ألقى الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى رئيس اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، صباح اليوم الخميس، كلمة مصر أمام الدورة العادية (25) للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) عبر تقنية الفيديو كونفرانس، بمشاركة الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة، ود. حسنين معلة رئيس المجلس التنفيذي للمنظة، ود.غادة عبدالبارى الأمين العام للجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، والسفيرة هيفاء أبوغزالة الأمين المساعد لجامعة الدول العربية، ورؤساء وفود الدول العربية بالمؤتمر.
في مستهل كلمته تقدم الوزير بخالص التهنئة للمدير العام لمنظمة الألكسو بمناسبة مرور خمسين عامًا على تأسيس المنظمة (اليوبيل الذهبي 25 يوليو 2020).
وأشار عبدالغفار إلى ما حققه المؤتمر السابع عشر للوزراء المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي من نجاح كبير، والذى عقد بالقاهرة خلال الفترة من 24-25 ديسمبر 2019 بالتعاون مع المنظمة، تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي التحديات والرهانات» موضحًا أن المؤتمر أتاح الفرصة لدراسة الجوانب الأساسية والمشتركة بمنظومات التعليم العالي بالدول العربية.
وأكد الوزير أن مصر تولي اهتمامًا كبيرًا بتحقيق أهداف إستراتيجيتها للتنمية المستدامة (مصر2030) والتي تهدف إلى توفير فرص تعليمية وبحثية لأكبر عدد من الدارسين، والوصول بجودة مكونات المنظومة التعليمية والبحثية إلى مستوى يضاهي نظيره في دول العالم المتقدم، بما يكفل تنافسية أعلى لمخرجات هذه المنظومة، مشيرًا إلى أهمية التعليم في دفع عجلة الاقتصاد، وإعادة البناء النفسي والمعنوي والمادي للشعوب.
وأشار عبدالغفار إلى جهود الدولة المصرية في مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، لافتًا إلى تحرك كافة أجهزة الدولة بشكل سريع لأخذ الاحتياطات والإجراءات الاحترازية المناسبة، والتي شملت وضع خطط بديلة لعدم تعطيل الدراسة، واستمرار العملية التعليمية دون انقطاع من خلال الاعتماد على الوسائل الإلكترونية، والاستعانة ببنك المعرفة المصري، والارتقاء بقدرات أعضاء هيئة التدريس من خلال المركز الوطني للتعليم الإلكتروني، بالإضافة إلى دراسة اعتماد نظام التعليم الهجين للعام الدراسي المقبل، وذلك بهدف حماية الطلاب، ومنع انتشار العدوى.
وأشار الوزير أيضًا إلى أنه تم إطلاق عددٍ من المبادرات لتشجيع الأبحاث العلمية في مواجهة فيروس كورونا، وتم تنفيذ عدد من المشروعات في هذا المجال بالتعاون مع هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار وأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا المصرية، لافتًا إلى مشاركة مصر في 4 تجارب سريرية من خلال المركز القومي للبحوث، وكذلك المشاركة في إطلاق نداء من أجل ميثاق عالمي للعلم المفتوح والتعاون الدولي بالتعاون مع منظمة اليونسكو.
وأشاد عبدالغفار بالدور الكبير الذي تقوم به منظمة الألكسو في الحفاظ على الثقافة العربية والعمل على تطوير التعليم في العالم العربي، مشيرًا إلى أنها تسير بخطى واثقة ومتميزة في تحقيق مختلف المهام الموكلة إليها في مجالات عملها التربوية والثقافية والعلمية وفقًا لإستراتيجيتها وخطط عملها ومؤتمراتها الوزارية.
وأعرب الوزير عن تطلعه في إطار بدء المنظمة في إعداد «خطة العمل المستقبلي للأعوام 2023-2028» إلى إيلاء المنظمة اهتمامًا أكبر بالتخطيط الإستراتيجى في مجالات عمل المنظمة التربوية والثقافية والعلمية، مع استمرارها في اعتبار التعليم في مقدمة أولوياتها، مشيرًا إلى ضرورة وضع استراتيجيات وخطط جديدة في مجالات التعليم العالى، وتعليم الكبار، والتعليم عن بعد، ونشر الثقافة العلمية.
كما أعرب الوزير عن تطلعه إلى إعداد استراتيجية عربية للمعلوماتية والاتصالات، والعمل على إبراز حضور الثقافة العربية في الساحات العالمية في ضوء التحديات التي تطرحها العولمة، وتصحيح المفاهيم والتصورات المغلوطة، والترويج لقيم السلام والتسامح والمساواة، واحترام المعتقدات والرموز الدينية.
ودعا عبدالغفار المنظمة إلى توجيه برامجها لخدمة إحياء وصيانة التراث الثقافى المادى وغير المادى، والارتقاء بالإبداع الثقافى العربي المعاصر، وحماية حقوق المبدعين، وكذا دعم المؤسسات الثقافية العربية، والارتقاء بالأوضاع الثقافية والتربوية والعلمية في فلسطين، وإيلاء المنظمة قدرًا أكبر من العناية لتدريس العلوم الأساسية والرياضة.
كما أشار الوزير إلى الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه المنظمة في مواجهة التحديات الاخلاقية، التي فرضتها المستجدات الناشئة عن الثورة التكنولوجية المستمرة والاتجاه نحو العولمة، مؤكدًا أهمية البحث عن أفضل الأساليب لزيادة الاستفادة من تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في التعليم، والحد من الآثار السلبية للاستخدام غير الرشيد لهذه الوسائل، والاتجاه نحو تشجيع الرقمنة؛ لأهميتها في إتاحة مصادر المعرفة للباحثين.
وأكد عبدالغفار ضرورة تعزيز التفكير الاستراتيجى في مختلف مناحي الحياة العربية المعاصرة، عن طريق الاستشراف العلمى والدراسات المعمقة حول القضايا المحورية التي تهم الوطن العربى، وكذا صياغة رؤية عربية موحدة تغطى جميع الاحتمالات المستقبلية الممكنة، وتلتقى عندها مصالح كل الأقطار العربية.
وفي ختام كلمته أكد الوزير إيمان مصر الراسخ برسالة المنظمة وحرصها البالغ على تطوير آفاق التعاون معها، مشيرًا إلى ثقة مصر في قدرة المنظمة على مواجهة التحديات التي تواجه عالمنا العربي، داعيًا إلى توحيد الجهود تحت مظلة المنظمة من أجل استشراف مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
جدير بالذكر أن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) هي منظمة تابعة لجامعة الدول العربية، وتهتم بشؤون التربية والثقافة والعلوم والاتصال، ويضم المجلس التنفيذي للمنظمة 21 دولة عربية، وهم الأعضاء بجامعة الدولة العربية.