قال الكاتب الصحفي حمدي رزق إن سامح شكري، وزير الخارجية، هو من سيتصدى لبيان حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، معتبرً أنه «يحفظ الملف عن ظهر قلب، وظَهْرُ القَلْب يعنى حِفْظُه عن غير كتاب».
أضاف «رزق» في مقاله بـ«المصري اليوم»: «اتزان، ورصانة، وهدوء، وثقة، ولسان فصيح معبر بلغة سليمة عن موقف قوى ثابت، مبنى على الحق الذي تسنده قوة الموقف المصرى، والحق أحق أن يتبع، واتبع شكرى الحق، فاستحق الإشادة، ووضع المتحدث الإثيوبى في خانة الدفاع بالباطل، والحكى الموهوم المتوهم الذي يوهمون به العالم.. فانكشف الغطاء عن الموقف الإثيوبى الشره للعَبّ من مياه النيل».
تابع: «شكرى كشف ملابسات التعنت الإثيوبى، وخاطب عقول العالم، ولم يذهب إلى تهديد ووعيد أو حتى قدح أو ذم، كان نموذجا ومثالا لوزير خارجية دولة كبيرة تحترم الشرعية الدولية، بيان مصرى صيغ بذكاء، واضعا المصالح العليا للوطن أمام عينيه، ويعبر عنها خير تعبير».
مضى قائلًا: «الوزير شكرى سد منافذ الهروب الإثيوبى المستدام من المفاوضات، وألزم المفاوض الإثيوبى الجلوس المشروط بالتوقيع بضمانة مجلس الأمن، وهذا مربط الفرس».
وواصل: «الوزير المصرى الجاد أعد نفسه جيدا، ورتب أوراقه، وذهب إلى مقصده سريعا بشفافية ومعلوماتية وثقة في عدالة الموقف المصرى، ووضع مجلس الأمن أمام مسؤولياته في حفظ الأمن والسلم، والتدخل بإيجابية في حسم الموقف الإثيوبى وجبله على الانصياع للشرعية الدولية، وعدم التصرف بأحادية التي هي مرادف الأنانية في حوض النيل».
وقال: «لم يفوت شكرى التلميح الإثيوبى الماكر تجاه الموقف المصرى، وأَلجمَ المندوب الإثيوبى، ووضع الكرة مشتعلة في حجره، وقطع عليه الطريق الملتوى، الذي سلكه في خطابه المهلهل الذي ذهب إلى مفيض توشكى، وسد «بنيشنقول» أقرب إليه».
وأضاف: «استعانة شكرى بمقتطف من خطاب الرئيس السيسى (الودود) أمام البرلمان الإثيوبى، رفع مستوى الأداء المصرى الدبلوماسى أمام مجلس الأمن عاليا، وبرهن على عدالة الموقف المصرى، وحسن النوايا المصرية في قمة مستوياتها السياسية وعنوانها الأثير: «لا ضرر ولا ضرار».
وختم قائلًا: «سبق أن وصفت الوزير «سامح شكرى» بأسد الخارجية المصرية، ولقى قبولا طيبا ممن يعرفون قدرات شكرى الدبلوماسية، معلوم المراحل الاستثنائية في تاريخ الشعوب تستوجب وزيرا استثنائيا، ومدرسة الخارجية المصرية مولفة على إنجاب فطاحل، سامح شكرى نموذج، ويضرب المثال في الدفاع عن الحقوق المصرية التاريخية في مياه النيل، شرس، صارم، دبلوماسى من طراز رفيع، يكسب جولاته برؤية سياسية شكلتها إرادة سياسية حاضرة في المحافل الدولية، ونعم الدبلوماسيين الأشداء، السيسى يحسن اختيار سفرائه».