ندوة بالجامعة البريطانية: السيسي يعمل بمحددات مؤسسية ويبتعد عن التحالفات الطائفية

كتب: هشام عمر عبد الحليم الخميس 09-07-2020 19:11

نظم قسم العلوم السياسية بكلية إدارة الأعمال والاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة البريطانية في مصر، ندوة بحثية عبر الفيديو كونفرانس بعنوان ( السياسة الخارجية المصرية: الذهب اسياسي للسيسي) بهدف تقييم هذا الملف الحيوي والهام منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي إدارة شؤون البلاد.

وعقدت الندوة البحثية برعاية الدكتور أحمد حمد رئيس الجامعة البريطانية في مصر، والدكتورة ودودة بدران عميد كلية إدارة الأعمال والاقتصاد والعلوم السياسية، وتحت إشراف الدكتورة أماني إسماعيل رئيس قسم العلوم السياسية بالكلية، وأدارتها الدكتورة أماني مسعد أستاذ العلوم السياسية، وبمشاركة كل من المتحدثين الرئيسيين الدكتور محمد فايز فرحات رئيس وحدة الدراسات الأسيوية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، والدكتور جمال سليم أستاذ العلوم السياسية بالجامعة البريطانية.

وأكد الدكتور محمد فايز فرحات رئيس وحدة الدراسات الأسيوية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية في كلمته بالندوة، أن السياسة الخارجية للدولة المصرية في عهد الرئيس السيسي تعتمد على خمس محددات تتمثل في ( أولوية الدولة الوطنية المصرية، عدم التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة، عدم عسكرة السياسة الخارجية المصرية، كيف تكون السياسة الخارجية موضوع للتعاون وليس الصراع، وأخيراً الدولة الإنمائية وهو النهج الذي تعمل به مصر).

وأوضح فرحات أن هذه العوامل دعمت نجاح السياسة الخارجية للرئيس السيسي في شتى الملفات، خاصة وأن مصر تتعامل مع الملفات الخارجية بالقواعد الدبلوماسية وليس عسكرتها وهو ما يتضح جلياً في أزمة سد النهضة وسعي مصر الدائم على الحل بالشكل الأمثل من خلال الأطر الدبلوماسية، لافتاً إلى أن الرئيس السيسي يعمل من منطلق أن الموارد الطبيعية هي سبيل للتعاون بين الدول والنماء وليس الصراع.

وأشار فرحات إلى أن الدولة التنموية تمثل جزء رئيسي في مكونات فكر الرئيس السيسي، وهذه المكونات باتت في حالة تكامل وإنسجام متكامل خلال السنوات الماضية، وهو ما يحافظ على تماسك الدولة المصرية ونموها. مشيداً بالعقيدة السياسية للرئيس السيسي في العلاقات الخارجية والتي تشكلت بفعل المحددات الداخلية للدولة المصرية بالاضافة للخلفية المؤسسية للرئيس

وفيما يخص إعتماد السياسية الخارجية للقاهرة على عدم عسكرتها، أوضح فرحات أن ذلك لا يمنع مصر من إستخدام القوة العسكرية لحماية أمنها القومي والحفاظ على مصالحها، ومع ذلك فان الأداة العسكرية ليست الأداة الأولى بالنسبة لنا، فنحن لدينا مبدأ واضح بالنسبة للعسكرية المصرية وهو القوة الرشيدة وهو ما أكده الرئيس السيسي خلال إفتتاح إخدى القواعد العسكرية الشهر الماضي.

وقال الدكتور جمال سليم أستاذ العلوم السياسية بالجامعة البريطانية :«على الرغم من أن السياسية الخارجية المصرية في عهد الرئيس السيسي تواجه هيمنة تصورات مغلوطة عن مصر في الخارج بسبب هيمنة مراكز الفكر وترويجها لأفكار مغلوطة وخاطئة عن مصر، إلا أن الدولة المصرية إستطاعت التغلب على ذلك». مؤكدا أن هناك حالة من التعبئة والاعتقاد الخاطئ بأن ما حدث في ٣٠ يونيو هو إنقلاب على الديمقراطية، وهذه الصورة تم تصحيحها بفضل الجهود الدبلوماسية.

وأضاف سليم :«هناك تحول واضح في السياسة الخارجية المصرية بشكل واضح وكبير، فمصر باتت لديها علاقات مرنة مع القوى الكبرى بالتزامن مع إنفتاحها مع الدول الأوروبية ودول الشرق وآسيا، وهو ما ساهم في عمل توازن في التحالفات والقوى الإقليمية».

وأوضح سليم أنه رغم وجود تحالف مصري خليجي إلا أن هذا التحالف تحكمه القواعد الدبلوماسية الراسخة ومصلحة الدول العربية، وذلك مع إبتعاد القاهرة عن الدخول في تحالفات طائفية تستهدف التدخل في الشؤن الداخلية للعض الدول الأخرى مثل سوريا واليمن، وذلك من منطلق إبتعاد مصر تماما عن الدخول في تحالفات صلبة وهو ما يأتي ضمن أدبيات السياسة الخارجية لمصر والتي تركز على أساس محددات هيكلية معينة، وهو ما نسميه النسق العقائدي للرئيس السيسي.

وأكد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة البريطانية في مصر، أن مصر لا تتدخل في الشأن الليبي على الرغم من أن الوضع الليبي وسيطرة الميلشيات يسمح بذلك، إلا أن القاهرة تحافظ على وجود علاقات متوازنة مع السعي لحل الصراع بشكل سياسي وليس عسكري لذلك أطلقت مصر مبادرة القاهرة والتي حظيت بترحيب دولي كبير.