وصل خبيران من منظمة الصحة العالمية إلى بكين، أمس، فى مهمة استكشافية قبل بدء تحقيق حول مصدر فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) فى الصين فى نهاية 2019، بينما تجاوزت حصيلة الفيروس فى العالم 12 مليونا و653 ألف إصابة فضلا عن 564 ألف وفاة.
وتأتى زيارة الخبيرين، عالم أوبئة ومتخصص فى الصحة الحيوانية، وقالت الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية مارجريت هاريس إنهما سيجريان محادثات مع مسؤولين صينيين وسيحددان الأماكن التى ينبغى على بعثة التحقيق المقبلة زيارتها. وأضافت: «أحد الأسئلة المهمة هو تحديد ما إذا كان الفيروس انتقل إلى الإنسان من حيوان، وإذا كان الأمر كذلك، فمن أى حيوان؟».
وأعادت جائحة كورونا إلى السطح خلافا قديما بين خبراء الطب حول طريقة انتقال الأمراض، خلافا يرجع لما يقرب من قرن من الزمان، منذ نشأة نظرية الجراثيم. وأقرت منظمة الصحة العالمية فى جنيف الأسبوع الماضى بأن فيروس كورونا يمكن أن ينتشر من خلال قطيرات بالغة الصغر يحملها الهواء، فى خطوة ألقت الضوء على آراء أكثر من 200 خبير فى علم الهباء الجوى شكوا علنا من أن المنظمة التابعة للأمم المتحدة لم تحذر الناس من هذا الخطر، غير أن منظمة الصحة العالمية مازالت تصر على أنه يتعين وجود دليل أكثر حسما على أن فيروس كورونا يمكن أن ينتقل عن طريق الهواء، وهو أمر من شأنه أن يضع هذا الفيروس على قدم المساواة مع الحصبة والسل ويتطلب تدابير أشد لاحتواء انتشاره.
وقال خوسيه خيمينيث، الكيميائى بجامعة كولورادو، الذى شارك فى التوقيع على رسالة علنية تحث المنظمة على تغيير إرشاداتها إن «بطء تحرك منظمة الصحة العالمية بشأن هذه المسألة، يبطئ للأسف وتيرة السيطرة على هذا الوباء».
ويؤكد خبراء الصحة العالمية أنه لو كان الفيروس ينتقل حقا عبر الهواء مثل الحصبة، لكان عدد الإصابات أكبر بكثير.
يأتى هذا الجدل فيما يتفاقم الوضع فى الولايات المتحدة، التى سجلت نحو 69 ألف إصابة جديدة، أمس، فى زيادة يومية قياسية لليوم الثالث على التوالى. وشهدت أيضا 8 ولايات زيادات قياسية فى عدد الإصابات اليومية، هى: ألاسكا وجورجيا وايداهو ولويزيانا ومونتانا وأوهايو ويوتا وويسكونسن. وسجلت فلوريدا، وهى واحدة من أشد الولايات تضررا بالوباء، 92 وفاة و11433 إصابة جديدة فضلا عن تسجيل 7000 مريض بالمستشفيات. وأعلنت أكثر من 48 مستشفى فى فلوريدا عن بلوغ طاقة الاستيعاب القصوى فى وحدات الرعاية الفائقة.
وتزداد الإصابات فى المجمل فى 44 ولاية بناء على تحليل لرويترز للإصابات فى الأسبوعين الأخيرين.
وأعلنت سلطات ولاية كاليفورنيا أنها ستفرج عن نحو 8000 نزيل من السجون لإبطاء انتشار فيروس كورونا داخل المنشآت، بعد أن ظهرت بؤر إصابة واسعة النطاق فى عدة سجون بالولاية، ويشمل الإجراء السجناء الذين يتبقى لهم عام أو أقل على انتهاء مدد عقوباتهم.
فى البرازيل، تم تسجيل 1214 وفاة وأكثر من 45 ألف إصابة جديدة خلال 24 ساعة، فيما سجلت المكسيك 665 وفاة و6891 إصابة جديدة، مقابل 188 وفاة و2397 إصابة جديدة فى إيران.
أما الهند، التى باتت تحتل المركز الثالث عالميا بعدد الإصابات، فسجلت أمس أكبر ارتفاع يومى فيها منذ بداية الجائحة، بتسجيل 27114 إصابة جديدة خلال 24 ساعة، فضلا عن 519 وفاة، ليرتفع الإجمالى إلى 824 ألف إصابة و22152 وفاة.
وتتوزع نحو 90% من الإصابات بين 8 من أصل 28 ولاية هندية، بما فيها نيودلهى وماهاراشترا وتاميل نادو.
وأعلنت سلطات أكبر ولاية هندية من حيث عدد السكان، أتر براديش، عن فرض إغلاق نهاية الأسبوع، كما فرضت نحو 10 ولايات أخرى قيودا على مناطق يتفشى فيها الوباء.
وسجلت روسيا 188 وفاة و6611 إصابة جديدة، وسجلت اليابان 206 إصابات جديدة فى العاصمة طوكيو، فيما أعلنت ألمانيا عن 6 وفيات و378 إصابة جديدة، أما الصين فسجلت إصابتين اثنين فقط قادمتين من الخارج.
فى أستراليا، سجلت ولاية فيكتوريا، وهى ثانى أكبر المناطق السكانية بالبلاد، 216 إصابة جديدة، محذرة من ارتفاع الإصابات فى الفترة المقبلة وذلك بعد إعلانها العزل العام لمدة 6 أسابيع، وفرضت الولاية العزل العام فى عاصمتها ملبورن قبل أيام وسط مخاوف من موجة ثانية للفيروس نتيجة انتقال العدوى محليا.
وقال بريت سوتون، كبير مسؤولى الصحة فى فيكتوريا، إن السلطات رصدت 100 بؤرة منفصلة للعدوى.