة يفضل أن تكون مجهزة بالغاز لأن هذا يوفر نصف تكاليف الوقود التي تستخدمها، بنسبة 50%، وهذا ينطبق على أي سيارة تعمل بالبنزين، سواء كانت ميكروباص أو ملاكي أو تاكسي».
لم تكُن رسالة السيسي وليدة اليوم، فخلال اجتماعه مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والمهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، أمس السبت، تمّت مناقشة التحول التدريجي لاستخدام طاقة الغاز الطبيعي لوسائل النقل، وفق المشروع القومي لتحويل مركبات النقل الجماعي للعمل بالغاز.
«المصري اليوم» تقدم لكَ كل ما تريد معرفته عن خطة تحول الغاز الطبيعي في مصر، خلال السطور التالية:
كيف بدأت الخطة؟
تُعد مصر من الدول الرائدة في استخدام الغاز الطبيعي مُنذ منتصف التسعينيات، لكن الطموحات زادت، بعد اكتشاف الحقل «ظُهر العملاق» 2015، وخلال عام 2018، أطلقت الحكومة مبادرة «نحو الغاز الطبيعي»، بمشاركة وزارة البترول، بغرض تحويل 10 آلاف سيارة للعمل بالغاز الطبيعي وتمويل 50 منفذ زيوت بقيمة 100 مليون جنيه، وتم توفير تمويل قيمته 20 مليون جنيه لتحويل عدد 4000 سيارة في عام 2018.
أرادت الحكومة السير نحو المبادرة بخطى أكثر ثباتًا، فأعلنت خطة التوسع في استخدام الغاز الطبيعي من خلال خطة زمنية بدأت سبتمبر 2019، ومن المفترض أن تستمر حتى نهاية ديسمبر 2022، بإجمالى استثمارات حوالى 3.1 مليار جنيه، وبهدف تحويل 140 ألف سيارة، للعمل بالغاز الطبيعي، حسب تصريحات صحفية سابقة للمهندس عبدالفتاح فرحات، رئيس شركة «غازتك».
وبحلول يناير 2019، قال نائب رئيس الشركة القابضة للغازات، وصل عدد السيارات التي تم تحويلها لاستخدام الغاز الطبيعي كوقود وصل إلى نحو 260 ألف سيارة، فيا بلغ متوسط الاستهلاك السنوي لها حوالى 455 مليون م3.
مع بدايات 2019، أطلقت الحكومة المصرية نداءات لمالكي السيارات، وحثتّهم لتحويل سياراتهم للعمل بالغاز، كي يتم خفض معدل الاستهلاك الكلي من الوقود التقليدي، والاستفادة من الغاز بشكل أكبر. استمّرت الدعوات فيما بعد، ففي فبراير 2019، قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجّه بتشجيع المواطنين على تحويل سياراتهم للعمل بالغاز الطبيعي.
لوّحت الحكومة أيضًا آنذاك، بالفوائد التي ستعود على المواطن إذا حول سيارته للعمل بالغاز الطبيعي، فعدّدت الفوائد، مثل توفير 60% من تكلفة الوقود، الحفاظ على أجزاء محرك السيارة الداخلية، بجانب كونه وقودا نظيفا لا يضر البيئة بالشكل التقليدي، لأنه يُعد آمنًا جدًا وغير سام وخال من مُركبات الرصاص والشوائب الكبريتية.
وفي مارس 2020، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بتحويل مركبات النقل الجماعي للعمل بالغاز الطبيعي، وذلك في إطار خطة الدولة لصناعة السيارات في مصر ورؤية مصر 2030، لزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة من غاز طبيعي وكهرباء كبديل للوقود التقليدي، وسعيًا نحو تحفيز توطين صناعة وسائل النقل والصناعات المغذية لها محلياً، بهدف الوصول لأكبر قدر ممكن من نسب التصنيع والإنتاج المحلي للسيارات ومركبات النقل الجماعي.
كم يبلغ عدد سيارات الغاز الطبيعي في مصر؟
يبلغ عدد السيارات المحوّلة 300 ألف مركبة، أغلبها سيارات أجرة وحافلات ركاب صغيرة، إلى العمل بنظام الوقود المزدوج منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، حوالي 11 مليون مركبة مرخصة في مصر، وفقًا لـ «رويترز».
قال مصدر مسؤول بوزارة البترول والثروة المعدنية، إن مصر نجحت خلال الـ6 سنوات الأخيرة في تحويل حوالي 118 ألف سيارة للعمل بالغاز الطبيعي ليصل إجمالي عدد السيارات المحولة منذ بدء النشاط حتى نهاية يونيو 2020 إلى حوالي 322 ألف سيارة من خلال 76 مركزا لتحويل السيارات وتموينها من خلال 195 محطة على مستوى الجمهورية.
ويوجد في مصر حاليا 187 محطة لتزويد الغاز الطبيعي المضغوط و72 مركزا لتحويل السيارات.
كيف يُمكنك تحويل سيارتك من «البنزين» إلى «الغاز الطبيعي»؟
لا تخضع السيارة إلى أي تعديلات في نظامها الأساسي، فقط يتم تركيب (محبس التموين، المنظم، جهاز الحقن، عداد ضغط الغاز، خط ضغط الغاز العالي، مجموعة تصريف تسريب الغاز، أسطوانة الغاز، محبس الأسطوانة، قاعدة لتثبيت الأسطوانة، مفتاح تحويل الوقود من البنزين أو السولار للغاز، ومحبس غلق وقود البنزين).
ويجب عند التحويل التأكد من المختصين أنه تم توفير وسيلة حماية لدائرة الكهرباء بالسيارة، وصمامات التسرب الزائد والحماية من الضغط الزائد، ومحبس لإغلاق الأسطوانة لعزلها عن كامل السيارة.
ما هي فوائد الغاز الطبيعي؟
من أبرز فوائد الغاز الطبيعي أنه «نظيف»، التحول إلى استخدام الغاز الطبيعي يسهم في خفض الانبعاثات الملوثة للهواء بشكل ملحوظ، كما أن قوامه الغازي يمنع تسربه مما يقلل من التأثيرات الضارة بالتربة أو المياه الجوفية، لذلك يعتبر الغاز الطبيعي أنظف من البنزين، كما أنه «آمن»، فخصائص الغاز الطبيعي للمركبات تجعله منه وقودًا أكثر أمانًا، فهو أخف وزنًا من الهواء، وبالتالي فإنه يتلاشى في الغلاف الجوي بسرعة في حال حدوث تسرب، كما أن نسبة اشتعال الوقود-إلى-الهواء محددة جداً مما يقلل من احتمالات اشتعاله، وهو ليس ساماً ولا يسبب التآكل.
«اقتصادي»، تكلفة الغاز الطبيعي للمركبات أقل من البنزين، وفي ما يخص الصيانة، سوف يتعين على المستخدمين إجراء نوعين فقط من الخدمة: اختبار نظام الغاز سنوياً (فحص بصري)، وفحص آخر بعد السير مسافة 20.000 كم (تشمل ضمان لمدة سنتين أو 100.000 كم).
كما أن الغاز الطبيعي «أكثر كفاءة»، يزيد استخدامه العمر الإجمالي للمركبة ويرفع كفاءة توزيع واستهلاك الوقود، ويجعل المحركات تعمل بسلاسة وهدوء أكثر، كما لا يسبب أي مشاكل عند بدء تشغيل المركبة، وفقًا لـ«أدنوك».
المستندات المطلوبة
1. صورتان لبطاقة رقم قومي سارية.
2. صورتان من رخصة السيارة بمدة سريان لا تقل عن شهر من تاريخ التعاقد.
3. إيصال مرافق حديث «كهرباء- غاز- مياه» باسم مالك السيارة.
4. استمارة فحص مجانية، متوفرة داخل مراكز تحويل السيارات.
وفي حال أراد مالك السيارة تقسيط قيمة التجهيزات، يضاف إلى الشروط السابقة «ضامن»، إذ يجب أن يكون صلة قرابته بالمتعاقد من الدرجة الأولى، ويشترط أن يقدم صورة من بطاقته الشخصية وإيصال مرافق باسمه.
متوسط الأسعار
تتراوح أسعار تعديل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي بين 5 آلاف و7 آلاف جنيه، حسب سعة الأسطوانة، والتي تتوفر بفئتين (60 لترا- 70 لترا)، ذلك وفقًا للتعريفة المعلنة من قبل شركة «غازتك» للغازات الطبيعية.
ما الأضرار التي قد تُصيب السيارة عند استخدام «الغاز الطبيعي»؟
قال الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس جمعية مستثمري الغاز، في تصريحات نُشرت سابقًا في «المصري اليوم»، إن استخدام الغاز الطبيعي آمن على السيارات، مشيرًا إلى أن كل ما يتم تداوله عن أضرار الغاز على السيارات «مجرد شائعات».
ومن ناحية أخرى، أكد أحد خبراء السيارات أن «الغاز الطبيعي» له أضرار بالفعل عند استخدامه بشكل غير صحيح، تتمثل في تآكل أسطوانات المحرك والصمامات، وذلك بسبب ارتفاع نسبة الكبريت الناتجة عن احتراق الغاز مقارنة بالبنزين والسولار.
كما أن قدرة المحرك على السحب تقل عند استخدام الغاز الطبيعي بسبب انخفاض مستويات الكربون الملينة لأجزاء المحرك، بالإضافة إلى ثقل أسطوانة الغاز التي تصل إلى 100 كجم عند ملئها، ما يؤدي إلى مزيد من الضغط على المحرك، وبذلك يقل عمره الافتراضي.
كيف يمكن تجنب السلبيات المحتملة من استخدام «الغاز الطبيعي»؟
1. عند شراء سيارة جديدة أو إخضاع محرك السيارة لـ«عَمرة» تجنب استخدام الغاز الطبيعي قبل قطع مسافة 5 آلاف كيلو متر.
2. عند بدء تشغيل المحرك استخدم البنزين أو السولار أولاً، ثم التحويل للغاز عند وصول المحرك إلى درجة الحرارة المناسبة.
3. قبيل إيقاف عمل المحرك يتم التحول كذلك للبنزين أو السولار لثوانٍ، ومن بعد يمكن إيقاف التشغيل.
4. لتقليل ثقل السيارة قدر الإمكان يمكن الاستغناء عن الأوزان غير الضرورية بالسيارة، لمعادلة الوزن القائم للسيارة والذي يتحمله المحرك عند الجر، أو طلب تركيب الأسطوانة المصنعة من الفيبرجلاس الأخف وزنًا عند التحويل.